52 عاماً في رفد المشهد الإعلامي.. العرب في عيون القراء

alarab
الأخبار العامة 08 مارس 2024 , 01:03ص
يوسف بوزية

52 عاماً مرت على إصدار «العرب»، أول صحيفة قطرية شكلت منارة مضيئة في تاريخ الصحافة القطرية والإقليمية، ومنبراً إعلامياً رائداً حاز ثقة القراء وأسهم في تشكيل وعي وثقافة ووجدان أجيال متعاقبة من أبناء الوطن.
52 عاماً حملت فيها «العرب» راية الصحافة عكست فيها بكل مهنية إنجازات الدولة ونهضتها المباركة، وفردت في نفس الوقت مساحة واسعة للأقلام القطرية لتثبت أنها مرآة تعكس الحقائق بأدق تفاصيلها.
وفي حين مرت «العرب» بمراحل عدة، ومنعطفات كثيرة، فقد حافظت في الوقت نفسه على علاقتها القوية بالقراء، كما تعاقب عليها نخبة من القامات الإعلامية والصحفية المتميزة الذين أسهموا بقلمهم الحر وأفكارهم الإبداعية، في رسم خريطة العمل الصحفي.
وتأكيداً على هذا التواصل الذي أحدثته «العرب» منذ بدايتها وإلى اليوم، تحدّث عدد من القراء عن أهمية الصحيفة وماذا تمثل لهم وأبرز مزاياها، مؤكدين انها لا تزال اليوم كما كانت دوما محل اهتمام الشارع، من حيث اهتمامها بقضايا الشأن المحلي ومتابعة الأخبار ونشر مساحات كبيرة لمناقشة الموضوعات وتقييم الأحداث، كما تميزت بعدد كبير من الأقلام المحلية والعناوين إضافة إلى التنوع والاختلاف في المادة الصحفية وفي الشكل، منوهين بدور الصحيفة في تثقيف المجتمع، إلى جانب مواكبتها للأحداث المحلية والقضايا التي تهم المجتمع.

تطلعات القارئ
قال الأستاذ خالد فخرو إنه رصد تحول بوصلة اهتمام صحيفة العرب خلال السنوات الأخيرة تدريجيا من القضايا العربية إلى الشأن المحلي، نظرا إلى تغير اهتمامات وتطلعات القارئ وازدياد عددها واتساع رقعة وسائل تبادل ونقل المعلومات.
وأكد أن «العرب» حملت على عاتقها منذ تأسيسها مسؤولية نصرة القضايا العربية والإسلامية، بما فيها القضية الفلسطينية، مشيرا الى تزايد الحيز الخاص بالشأن المحلي في الصحيفة والذي بدأ يأخذ مساحة واسعة لتسيطر العناوين المحلية على الموضوعات المنشورة على صفحاتها.

الشأن المحلي
ورأى فخرو أن بوصلة اهتمام «العرب» بالقضايا المطروحة على صفحاتها وسبل التعامل معها تغير خلال الفترة الأخيرة نظرا إلى تركيز الإدارة كما يبدو على معالجة الشأن المحلي في تغطياتها بما فيها أعمدة الرأي بسبب ازدياد عدد الكتاب القطريين وربما تبدل اهتمامات القارئ بالملفات المحلية أكثر من العربية بسبب تشعبها.
وأضاف فخرو أن تركيز اهتمامات القارئ القطري في الآونة الأخيرة على القضايا المحلية جعل العرب تواكب تطلعه واهتمامه، مقترحا تخصيص مساحة أوسع لتناول قضايا الشباب واهتماماتهم. 

تأثير كبير
بدوره أكد الأستاذ فهد النعيمي، أن «العرب» كان لها تأثير كبير على المجتمع القطري واحتضنت العديد من الاسماء والكتاب والأقلام القطرية المبتدئة والمتميزة، وأضافت إلى رصيد العمل الصحفي والإعلامي في الدولة، كما حافظت على نهجها وحسها الوطني وتبنت موقفا واضحا وصريحا تجاه مختلف القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي ظلت حاضرة في صدر صفحاتها، من دون أن تغفل الاهتمام بقضايا الشأن المحلي ومواكبة الأحداث المحلية والقضايا التي تهم المجتمع.
وتابع أنها احتلت مكانة مهمة بين الصحف، واستطاعت على مر السنوات أن تشكل رقماً مهماً في الصحافة القطرية، مثنياً على الكفاءات والكوادر المهنية التي يتكوّن منها فريق العمل في الصحيفة، التي استطاعت أن ترفد المشهد الإعلامي وأن تنقل رسالة قطر إلى الخارج.

فتحت آفاق الإبداع
من جانبه، قال أحمد التميمي، مدير مشروع في مكتب الاتصال الحكومي، إن «العرب» كانت رائدة في تغطية الأحداث المحلية منذ نشأتها في وقت مبكر حيث وضعت الأسس الثابته للصحافة اليومية وفتحت آفاق الابداع للمثقفين القطريين في كافة المجالات وحافظت على استمراريتها رغم التحديات، معربا عن الثقة بأن «العرب» قادرة على مواصلة نفس النهج لأنها تتمتع بمسيرة مهنية وخبرات تراكمية في نقل رسالة قطر الى العالم، وقدمت العديد من الأسماء والأقلام التي لعبت دورا في مسيرة الاعلام المحلي.

الجانب الاجتماعي
وأكد عبدالرحمن ابراهيم أن سياسة دولة قطر فيما يتعلق بالدفاع عن القضايا العربية والإسلامية انعكست بشكل واضح على صفحات العرب، واضاف ان الجوانب الرياضية والاقتصادية والجهات الرسمية تأخذ حيزاً كبيراً في أبرز جوانبها، بينما تنحصر الجوانب الاجتماعية بشكل محدود نسبيا، وبالتالي عدم وجود صفحة يومية خاصة تهتم بالجانب الاجتماعي يعد نقصاً في متطلبات المجتمع، إذ نلاحظ أن كثيراً من الصحف الغربية تهتم بالجانب الاجتماعي بشكل كبير، وتحرص بالتالي على تطبيق الأسس الصحفية الاجتماعية في معظم إعلامها مما يشكل اكتسابا ثقافيا لتلك المجتمعات يتيح ويفتح إدراك الناس بما يدور حولهم من قضايا وأحداث.
ونوه بحرص «العرب» على استقطاب الكفاءات المحلية، وتعزيز دورها ووضع خطط إبرازها، وتوجيهها نحو صناعة محتوى منافس ومؤثر.

مسؤولية كبيرة
وقال أنس بدر إن تصدر قطر في العديد من المؤشرات الدولية يستدعي من «العرب» مسؤولية كبيرة، حتى تكون مواكباً لهذه السمعة والعمل على تعزيزها وترسيخها عبر المساهمة في إبراز جهود الدولة في العديد من مناحي الحياة، العلمية والإنسانية والاقتصادية، في مختلف الدول. 
وأوضح أن الجميع يدرك الدور الذي تقوم به قطر في العديد من القضايا الرئيسة في المنطقة، حيث تعتبر الدولة لاعباً رئيساً ومؤثراً في الساحة الإقليمية، وهو ما يترتب على الصحيفة دور كبير في تعزيز سمعة قطر وترسيخها، وتوضيح مواقفنا تجاه الملفات المختلفة، سواء عبر صفحات العرب أو عن طريق الإعلاميين أنفسهم عبر مشاركاتهم الدولية والإقليمية ونقاشاتهم في المحافل التي يشاركون فيها.

محتوى جذاب
وأشار حمد المسلم إلى بعض المجالات المتاحة أمام «العرب» وهو الإعلام الرقمي عبر مختلف المنصات، منوها بقدرة الصحيفة على تقديم محتوى جذاب وتنافسي يلبي متطلبات مجتمعنا الذي يتسم بتنوع سكاني كبير، علاوة على مخاطبة الجمهور الخارجي إذ تعتبر اللغة وسيلة مهمة لإيصال الرسائل إلى الجمهور المستهدف.
وأضاف انه غالباً ما يقرأ محتوى «العرب» لكن طبيعة عمله في الفترة الأخيرة جعله يقلل من قراءة الصحيفة، مكتفيا بما يمكن الاطلاع عليه من الموضوعات والأخبار من خلال النسخة الرقمية، التي غدت - حسب وصفه- وسيلة أساسية وسريعة لدى معظم القراء، مؤكدا أن العرب كانت ومازالت مرآة القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية، خاصة المحلية منها كما تحترم رأي القارئ وتمده بالمعلومات الجديدة أولاً بأول، منوها بضرورة زيادة التركيز على معالجة الظواهر السلبية في المحلية بما فيها المواضيع محل اهتمام المواطنين.

متابعة يومية 
ويقول أحمد سعيد خالد، موظف: أتابع «العرب» بشكل يومي، ولكن ما يهمني من الصحيفة أكثر من غيره هو صفحات الرياضة، أما بقية المواضيع فلا تشدني كثيرا، ورأيي أن الملحق الرياضية يواكب الأحداث الرياضية المحلية والعربية والعالمية أولاً بأول، كما أستمتع بالتحليل الرياضي.

الأخبار المحلية
حميد ناصر - موظف يضيف إلى رأي الآخرين: أنا شخصيا أقرأ الأخبار المحلية في «العرب» التي تجذبني وتشدني إليها، فالأخبار المحلية تجعلني أعيش بشكل متواصل مع الأحداث اليومية التي تحصل في الدولة، كما أنها تعرفني بما يحدث من حولي وهذه ميزة الصحيفة التي تحترم قراءها، كذلك يشدني المقال الصحفي الذي يعالج قضية محلية بشكل موضوعي وهذه ميزة في العرب وإن كان لي مطلب من الصحيفة فهو زيادة جرعة النقد في تناول موضوعات الشأن المحلي لتبقى الصحيفة مرآة تنقل للآخرين ما يدور حولهم، ناهيك عن نقل الأحداث التي تحصل في دول العالم.

المنصات الرقمية
ويقول أحمد جابر: أقرأ فقط الصفحة الأولى وأترك الباقي للعودة له لاحقا إن أسعفني الوقت، لكن رأيي في الصحف المحلية بشكل عام، أن أعداد المتابعين لها قل كثيرا عما كان عليه الأمر في السابق، وذلك بسبب دخول الانترنت مجال المنافسة، وهو ما يستدعي من «العرب» الاهتمام بالمنصات الرقمية والتي أصبح لها دور كبير في نقل الحدث للقارئ، و»العرب» فيها الكثير من الصدق والشفافية وأرى أنها تفرد مساحات للشباب وتنشر لهم آراءهم ومقترحاتهم.