موسم الندوات يناقش حرب الإبادة على الفلسطينيين

alarab
ثقافة وفنون 08 مارس 2024 , 01:09ص
الدوحة - العرب

ضمن فعاليات النسخة الثالثة من موسم الندوات لوزارة الثقافة أقيمت، أمس، ندوة بعنوان «العرب والغرب ما بعد حرب غزة»، بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في مقره. حضر الندوة سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، والدكتور عزمي بشارة مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وجمع من الأكاديميين والمثقفين.
 وشارك في الندوة كل من د. عبد الوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، والدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية، والدكتور باسم الطويسي رئيس برنامج دراسات الإعلام في معهد الدوحة للدراسات، والدكتورة عائشة البصري الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والدبلوماسية السابقة في منظمة الأمم المتحدة.

وتحدث في بداية الندوة الدكتور عبد الوهاب الأفندي عن أزمة الحرب على غزة وأسبابها التي أرجعها إلى عدم وجود كتلة عربية موحدة تقف أمام حرب الإبادة التي تمارسها سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وغياب الصوت العربي الموحد، وكذلك وجود فجوة بين السلطة الفلسطينية والمقاومة في غزة، إلى جانب دعم غربي مستمر لإسرائيل في هذه الحرب. وأضاف د. الأفندي في ورقته قائلا «لا يجب الاكتفاء بنقد الغرب لأنه لن يعود علينا بالنفع خاصة أن الغرب كشف عن نفسه وعن مبادئه وتعاطيه مع القضايا العربية أو الإسلامية»، مؤكدا أنه يجب التركيز على تغيير الوضع العربي الراهن ليكون قادرا على الصمود والمواجهة.
 شجاعة المقاوم الفلسطيني
ومن جهته قال الدكتور محمد المسفر في مداخلته إن القضية الفلسطينية بعد مرور خمسة شهور على الحرب على غزة، أصبحت لها مكانة على الساحة الدولية لا سابقة لها في تاريخ هذه القضية منذ 1948، موضحا أنها أضحت قضية العالم بامتياز وغطت على كل الأزمات والحروب الدائرة في العالم بدءا بصراع أمريكا والصين في المياه الآسيوية، ثم الحرب في أوكرانيا، والصراعات المختلفة في العالم، وأرجع فضل ذلك إلى المقاومة الباسلة في غزة الصابرة على كل الجراح والآلام. وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن العنف الكبير الذي يتصرف به جيش الاحتلال الإسرائيلي هو تصرف ثأري وانتقامي نتيجة للصدمة التي أصيب بها الكيان الصهيوني بعد أحداث السابع من أكتوبر، مؤكدا أن صمود المقاومة الفلسطينية في غزة فاجأ الكل بشجاعة المحارب الفلسطيني أمام قوة تفوقه عددا وعدة ومدعومة من عدة دول.
وتطرق د. المسفر إلى التعاطف الذي حازت عليه إسرائيل عقب عملية طوفان الأقصى والأكاذيب التي روجت لها، مؤكدا أن الوضع اختلف بعد ذلك حيث تغير الخطاب السياسي لكثير من قادة أوربا والولايات المتحدة الأمريكية لصالح القضية الفلسطينية والدعوة لإنهاء الحرب في غزة ورفع الحصار عنها. ونوه الدكتور محمد المسفر، خلال مشاركته في الندوة، إلى موقف قطر ودعمها المتواصل للقضية الفلسطينية.

رأس جبل الجليد
وفي مداخلته التي جاءت تحت عنوان «الغرب والعرب بعد حرب غزة 2023-2024: العلاقات من منظور ثقافي» قال الدكتور باسم الطويسي «لا نملك اليوم وصفا دقيقا للآثار التي ستتركها الحرب الإسرائيلية على غزة 2023-2024 التي انقضى عليها خمسة أشهر مع بداية شهر مارس 2024»، مشيرا إلى أن الآثار الظاهرة لا تشكل سوى رأس جبل الجليد، وأن ثمة أثارا أعمق ستأتي في القريب والبعيد، فهذه الحرب لا تشبه الحروب التي شهدها الشرق الأوسط في القرن العشرين والربع الأول من هذا القرن، لأنها حرب جمعت العديد من التناقضات والمفاجآت والصدمات، وهكذا تبدو آثارها سياسيا واستراتيجيا وثقافيا.
كما تناول بالتفصيل الاستهداف الممنهج من جانب الاحتلال الإسرائيلي للثقافة في غزة وتعمد تدمير كافة الممتلكات الثقافية من مواقع تراثية ومكتبات ومتاحف ومؤسسات تعليمية عن عمد. 

نظام دولي بلا قانون
ومن جهتها قدمت الدكتورة عائشة البصري مداخلة تحت عنوان «غزة في زمن الوحوش» قالت فيها إن الحديث عن الإبادة في غزة اليوم يقودنا إلى الحديث عن طبيعة النظام الدولي والهيمنة الغربية منذ ما يناهز خمسة قرون، ليس فقط في قوة السلاح وإنما بفعل الثورات فكرية وعلمية وصناعية وأيديولوجيات متجددة. وأضافت أن الحرب على غزة أظهرت أن العالم يفتقد إلى نظام دولي قائم على القانون.
وأكدت أنه على الرغم من قتامة صورة المشهد العالمي فإن هناك مؤشرات تدل على أنه مازال هناك أمل تجسده الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية