أبوظبي رتّبت لقاء بين مقربين من بوتن وترمب? في سيشيل
حول العالم
08 أبريل 2018 , 06:35ص
الدوحة - العرب
تسير تحقيقات المدعي الخاص روبرت مولر في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية نحو مزيد من النور، حول الربط بين الدور الإماراتي في تنسيق لقاءات بين مسؤولين من حملة دونالد ترمب ومقرّبين من الرئيس الروسي فلاديمر بوتن قبل صعود الرئيس الأميركي إلى الحكم.
وأكدت شبكة «أيه. بي. سي» الأميركية، نقلاً عن مصادر لم تسمّها، أن مولر حصل على أدلة تشكك في الإفادة التي أحاط بها إيريك برنس -مؤسس شركة الأمن الخاصة «بلاكووتر» وأحد أبرز الداعمين للرئيس الأميركي دونالد ترمب- أمام الكونجرس، في ما يتعلق باللقاء الذي جمعه بمصرفي روسي مقرّب من بوتن، والذي وصفه برنس بـ «المصادفة».
وقالت المصادر المطلعة على تحقيقات مولر للشبكة الأميركية، إن رجل الأعمال اللبناني الأميركي جورج نادر -مستشار ولي عهد أبوظبي- قال للمحققين إنه أعدّ للقاء في جزر سيشيل بين برنس وكيريل دميترييف رئيس مجلس إدارة صندوق الثروة السيادية الروسي، قبل أيام قليلة من تنصيب ترمب رئيساً للولايات المتحدة، بطلب إماراتي.
وأوضحت «أيه. بي. سي» أنه جرى التحقيق مع جورج نادر 3 مرات من قبل محققي مولر، وقدّم إفادته 4 مرات أخرى أمام هيئة محلفين فدرالية في واشنطن، منذ توقيفه لدى وصوله إلى مطار العاصمة الأميركية في يناير الماضي.
وبحسب الشبكة، فإن الوثائق التي حصل عليها مولر تشير إلى أنه -قبل وبعد لقاء نادر وبرنس في نيويورك، الذي حصل قبل أسبوع واحد من رحلة الأخير إلى سيشيل حيث التقى دمترييف- تبادل الرجلان معلومات تتعلق برئيس مجلس إدارة صندوق الثروة السيادية الروسي، وهو أمر لا يتناسب مع شهادة مؤسس «بلاكووتر».
وكان برنس أكد، أمام لجنة مشرّعين أميركيين في نوفمبر الماضي، أنه لم يسافر إلى سيشيل للقاء أي شخصية روسية، بل لعقد اجتماع مع مسؤولين إماراتيين حول إمكانية عقد صفقات عمل، وقد قام هؤلاء بتعريفه «مصادفة» إلى دمترييف.
وبحسب أحد أصدقاء إيريك برنس، فإن فريق مولر لم يطلب -منذ أواخر مارس الماضي- من مؤسس «بلاكووتر»، الإدلاء بشهادته أمام هيئة المحلفين التي تحقق في العلاقات بين المسؤولين عن حملة ترمب ومسؤولين حكوميين روس.
وكان برنس أفاد للهيئة بأنه التقى دمترييف في حانة الفندق الذي مكث فيه، من خلال اقتراح «أحد أشقاء» ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد له بضرورة التعرف إليه.
وتقول المصادر، بحسب ما نقلت عنها شبكة «أيه. بي. سي»، إن نادر الذي كان يعمل في ذلك الوقت لمصلحة محمد بن زايد، «روى رواية مختلفة».
وحسب مصادر مختلفة، كانت الإمارات تريد أن تجمع شخصية روسية قريبة من الكرملين بشخص يعتقد جورج نادر أنه رجل موثوق به من قبل فريق الإدارة الأميركية الجديدة.
وتضيف المصادر أن نادر التقى بإريك برنس في فندق «بيير» في نيويورك قبل أسبوع من «لقاء سيشيل»، ولاحقاً أرسل إلى برنس معلومات حول دمترييف.
وقال نادر أمام المحققين، بحسب المصادر، إنه سهّل وحضّر شخصياً لقاءات عدة، من بينها واحد بين برنس ودمترييف في منتجع يملكه محمد بن زايد على أحد سواحل إفريقيا الشرقية، مضيفاً أن أحد أهم أهداف اللقاء مناقشة السياسة الخارجية، وبناء خط تواصل بين الحكومة الروسية وإدارة ترمب.
ولم يذكر برنس في شهادته اسم جورج نادر أبداً، على الرغم من أنه سُئل عن الأسماء التي حضرت معه خلال لقائه دمترييف. وقد قال إن زوجة دمترييف كانت الوحيدة الحاضرة، ولكنها غادرت بعد دقائق حين كان الرجلان يناقشان «الإرهاب وأسعار النفط»، بحسب إفادته أمام المحققين.