«دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي»

alarab
الملاحق 08 أبريل 2024 , 12:00م
د. علي محمد الصلابي

هذا الكتاب امتداد لموسوعة التاريخ الإسلامي، والتي تبدأ من عهد النبوة، وبعده عهد الخلافة الراشدة، والدولة الأموية. وقد سميت هذا الكتاب (دولة السلاجقة وبروز المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي). ويعتبر حلقة مهمة من ضمن سلسلة حلقات تاريخ أمتنا، والمتعلقة بالحروب الصليبية، والتصدي للمخاطر التي تعرضت لها دولة الإسلام في تلك الحقبة من داخلها وخارجها.
يتحدث هذا الكتاب في الفصل الأول: عن السلاجقة، وأصولهم، وسلاطينهم، ومواطنهم، وبداية ظهورهم، وعن اتصال الأتراك بالعالم الإسلام، وعن المشرق الإسلامي قبيل ظهور السلاجقة، وعن الدولة السامانية، والغزنوية، والصراع الغزنوي السلجوقي، ومعركة دندانقان، وقيام السلطنة السلجوقية، ويتحدث عن الدولة القراخانية، وعن البويهيين، وتشيعهم، وإهانتهم للخلفاء العباسيين، وعن صلتهم بالقرامطة، وموقفهم من حماية حدود الدولة الإسلامية، وعن جهودهم في مناصرة حركة التشيع، وإثارة التفرقة والنعرات الضيقة، وإنشائهم مراكز شيعية متخصصة في التأليف والتعليم، وإشاعة الآراء المنحرفة للفلاسفة: مثل حركة إخوان الصفا، وعن نهاية البويهية.
وكما يتحدث عن اجتماع السلاجقة على زعامة طغرل بك، وتوسع دولتهم، واعتراف الخليفة العباسي بهم. ويتضمن الكتاب سيرة السلطان السلجوقي ألب أرسلان، والذي تولى السلطة بعد طغرل بك، وعن جهاده في سبيل الله، وحملته على الشام وضم حلب، وعن انتصاره الشهير الكبير في معركة ملاذكرد على الروم سنة (463 هـ)، ووقوع ملكهم في الأسر، وما ترتب على تلك المعركة من نتائج، ويتحدث عن وفاة ألب أرسلان وتولي ابنه ملكشاه من بعده السلطة، وعن سيرة ملكشاه بنوع من التفصيل، وعن سيرة الحسن الصباح، والدعوة النزارية الإسماعيلية الحشيشية، وسيطرته على قلعة الموت، وعن مراتب ودرجات أعضاء الدعوة النزارية الباطنية، ومهام الدعاة عندهم، ومراحل الدعوة لديهم، ومنطلقات الحركات الباطنية، وأساليبهم في خداع جماهير الناس، وعن المراسلة التي تمت بين الحسن الصباح، والسلطان ملكشاه.
ويبرز الكتاب المشروع السني الذي قام به الوزير السلجوقي نظام الملك في عهد ألب أرسلان وملكشاه، ويفصل في سيرة هذا السياسي الكبير، فيتحدث عن ضبطه لأمور الدولة، والتصور النظري عنده لها، واهتمامه بالتنظيمات الإدارية، والبعد الاقتصادي، وعنايته بالمنشآت المدنية، ودوره في النهوض بالحركة العلمية والأدبية، وعن عبادته، وتواضعه، ومدح الشعراء له، وعن وفاته وتأثر أهل بغداد والمسلمين بوفاته. 
 ويمضي الكتاب مع القارئ إلى عهد التفكك، وضعف وانهيار الدولة السلجوقية، ويشير إلى الصراع بين بركيارق بن ملكشاه، وتركان خاتون زوجة أبيه التي قاتل من أجل تولي السلطنة ابنها محمود الطفل الصغير، ويفصل في الصراعات الداخلية والقتال الذي حدث داخل البيت السلجوقي، ووفاة بركيارق بن ملكشاه، وتولي محمد بن ملكشاه السلطنة والذي قام بمحاربة الباطنية.
وفي الفصل الثاني: بحثت في نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي، وعن صفات وزير الخليفة العباسي من العلم، والرأي السديد، والعدل، والكفاية، والسياسة، والشؤون الدينية، وقوانين الوزارة، والبلاغة، وحسن الترسل، والمحبة لدى العامة، والخاصة، والمعرفة بقواعد ديوان الخلافة، وعن صفات الوزير السلجوقي من محبة العلم والعلماء، والعدل، والصلاح، والفقه، وإجادة اللغة العربية، والفارسية، والكفاية، وتدبير البلاد والجيوش، والشهامة، والصبر، وعن مراسيم تقليد الوزير العباسي والسلجوقي، وألقابهم، وامتيازاتهم، وصلاحياتهم الإدارية والسياسية والمالية والعسكرية، وعن أساليب العزل والمصادرة، وعن المساومة والمنافسة على منصب الوزارة العباسية، والوزارة السلجوقية.
