

المعهد يطلق سلسلة تحريرية بمعلومات «ذات مصداقية» لمواجهة «الأخبار الزائفة.. والنظريات المؤامراتية»
علماء متمرسون دققوا كافة المعلومات والنشر باللغتين العربية والإنجليزية
تعاون بين المعهد و «حمد الطبية» لإنشاء برنامج متخصص لدراسة «كورونا»
تحليل البروتينات في دم المُصابين بالفيروس.. وتحديد بصمة بروتينية قادرة على التنبؤ بخطر المضاعفات
يقدم معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، المساعدة المعلوماتية في مكافحة المعلومات المغلوطة المتعلقة بجائحة «كوفيد - 19» مـن خلال سلسلة تحريرية إلكترونية، حيث يجري باحثو المعهد عملية فلترة للمعلومات المتعلقة بالفيروس، ويتم نشر هذه السلسلة، لتزويد أفراد المجتمع بمعلومات علمية ذات مصداقية.
«العرب» التقت الدكتورة ألكسندرا باتلر، باحث رئيسي، والدكتورة أدفيتي نايك باحث ما بعد الدكتوراه في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بجامعة حمد بن خليفة، فأكدتا أن السلسلة تضمنت 19 عدداً من الرؤى واستقطبت عدداً كبيراً من القراء، وأوضحتا أن الفريق ضم 12 كاتباً من الباحثين وطلاب الدكتوراه.
ونوهتا بأن الكثير من المعلومات الخاطئة حول «كوفيد – 19» انتشرت على نطاق واسع، وأن الفريق يعمل على فلترة هذا الكم الهائل من المعلومات المتاحة حول كالفيروس، كما يعمل فريق من العلماء المتمرسون على تدقيق كافة المعلومات المنشورة.
وكشفت الدكتورة باتلر، والدكتورة نايك عن تعاون قطر لبحوث الطب الحيوي وحمد الطبية في إنشاء برنامج متخصص لدراسة «كوفيد - 19»، وهو برنامج يهدف لتطوير اختبارات تشخيصية متعددة عبر فحص ردات الفعل المناعية لدى المصابين بالفيروس، ويهدف تطوير هذه الاختبارات محلياً إلى تعزيز قدرات الاختبار المحلية، ودعم المخزونات الوطنية لمواجهة أي نقص قد يحدث في أدوات الاختبارات المستوردة.
وإلى نص الحوار:
كيف عملتم على مواجهة المعلومات المغلوطة حول فيروس كورونا «كوفيد - 19»؟
الكثير من المعلومات الخاطئة حول «كوفيد – 19» انتشرت على نطاق واسع، وقد أشار تيدروس أدهانوم غبيريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن العالم لا يكافح الجائحة فحسب، بـل يواجه أيضاً جائحة من المعلومات «غير الموثوقة» تشمل المعلومات، والمنشورات العلمية، والنصائح الصحية، والتقارير الإخبارية التي تحقق انتشاراً بسرعة مذهلة. وفي الوقت نفسه، ترافقت هذه المعلومات مع أخبار زائفة، ومعلومات مضللة، ونظريات مؤامراتية.
ولمعالجة هذه المعضلة، فقد استهل بعض باحثي معهد قطر لبحوث الطب الحيوي فـي جامعة حمد بن خليفة عملية فلترة المعلومات، لتزويد أفراد المجتمع بمعلومات علمية ذات مصداقية. وراجع خبراء المعهد، عـبـر سلسلة إلكترونية منتظمة، آخر الأخبار المتعلقة بالبحوث حول «كوفيد – 19»، والتطورات السريرية المهمة بالنسبة للمجتمع العام والخبراء العلميين على حدّ سواء.
معالم المشروع
ما أبرز معالم المشروع الذي عمل عليه فريق الباحثين من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي؟
أطلق المعهد في بداية عام 2020 مشروع «سلسلة رؤى معهد قطر لبحوث الطب الحيوي»؛ بهدف تثقيف القراء حول السلوك الوبائي المعروف لفيروس «كوفيد – 19»، والعوامل التي تُفاقم المرض، مشدداً على ضرورة اتباع استراتيجيات صارمة لحماية السكان الأكثر عرضة للخطر، وتجنب إرهاق منظومة الرعاية الصحية. وقد وصّف باحثو المعهد هيكلية وآليات العدوى البيولوجية بفيروس «سارس – كوف – 2» الذي يُسبب «كوفيد - 19»، وكيف يُمكن استهداف آلية العدوى لتطوير وسائل العلاج.
وطوال فترة نشر السلسلة، تمكّن المعهد من إطلاع القراء على آخر التحديثات حول الموضوعات الأكثر انتشاراً، مثل فعالية الأدوية التي يُعاد استخدامها لأغراض جديدة، والعلاجات قيد التطوير، واللقاحات المحتملة لـ «كوفيد – 19»، وقد شارك في المبادرة فريق من 12 كاتباً مساهماً، يضم باحثي ما بعد الدكتوراه، والباحثين المشاركين، وطلاب الدكتوراه في المعهد.
