أطلق المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية خدمة علاجية جديدة لمرضى سرطان البروستاتا وسرطان الثدي من الرجال والسيدات القطريين لإعطائهم حقن العلاج الكيماوي المقررة لهم في منازلهم من خلال فريق تمريضي مدرب تابع للمركز، وذلك للتخفيف على المرضى عناء القدوم إلى المركز للحصول على هذه الحقن في مواعيدها المقررة وفق الخطة العلاجية لكل منهم.
وأكد الدكتور محمد سالم الحسن - الرئيس التنفيذي والمدير الطبي للمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ورئيس خدمات السرطان بمؤسسة حمد الطبية، البدء في تقديم أحد العلاجات الكيماوية إلى المرضى في منازلهم في بداية شهر رمضان، استناداً لخطة قطر الوطنية للسرطان 2023-2026 والتي تتضمن توفير الرعاية المنزلية لبعض حالات مرضى السرطان، حيث تقدّم الدكتور الحسن بالشكر إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وللحكومة الرشيدة وذلك لإتاحة جميع علاجات السرطان للمواطنين والمقيمين بدون مقابل؛ لافتاً إلى أنه تم تنفيذ مبادرة توفير حقن العلاج الكيماوي للمرضى في المنازل بتوجيه من سعادة وزير الصحة العامة.
وأشار الدكتور الحسن أن المرضى الذين يتم تقديم هذا العلاج المنزلي لهم يشترط أن يكونوا طرحى الفراش أو من المرضى الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما، أو المرضى الذين لا يستطيعون الوصول للمستشفى لتلقي العلاج، ليتم توفير العلاج لهم بالمنزل وليس تقديم الرعاية فقط.
وأضاف الدكتور الحسن أنه تم تخصيص فريق طبي مكون من أطباء وممرضين لزيارة المريض في منزله، وتقييم الحالة بهدف تقديم العلاج بالحقن في منزل المريض، مشيرا إلى أن العلاج المنزلي يتم تقديمه كل سبت من أيام الأسبوع، قائلاً: «بدأنا بتقديم العلاج المنزلي لمرضى السرطان كجزء من خطة قطر الوطنية للسرطان والتي تهدف إلى علاج كافة مرضى السرطان في قطر، وقد استفاد من خدمة العلاج الكيماوي في المنازل 40 مريضاً من مرضى سرطان الثدي وسرطان البروستاتا، ونجحنا في تقديم العلاج لكل هؤلاء المرضى في منازلهم، وبهذه الخطوة نتخلص من أحد التحديات التي يجري العمل عليها، وهي عدم قدرة كبار السن على الحضور للمركز أو رغبة البعض في تلقي العلاج منزلياً».
وأكد الدكتور الحسن أنه ضمن الخطط المستقبلية فإن المركز يسعى لتقديم هذا النوع من العلاج المنزلي بشكل يومي لجميع مرضى السرطان وأن تشمل أنواعا أخرى من السرطان، الأمر الذي من شأنه التخفيف عن مرضى السرطان عبء الوصول إلى المستشفى لتلقي العلاج، مشيرا إلى أن هناك خدمة أخرى لمرضى السرطان بدأ المركز بتقديمها منذ عام وهي خدمة تقديم العلاج المنزلي للمرضى كبار السن الذين انتهت برامجهم العلاجية وهم في مرحلة علاجية تلطيفية حيث تشمل الزيارة المنزلية تضميد الجروح والتقرحات وتخفيف الآلام والرعاية التمريضية.
وأضاف الدكتور الحسن أن هناك خططا كثيرة لزيادة نوعية وجودة علاجات السرطان، مؤكدا على أن خطة قطر الوطنية للسرطان 2023- 2026 تهدف إلى تعزيز جودة الخدمات الحالية، واعتماد تكنولوجيا مبتكرة وصديقة للمرضى، وإدخال برامج وطنية جديدة للكشف المبكر عن السرطان في قطر.