وفي الفصل الثالث: اهتممت بالمؤسسة العسكرية السلجوقية، والتي كانت القوى الضاربة للدولة، ففصلت في أسس الإدارة العسكرية السلجوقية، كالتنشئة العسكرية للأبناء، والجهاد في سبيل الله، والجمع بين الرأي والتدبير والقوة العسكرية، والإعداد المعنوي للجيش.
وفي الفصل الرابع: كان الحديث عن المدارس النظامية منذ نشأتها، وعن أهدافها التعليمية، ووسائل نظام الملك في تحقيق أهداف المدارس، كاختيار الأماكن والأساتذة والعلماء، وتحديد منهج الدراسة، وتوفير الإمكانات المادية، وتنظيم الهيئة التدريسية، من تعيين الأساتذة، وفصلهم، وأثر تلك المدارس في العالم الإسلامي؛ فقد أدت رسالتها من تخريج العلماء على المذهب السني الشافعي، وزودت الجهاز الحكومي للسلاجقة بالموظفين ردحاً من الزمن، وبخاصة دوائر القضاء، والحسبة، والاستفتاء. وقد ساهمت هذه المدارس في إعادة دور منهج أهل السنة في حياة الأمة بقوة، وتقليص نفوذ الفكر الشيعي، وخاصة بعد أن خرجت المؤلفات المناهضة له من هذه المدارس، وكان الإمام الغزالي صاحب القدح المعلى في الوقوف أمام المد الشيعي الباطني الإسماعيلي.
وقد مهدت المدارس النظامية بتراثها ورجالها وعلمائها السبيل، ويسرته أمام نور الدين زنكي والأيوبيين؛ كي يكملوا المسيرة التي من أجلها أنشئت النظاميات، وتتمثل في سيادة الإسلام الصحيح، وخاصة في المناطق التي كانت موطناً للنفوذ الباطني الرافضي في تلك المرحلة، كالشام ومصر وغيرها. 
كما ترجمت للإمام أبي الحسن الأشعري، وتحدثت عن إنصاف ابن تيمية لأعلام الأشاعرة، وثنائه على أبي الحسن الأشعري، وموقفه من الباقلاني، والجويني، والغزالي، والإمام البغوي. وأفردت مبحثاً عن أشهر علماء المدارس النظامية، كأبي إسحاق الشيرازي، وتكلمت عن مكانته، وثناء الناس عليه، ومؤلفاته وشيء من شعره.
وفي الفصل الخامس: تحدثت عن الحروب الصليبية في العهد السلجوقي، فتحدثت عن الجذور التاريخية للحروب الصليبية، وأهم أسباب ودوافع هذا الغزو، وحللت أسباب نجاح الحملة الصليبية الأولى، وبينت أهم أسبابها، كانعدام الوحدة السياسية في العالم الإسلامي، والصراع على السلطنة في داخل البيت السلجوقي، ووجود الدولة الفاطمية، وسقوط الخلافة الأموية بالأندلس. وأفردت مبحثاً عن حركة المقاومة الإسلامية في العهد السلجوقي فيما بين الغزو الصليبي وظهور عماد الدين زنكي، وعن دور الفقهاء، والقضاة، واستجابتهم لمقاومة الغزو، وتحريضهم على الجهاد بالكتابة، والتأليف، والمشاركة الفعلية في ساحات الجهاد.
إن في هذا الكتاب دروسا وعبرا في ميدان الصراع بين دعوة الله الخالدة، وبين التغلغل الباطني، والغزو الصليبي، فقد لاحظت أن العقائد الصحيحة، والفكر السليم، والتصور الراشد الذي قامت عليه المدارس النظامية في عهد السلاجقة، كما أن مناهج المدارس النظامية أخرجت علماء وقادة وساسة وقضاة، كان لهم تأثير كبير في الدولة الزنكية، واستمر التأثير الفكري، والعقائد؛ لعهد الأيوبيين، والمماليك، والعثمانيين على المستوى العقائدي للدول، إن الثمرة الحقيقية من دراسة التاريخ استخراج العبر، واستلهام الدروس، واستيعاب السنن، ومن هذه الدروس والعبر:
1. أهمية المبادرة في حركة النهوض
2. أهمية العامل الديني في شحن الأتباع
3. أهميـة الاتحاد والوحدة في التصدي للأخطار الداخلية والخارجية 
هـذا وقـد انتهيت من الكتاب يوم السبت، الساعة الثانية عشرة إلا أربع دقائق ليلاً، 18/صفر/1427 هـ الموافق 18/مارس/2006 م، والفضل لله من قبل ومن بعد، وأسأله سبحانه أن يتقبل هذا العمل، ويشرح صدور العباد للانتفاع به، ويبارك فيه بمنه وكرمه وجوده، قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} [فاطر: 2].

تجدون كتاب دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي، على الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي على الرابط التالي:
https://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/58