وقد تشرّفنا بقيادة فريق من العلماء الشباب المفعمين بالحماس، ممن كانوا في غاية الحرص على أن لا تكون المعلومات التي تُنشر في أوساط العامة حول «كوفيد – 19» دقيقة ومحدثة فحسب، بل وكذلك سهلة الفهم حتى لغير العلماء. وقد عمل هؤلاء العلماء بهمة ونشاط كفريق واحد لتحقيق هذا الهدف.
لا شك أن كم المعلومات المنشورة حول «كوفيد – 19» كبير جداً.. فالفيروس هو حديث الساعة في العالم.. كيف ترون هذه المهمة؟
لقد كانت مهمة فلترة هذا الكم الهائل من المعلومات المتاحة حول «كوفيد – 19» شاقة، من أجل إيصال المعلومات الموثقة إلى جميع أفراد المجتمع على نطاق واسع. وفي الوقت نفسه، فقد عززت تلك المبادرة حسّ التواصل العلمي الفاعل بصفته واجباً على العلماء الباحثين تجاه مجتمعنا في هذه الأوقات الصعبة.
بأي اللغات نُشرت السلسلة؟
الهدف الرئيسي لسلسلة «رؤى معهد قطر لبحوث الطب الحيوي» تقديم معلومات دقيقة، وموثّقة علمياً، ومكافحة الأخبار الزائفة في أوساط المجتمع؛ لذا حرصنا على نشرها باللغتين العربية والإنجليزية. وقد استهدفت الرؤى العلماء والطلاب والجمهور العام، وصيغت بلغة سهلة وخالية من التعقيد، لكن مع الحفاظ على المحتوى العلمي والمفردات الدقيقة. بالإضافة لذلك، قام علماء متمرسون بتدقيق كافة المعلومات المنشورة. ونُشرت الرؤى (19 عدداً حتى الآن) على الموقعين الإلكترونيين لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي وجامعة حمد بن خليفة، كما تمت مشاركتها على صفحات جامعة حمد بن خليفة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، حيث استقطبت عدداً كبيراً من القراء.
تطوع مشترك مع «حمد الطبية»
ماذا عن مشاركة معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في جهود مكافحة الجائحة في الدولة؟
على الصعيد العلمي، انخرط معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في جهود مكافحة الجائحة منذ مارس 2020، حيث ساهم لوجستياً بتزويد المعدات التقنية، وكذلك الفِرق العلمية إلى مؤسسة حمد الطبية في إطار برنامج تطوع مشترك.
وبالتوازي مع ذلك، تعاون المعهد مع مؤسسة حمد الطبية في إنشاء برنامج متخصص لدراسة الفيروس؛ بهدف تطوير اختبارات تشخيصية متعددة، عبر فحص ردات الفعل المناعية لدى الأشخاص المصابين بالفيروس. ويهدف تطوير هذه الاختبارات محلياً إلى تعزيز قدرات الاختبار المحلية، ودعم المخزونات الوطنية لمواجهة أي نقص قد يحدث في أدوات الاختبارات المستوردة.
كما يبذل المعهد جهوداً كبيرة في مجال تحليل البروتينات في دم الأشخاص المُصابين بالفيروس، ويعمل على تحديد بصمة بروتينية قادرة على التنبؤ بدقة وبشكل مبكر بخطر المضاعفات، على غرار احتمال حاجة المريض لأجهزة التنفس، وخطر الوفاة نتيجة الإصابة بـ «كوفيد – 19». ويُمكن للمؤشرات الحيوية البروتينية المكتشفة التوصل إلى علاجات لم يتم استخدامها أو التفكير بها حتى اليوم، وهذه ناحية أخرى يتوجب استكشافها كثمرة لهذه الدراسة. وأطلق المعهد مشروعاً تعاونياً مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» والجمعية القطرية للتوحّد حول «تأثير جائحة (كوفيد – 19) على اضطراب طيف التوحّد». وقد أجرى المعهد، بالتوازي مع نشر السلسلة، العديد من الندوات عبر الإنترنت، والتي تناولت الموضوعات ذات الصلة بـ «كوفيد – 19»، واستضاف خبراء دوليين في جلساتهِ التعريفية والتعليمية.
ما مدى تطور التقنيات المستخدمة بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي؟
تتمحور بحوث معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بشكل أساسي حول مرض السكري والسرطان والاضطرابات العصبية، وحديثاً الأمراض المعدية، ويحتوي المعهد على مرافق أساسية حديثة تدعم البحث العلمي من خلال توفير تقنيات وخدمات البحث المتقدمة للمجتمع البحثي في قطر والعالم. وتقع جميع المرافق في المبنى نفسه الذي توجد فيه مراكز أبحاث معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، وتشكل عنصراً لا ينفصل عن أهداف المعهد الطموحة في قيادة البحث المتبصر والمبتكر في قطر.
ومن خلال جهوده العلمية الفكرية والتطبيقية، يعمل معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بشكل كبير على بحوث تهدف إلى تحويل الاكتشافات العلمية الجديدة إلى علاجات أكثر نجاعة، واستراتيجيات وقاية أفضل من الأمراض التي تصيب البشر، وهو ما يُساهم بالتالي في تطوير الطب الشخصي.