مسعود المري: ضاعفنا مواليد الحلال 3 مرات لتحقيق الاكتفاء الذاتي

alarab
محليات 08 أبريل 2018 , 07:09ص
العرب- أحمد سعيد
لا تزال وزارة البلدية والبيئة، ساعية في خطتها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث شهدت الأيام الماضية افتتاح محطة أبحاث الإنتاج الحيواني، بمنطقة الشيحانية، والتي تعد الأولى من نوعها لمضاعفة الإنتاج في دولة قطر.

 «?العرب» التقت السيد مسعود جار الله المري مدير إدارة البحوث الزراعية، والذي تحدث عن مهام المحطة وطبيعة تعاملها مع المربين وأصحاب الحلال، كما كشف عن نتائج المحطة المبهرة خلال العام الماضي والذي كان بمثابة عام تجريبي قبل الافتتاح الرسمي.

كيف تسهم الإدارة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء؟

¶ تعمل الإدارة على مضاعفة الإنتاج عبر الاستفادة من برامج البحث العلمي، فنحن نعمل على تحسين السلالات وتحملها لدرجات الحرارة العالية، مما يساهم في مضاعفة كمية اللحوم والألبان، كما نعمل على اختيار سلالات تمتلك قدرة متميز على التخصيب، تزامناً مع تحسين هرمونات الأنثى، مما يسفر عن أكثر من مولود في الحمل الواحد، وهو ما نجحنا فيه، حيث أسفرت جهود الإدارة عن 3 مواليد في الحمل الواحد، وبالتالي ضاعفنا الإنتاج في وقت أقل من المفترض، إضافة إلى توفير نفقات الأعلاف التي تتطلبها ثلاثة أمهات لإنتاج ثلاثة مواليد.

هل تستعين الإدارة بخبرات أجنبية؟

¶ نتعاون مع جهات دولية، فنحن شركاء في اتفاقيات دولية مع «الفاو» وهيئة الموارد الوراثية الحيوانية، كما توظف الإدارة خبيراً تونسياً وآخر سورياً، بجانب عقد دورات تدريبية مع جهات خارجية وبعض المراكز البحثية، وكل تلك الخبرات تضافرت معاً لتمثل روافد لتطوير ثروتنا الحيوانية.

وما هي أبرز السلالات التي تمتلكها الإدارة؟

¶ نركز على سلالات دولة قطر، مثل الماعز شامي، وأغنام العواسي، والمها العربي، وغزال الريم، والإبل، وهي سلالات أصولها من الشام والعواسي، واستوطنت في دولة قطر منذ زمن، ويجري حالياً تنميتها، وتعزيز بعض السلالات الأخرى التي يمتلكها بعض الهواة، ومربي الحلال، فيما تسعى المحطة للتعاون الوثيق مع المربين، عن طريق استعارة فحولهم لاستغلالها في تخصيب الإناث، ثم إعادتها لهم مرة أخرى مع جزء من إنتاجها، وهو ما يعد مكسباً للطرفين، وهو العائد الذي لن يجده المربي لدى أي جهة أخرى، خاصة وأن محطة البحوث الحيوانية هي الجهة الحكومية الوحيدة المتخصصة في مجال البحث الحيواني.

وماذا عن دوركم في تحسين سلالات الأبقار؟

¶ نسعى لاستيراد أفضل أنواع الأبقار، خصوصاً المدر منها، وعلى وشك إنهاء اتفاقية لاستيراد أبقار هندية تم تطويرها في البرازيل لتحمل درجات الحرارة العالية التي تتشابه مع دولة قطر.

باعتبارها محطة بحثية.. هل لديكم أهداف قصيرة المدى بجانب الخطط الاستراتيجية؟

¶ بالفعل تمتلك المحطة نوعين من الأهداف، الأولى بعيدة المدى باعتبارها محطة بحثية، والثانية قصيرة المدى وتتمثل في المعاملة الهرمونية سريعة النتائج، وتعني رفع خصوبة الإناث، وبالفعل حققت المحطة خلال العام الماضي نجاحاً بلغ 70% في هذا الشأن، حيث أسفرت عن إنجاب 3 مواليد للأنثى الواحدة.

هل تخضع الإدارة لمراحل تطويرية منتظمة؟

¶ الإدارة تعمل بشكل تجريبي منذ عام، وحققت نتائج باهرة، ونستعد حالياً لاستقبال أجهزة متطورة من جهات دولية عدة، قادرة على مضاعفة الإنتاج بشكل يتوازى مع أهداف الدولة الساعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي. كما أن إنشاء هذه المحطة يضع القطاع الزراعي إمكانياته العملية والبشرية لخدمة مربي الثروة الحيوانية، وذلك عن طريق الأبحاث لرفع الإنتاجية من الحليب واللحوم الحمراء، وتحسين طرق تربية وتغذية الحيوان وانتخاب السلالات ذات الصفات المرغوبة، ومن ثم نشر هذه النتائج للمربين، بالإضافة إلى توزيع الحيوانات المنتخبة لتحسين نسل الثروة الحيوانية.