يُذكر أن عدد مراجعي العيادات الخارجية بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان يبلغ حوالي 6 آلاف مراجع شهرياً تشمل حالات المتابعة الدورية والحالات المرضية الجديدة.
يعد المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان المستشفى الرئيسي لعلاج السرطان في دولة قطر، ويقوم المركز التابع لمؤسسة حمد الطبية بتقديم الرعاية لمرضى السرطان ممن هم بحاجة إلى الخدمات العلاجية المستمرة مثل: العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني المناعي الموجه، والعلاج الإشعاعي، وكذلك يقدم المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان خدماته في علاج اضطرابات الدم الحميدة والخبيثة مع توفير عمليات زرع النخاع العظمي، بالإضافة إلى توفير الرعاية التلطيفية، وعيادة تسكين وتخفيف الألم. يتم إجراء خدمات جراحة الأورام في مستشفى حمد العام التابع أيضاً لمؤسسة حمد الطبية.
يوفر المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بيئة دافئة وترحيبية تساعد على التعافي، حيث إنها تركز على تقديم رعاية عالية الجودة حانية وآمنة للمرضى مع اعتماد أحدث التقنيات والمنهجيات المُتبعة لتقديم علاجات السرطان ذات المستوى العالمي. وذلك يشمل قسم استقبال المرضى الداخليين، والعيادات الخارجية، والعلاج الكيماوي في وحدة الإقامة القصيرة، وقسم دخول المرضى الداخليين لفترات قصيرة، والمرفق الخاص بالرعاية العاجلة والخدمات الاستشارية.
بدأنا بتقديم خدمة الاستشارة والفحص الجيني في عام 2013، والتي تعتبر جزءاً من عيادة الفحص الوراثي والفحص عالي الخطورة لاحتمالية الإصابة في المركز، حيث إنها توفر تقييماً شاملاً للمخاطر الجينية للمرضى الذين يساورهم القلق بشأن مخاطر الإصابة بالسرطان الوراثي أو وجود تاريخ عائلي للإصابة.
لدينا أيضًا عيادات دعم فريدة مثل: «عيادة تسكين الألم وعيادة أمراض القلب والأورام».
وقد نصت الإستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان في دولة قطر والتي تم إطلاقها في عام 2011 على عدد من التوصيات من أجل تحسين الرحلة العلاجية لمرضى السرطان؛ حيث تتم ترجمة هذه التوصيات إلى تحسينات مباشرة في الرعاية الصحية المقدمة للمرضى في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان.
إن المرضى في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان هم جوهر كل قرار يتم اتخاذه وكل ابتكار يتم الوصول إليه، ويضم المركز أول جهاز للتصوير المقطعي المحوسب بالإصدار البوزيتروني في المنطقة، والذي يعد من أحدث الوسائل التي تساعد على الكشف عن السرطان، وهو ما يؤدي إلى تحسين النتائج العلاجية للمرضى، وإضافة إلى ذلك، توجد بالمستشفى عيادة جديدة للحالات الطارئة للمرضى الذين يعانون من أعراض السرطان ممن هم بحاجة إلى الفحص بصورة عاجلة على مدار 24 ساعة.
وقد نال المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان مرة أخرى اعتماد اللجنة الدولية المشتركة منذ عام 2011 والذي يتم منحه بناءً على معايير الجودة والأمان المتوفرة في سائر التخصصات الطبية والإدارية، كما تم اختيار المركز من قِبل اللجنة الدولية المشتركة كأحد ثلاثة مستشفيات في الشرق الأوسط لتجربة إحدى المبادرات الجديدة المتعلقة بنظافة اليدين، ويرجع ذلك إلى اهتمامهم الكبير بمعايير الجودة وسلامة المرضى، حيث إن المركز يتبع أعلى المعايير للحفاظ على بيئتنا آمنة للمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة.