

أكد الدكتور عطية إبراهيم محمد - طبيب عام وأطفال بمركز مدينة خليفة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية – أنه على الرغم من أن الربو يعد من الأمراض الشائعة في مناطق مختلفة من العالم، إلا أن البيئة في منطقة الخليج العربي، بما في ذلك الحرارة والرطوبة العالية والغبار الكثيف، تجعل الحالات المرتبطة بالتنفس أكثر شيوعًا وتحديًا.
وأشار إلى أنه وفقاً لتقرير لمنظمة الصحة العالمية 4% من البالغين في قطر والخليج العربي على وجه العموم يعانون من الربو، كذلك فإن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالمرض حيث يعاني ما نسبته 10% من الأطفال من ذلك المرض.

وقال الدكتور عطية إبراهيم محمد في تصريحات خاصة لـ «وقاية»: يتميز الربو في منطقة الخليج العربي ببعض العوامل الخاصة به، حيث تشير الدراسات إلى أن هناك عوامل وراثية تلعب دورًا مهما في تفاقم الحالة، بالإضافة إلى تعرض سكان المنطقة للغبار والتلوث الجوي والتدخين.
وأضاف: من المعلوم أن منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الصحية في المنطقة على دراية بأهمية تشخيص الربو على نحو دقيق، كما يعملون على تشجيع المرضى على اتباع نمط حياة صحي والحصول على علاج الربو اللازم، بما في ذلك استخدام العلاجات الدوائية والتغذية الجيدة وممارسة الرياضة بشكل منتظم.
«عوامل وراثية»
وأردف: يتحكم في الربو عوامل وراثية، كما ذكرنا، إلا أن هناك عاملا بيئيا وهو يمثل المؤثر الخارجي الذي يؤدي الى ضيق الشعيبات الهوائية من خلال انقباض الألياف العضلية واحتقان وتورم والتهاب الخلايا المبطنة لتلك الشعيبات، ولذلك يعتبر الربو مرضا التهابيا مزمنا ومن هنا ينقسم الربو الى ربو تحسسي ناتج عن مؤثر خارجي مثل حشرة الفراش وفرو الحيوانات الأليفة وبعض انواع الأطعمة أو ربو غير تحسسي ناتج عن الرياضة العنيفة والتدخين كمثال وليس حصرا، وهناك ربو يعاني منه الأطفال بعد سن الثانية عشرة وهو ناجم عن السمنة.
وأكد أن مريض الربو يعاني من ضيق التنفس والكحة الجافة والتصفير في الصدر خصوصا مع هواء الزفير واضطراب النوم والتغيب عن المدرسة والعمل، ويمكن تشخيص الربو من خلال التاريخ المرضي بمعرفة الطبيب ومن خلال بعض الاختبارات البسيطة وتحليل الدم لمعرفة مؤشرات الالتهابات والاستماع الى الرئتين بسماعة الطبيب.
«بروتوكول تشخيصي»
وأوضح أن المنظمات الصحية العالمية التي تعنى بتشخيص وعلاج الربو مثل منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات أنشأت ما يعرف بالمبادرة العالمية لعلاج الربو وهي بروتوكول تشخيصي علاجي تسترشد به كافة الدول على مستوى العالم، لتشخيص وعلاج الربو ومن آخر توصياته كون ان الربو مرض التهابي مزمن استخدام بخاخ الكورتيزون منفردا أو مع البخاخ الموسع للشعب الهوائية في المراحل المبكرة لمرض الربو وليس في مراحله المتأخرة.
وقال طبيب الأطفال بمركز مدينة خليفة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: تهدف المبادرة العالمية لعلاج الربو الى تحسين طرق تشخيص وعلاج الربو والحد من الوفيات المرتبطة بذلك المرض وقد تم إنشاء تلك المبادرة عام 1993 ولها توصيات شبه دورية فيما يخص التشخيص والعلاج.
«أشكال متعددة للعلاج»
وأضاف: علاج الربو له مراحل وصور متعددة منها جهاز التبخير الذي تقتنيه الأسر في المنزل بحيث يتم وضع الدواء المتمثل في الكورتيزون وموسع الشعب الهوائية بالإضافة الى المحلول الملحي ويتصل جهاز التبخير بقناع يوضع على فم وانف المريض طفلا كان أو رجلا بجرعات منضبطة.
وتابع: كما ان هناك بخاخ موسع الشعب الهوائية وبخاخ الكورتيزون منفصلان أو سويا في بخاخ واحد وهي انواع مختلفة ومتعددة كما ان هناك حبوبا يتم تناولها لتعزيز ومساندة وظيفة البخاخ ثم في الأخير تناول حبوب الكورتيزون التي يتم الاعتماد عليها في المراحل الصعبة من مرض الربو حيث يزداد ضيق التنفس وذلك لعدة أيام حتى تتحسن الحالة ثم نعود الى البخاخ من جديد.
وأكد أنه من المعروف أن مرض الربو هو مرض وقائي من الدرجة الأولى ولذلك من المهم تجنب المؤثرات الخارجية التي تؤدي الى نوبات الربو، سواء الربو التحسسي مثل فرو الحيوانات وحشرة الفراش أو الربو غير التحسسي مثل تجنب ممارسة الرياضة العنيفة والتوقف عن التدخين وعدم تعرض الأطفال الى التدخين السلبي.
«نوبات الربو»
ونوه إلى أن هناك الكثير من المؤثرات الخارجية التي تؤدي الى نوبات ربو مثل روث الحيوانات والطيور، ومثل نزلات البرد وغبار المنزل والأدخنة قرب المصانع ومعامل التكرير والأجواء الرطبة والحارة وبعض انواع الأطعمة، مع أهمية تلقي لقاح الإنفلونزا ولقاح الالتهاب الرئوي الجرثومي وهي لقاحات متاحة، ولله الحمد، في كافة مراكز الرعاية الصحية الأولية.
ونصح بتجنب التعرض للشمس المباشرة مع تناول كميات كافية من السوائل خصوصا الماء في ظل الأجواء الحارة والرطبة، وفي نفس الوقت تجنب التباين في درجة الحرارة بين أجواء حارة وباردة والاهتمام بصيانة مكيفات الهواء على ان تكون درجة التبريد معتدلة.
ولفت إلى أنه من المهم الرجوع الى الطبيب لتحديد العلاج الأنسب والأفضل حسب حالة المريض وتاريخه الصحي فهو المنوط به تشخيص الحالة وتقييم الأعراض ووصف الدواء المناسب، ومن النصائح المهمة لمرضى الربو المحافظة على الوزن المثالي خصوصا للأطفال الذين يعانون من الربو مع أهمية ممارسة رياضة مناسبة مثل المشي وتجنب الرياضات العنيفة مع التوقف عن التدخين وعدم تعريض الأطفال والمرضى لخطر التدخين السلبي مع تجنب التعرض للعوامل الخارجية المؤثرة مثل الغبار والحشرات والحيوانات الأليفة مع اتباع ارشادات الطبيب وتناول الدواء الموصوف وندعو الله لكم بالصحة والعافية والسلامة.