ما الهدف من إنشاء المحطة؟

¶ تم إنشاء هذه المحطة ضمن مشاريع الوزارة الخاصة بالأمن الغذائي، وذلك لتعزيز البنية التحتية للبحوث الزراعية، فهي محطة متخصصة في إجراء الدراسات والأبحاث الخاصة بتطوير تقنيات الإنتاج الحيواني وتحسين المردودية الاقتصادية للثروة الحيوانية، بالإضافة إلى تحسين الصفات الوراثية وحفضها.

وماذا عن المرافق الموجودة بالمحطة؟

¶ تضم المحطة عدداً من المرافق الهامة مثل المختبرات البحثية وعيادة بيطرية وحظائر للحيوانات، حيث يوجد بالمحطة ثلاث مختبرات رئيسية هي: «مختبر التغذية الحيوانية، مختبر التلقيح الاصطناعي، مختبر التقنية الحيوية الحيوانية، بالإضافة إلى 30 حظيرة إسكان جماعي متفاوتة المساحة من 20 إلى 900 متر مربع، كما تحتوي المحطة على فضاء خاص بالمجترات الصغرى، وآخر للإبل والأبقار يتم فيه إجراء القياسات والنشاطات البحثية، وتضم المحطة 50 ماعزاً شامياً، و17 رأساً من الإبل، و150 رأساً من الأغنام تتم متابعتها فنياً، طبقاً للدراسات المعتمدة، منوهاً بأنه سيتم إمداد المحطة بسلالات أخرى ليتم تقييمها وتحسينها وفق خطة المحطة للمساهمة في نشر الحيوانات ذات الصفات الإنتاجية الجيدة لتحسين الأداء الإنتاجي للثروة الحيوانية بدولة قطر وتنويع المنتجات الحيوانية.

وهل يوجد بالمحطة ما يتطلب إجراء دراسات بحثية؟

¶ بالفعل تضم المحطة عدد 8 غزلان و 4 رؤوس من المها العربي، وذلك لإجراء الدراسات البحثية للحفاظ على الحياة الفطرية، ومن المتوقع أن يتم انتخاب حيوانات ذات مؤهلات إنتاجية عالية من الحليب واللحم، تشكل نواة قطيع يساهم في نشر المواصفات الإنتاجية الجيدة بالدولة. كما تجرى في الوقت الحالي العديد من الأبحاث الخاصة بدراسة فعالية نمط الإنتاج المكثف لقطيع الأغنام العواسي. ودراسة المؤشرات الإنتاجية والتناسلية للماعز الشامي، ودراسة أثر استعمال نخيل البلح على الأداء الإنتاجي والتناسلي لأغنام العواسي.

المعاملة الهرمونية لـ «الحلال» بمحطة الأبحاث

تتم تغذية الحيوانات على البرسيم الجاف والرودس، مع تكملة علفية باستعمال علف مركز 16 % من البروتين حسب الحاجة، وتم تطبيق تقنية (Flushing)، وذلك بالرفع من قيمة الطاقة في العليقة شهر قبل التلقيح، وتقنية أخرى للمواليد، ابتداءً من الأسبوع الثاني من العمر. وتعتمد محطة الأبحاث الحيوانية على المعاملة الهرمونية والتلقيح الاصطناعي، كما تعتمد برنامجاً للرعاية الصحية.

وشهدت المحطة تركيب الإسفنجات المهبلية لمدة 12 يوماً، مع حقن 400 وحدة دولية من هرمون خلال عملية سحب الإسفنجات، وتم استعمال محلول تجاري، لتخفيض تركيز السائل المنوي، بحيث تحتوي كل جرعة على 400 مليون حيوان منوي. ويتم تلقيح إناث مجموعة التلقيح الطبيعي مرتين، الأولى عند ظهور الشبق، والثانية بعد 12 ساعة، أما مجموعة التلقيح الاصطناعي، فتم تلقيحها 55 ساعة بعد السحب، وتمت مراقبة عودة دورة الشبق 15 يوماً بعد التلقيح، فيما يتم فطم المواليد في عمر شهرين ونصف، على أن يفوق وزنهم 20 كجم، ويتم وقايتهم من الطفيليات الخارجية والداخلية قبل التلقيح بشهر، على أن يتم إعادة تقديمهم خلال الشهر الأخير من الحمل، بالإضافة لتحصين خاص بالتسمم المعوي. ولوحظ في الفترة الأخيرة عدم تأثر الوزن عن الميلاد بنوع الولادة الفردي والتوأم، في حين أن المواليد الثلاثي انخفض وزنها، وسُجل فرق معنوي بين المواليد الثلاثي من جهة، والفردي والتوأم من ناحية ثانية.