

نشر معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بجامعة حمد بن خليفة، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومتعاونين آخرين، دراسةً مشتركةً جديدةً في مجلة «نيتشر كوميونيكيشانز» المرموقة تتناول الحاجة إلى التشخيص المبكر للإصابة بفيروس كوفيد-19 والعلاج من مضاعفاته، في ظل تحول هذه المضاعفات إلى عبء كبيرٍ على أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.
وقاد هذه الدراسة الدكتور فارس العجة، عالم أول في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، ويمكن الوصول إليها عبر الإنترنت على الرابط التالي: https://www.nature.com/articles/s41467-022-28639-4.
واستخدمت هذه الدراسة، التي أُجريت من خلال مختبر أبحاث علوم البروتينات الرئيسي التابع للمعهد، منصة أولينك للتكنولوجيا بهدف فحص بروتينات البلازما المستمدة من المرضى المصابين بفيروسSARS-COV-2 .
وحدد الفحص 375 بروتينًا شهدت تغيرات في دماء المرضى المصابين بحالات شديدة من فيروس كوفيد-19، وهو ما ساعد في تفسير الآلية البيولوجية التي تقف وراء حدوث المضاعفات الشديدة. وبناءً على هذا الفهم، طوَّر الفريق حلَّين عمليَّين يمثلان نموذجًا تنبؤيًا يمكنه تحديد المرضى المعرضين لمخاطر عالية في أقرب وقت ممكن بعد الإصابة بالفيروس، إلى جانب العلاج المبكر. وكان الحل الأول عبارة عن بصمة مكونة من 12 بروتينًا، أطلقوا عليها اسم درجة خطورة كوفيد-19 الجزيئية، التي يمكنها التنبؤ بالمضاعفات مبكرًا بعد الإصابة بفيروس SARS-COV-2. وتمثل الحل الثاني في تحديد الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية التي يمكن أن تحول دون وقوع المضاعفات الشديدة لفيروس كوفيد-19 أو تعالجها.
وأوضح الدكتور فارس معنى «بصمة البروتين» بالقول» كانت درجة الخطورة الجزيئية لفيروس كوفيد-19 التي طورناها قادرة على التنبؤ بشدة العدوى في وقت مبكر خلال فترة تتراوح من يوم إلى ثلاثة أيام بعد ظهور أعراض عدوى SARS-COV-2. وتم التحقق من صحة ذلك لدى مجموعة مستقلة تمامًا من المرضى الذين ينتمون إلى الولايات المتحدة الأمريكية وينحدرون من مختلف الأعراق والديموغرافيات.»
وحددت الدراسة سبعة فحوصات سريرية تُستخدم بشكل اعتيادي في المختبرات الطبية يمكن استخدامها كمؤشر مبكر لمخاطر شدة الإصابة بفيروس كوفيد-19 ومؤشرات الشفاء والنجاة منه.
وأضاف: «مع النظر بعين الاعتبار إلى عدم قدرة كافة أنظمة الرعاية الصحية على استخدام هذه الفحوصات، طورنا نموذجًا ونظامًا للتسجيل يستخدم سبعة فحوصات سريرية اعتيادية.
واستخدمت الدراسة كذلك المعلومات البيولوجية لاقتراح تركيبات دوائية يعتقد الباحثون أنها من الممكن أن تكون فعالة في مقاومة فيروس كوفيد-19.
وقالت الدكتورة مريم علي النصف، رئيس قسم أمراض الحساسية والمناعة بمؤسسة حمد الطبية وقائد الفريق السريري بالدراسة: «ساعدنا التنسيق القوي والمستمر بين المعاهد والباحثين في تحقيق النتائج المؤثرة ، وتعيَّن علينا العمل معًا بشكل متناسق خلال المشروع كأطباء وباحثين للوصول إلى هذه النتائج.»
وقال الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي: توصلت الدراسة إلى نتائج واعدة، مع إمكانية مساهمتها في الحد من تأثير مضاعفات فيروس كوفيد-19 على المرضى ونظام الرعاية الصحية.