البوعينين: إكرام الجار من تمام الإيمان

alarab
محليات 08 أبريل 2016 , 06:20م
الدوحة - العرب
قال الشيخ أحمد البوعينين، إن على المسلمين اليوم أن ينتبهوا لحقوق الجار التي تكاد تضيع هذه الأيام بعد أن أغلق كل جار بابه عليه دون أن يعرف عن جاره شيئا، مبينا أن حق الجار من الأمور التي اهتم بها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".

وأضاف، خلال خطبة الجمعة بمسجد صهيب الرومي في الوكرة، أن على المسلمين أن لا تذهب بهم الحياة المعاصرة إلى نسيان الجار والتنكر لحقوقه، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن؟" قال: قلت: أنا يا رسول الله، قال: فأخذ بيدي فعد فيها خمسا وقال: "اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب"، فوصايا النبي صلى الله عليه وسلم موجزة بليغة ذات شأن، ولها في النفوس المؤمنة أبلغ الأثر، وقد أهدى الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الوصايا للصحابة رضوان الله عليهم.

وقدم البوعينين عدة وصايا واحدة تلو أخرى، حيث قال: الوصية الأولى: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وهي أن يجعل الإنسان لنفسه وقاية من جميع ما حرم الله فلا يأتي ذنبا كبيرا أو صغيرا إلا هرب منه من خشية الوقوع فيه، والوصية الثانية: "ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" تفيد أنها وصية تثلج الصدور وتهدي القلوب إلى ما تطمئن به وتستريح، لأن الله قد قسم الأرزاق بين الناس وجعل منهم الغني والفقير لحكمة يعلمها الله، لذا علينا أن نرضى بما قسم الله لنا، الوصية الثالثة: "وأحسن إلى جارك" وهي محور حديثنا في هذه الخطبة، أما الرابعة "وأحب للناس ما تحب لنفسك لتكن مسلما" فتدل على أن العبد المسلم عليه أن يكون مخلصا صادقا مع الله ومع الناس ومع نفسه، كما جاءت الوصية الخامسة لتوضح أن المسلم العاقل ينبغي عليه أن يقلل من الضحك "ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب".

ووقف البوعينين مع الوصية الثالثة: "وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا" مذكرا بأن الإحسان إلى الجار من الفطرة التي فطر الله عليها الناس، خصوصا العرب قبل الإسلام، فقد كانوا في الجاهلية يعظمون حق الجار ويحترمون الجار، ويعتزون بثناء الجار عليهم ويفخرون بذلك، ثم جاء الإسلام وبعث صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق، فأكد حق الجوار، وحث عليه، وجعله كالقرابة، حتى كاد أن يورث الجار من جاره، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".

 بل اشترط لتمام الإيمان بالله واليوم الآخر إكرام الجار، وحسن الجوار، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، بل أقسم النبي صلى الله عليه وسلم على أن من يؤذي جاره ولا يأمن جاره من شروره وغوائله بأنه منتف عنه الإيمان، فعن أبي شريح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن". قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يأمن جاره بوائقه".

وفصل البوعينين بعضا من أنواع صون حق الجار، مؤكدا أن من حقوق الجار أن يكون له عونا في وقت شدته في حال فقره ومرضه وحاجته، ومن حقه عليه أن يفرح له عندما تحصل منحة تفرحه، ويحزن عندما تنزل به مصيبة تحزنه، فيفرح لفرحه، ويحزن لحزنه، ويحفظه في أهله، ويقوم بالواجب في حال غيبته، وينصحه إذا زل، ويذكره إذا غفل، ويعلمه إذا جهل، كما أن من حق الجار على جاره الهدية والعون ولو باليسير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة"، والفرسن هو ظلف الإبل أو الشاة، وقال لأبي ذر رضي الله عنه: "يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعهد جيرانك".

أ.س/ س.س