حدّد باحثون من وايل كورنيل للطب – قطر مع زملاء لهم من وايل كورنيل للطب - نيويورك، بروتينات في الدم تفوق مستويات جريانها عند المصابين بكوفيد-19 مقارنةً بمثيلاتها عند الأصحاء. 
وقد نشروا دراسة بعنوان «تحديد الارتباطات البروتينية القوية عند المصابين بمرض كوفيد-19 بناء على خمس دراسات إكلينيكية» في الدورية الدولية الريادية في علم المناعة Frontiers in Immunology. 
واستعان فريق الباحثين في وايل كورنيل للطب - قطر، بقيادة الدكتور فرانك شميت والدكتور كارستن زوري، بالمرافق المتقدمة المكرّسة لبحوث الطب الحيوي في الكلية، لتحديد الواسمات البروتينية في عيّنات دم جمعها فريق باحثين بقيادة الدكتور أوغسطين تشوي في وايل كورنيل للطب - نيويورك خلال الموجة الأولى من جائحة كوفيد-19. وتُسهم هذه الواسمات البروتينية في تمكين الباحثين من التوصل إلى فهم أدقّ للعمليات الجزيئية المنطوية على تطوّر كوفيد-19، لا سيما وبالأخص الاستجابة الالتهابية لجسم الإنسان التي تتسبّب في بعض الأحيان في استفحال المرض.
وجاءت الدراسة لتؤكد ما توصلت إليه ثلاث دراسات سابقة أجرتها فرق بحثية دولية أخرى، وبالاقتران مع بيانات الدراسة الجديدة المسجلة في قطر، التي ساهمت أيضاً في وضع أساس أكثر متانة للجهود الراهنة والرامية لتطوير أدوات تشخيصية وعلاجات أفضل لمرض كوفيد-19. 
وتساعد هذه الاستنباطات الباحثين على فهم التغيرات الواسعة في أعراض مرض كوفيد-19، خفيفة، في حين أنّ البعض الآخر قد يصاب بأعراض شديدة وقد تكون مميتة.
وقال الدكتور فرانك شميت مدير مختبر البروتيوميات في وايل كورنيل للطب - قطر: «لدينا منصة حديثة ومتقدمة لتحديد الواسمات البروتينية، وبالاستعانة بهذه القدرات الفائقة، استطعنا التحقق والتثبّت من نتائج دراسات أخرى أجريت على بروتينات ومستوى جريانها في دم المصابين بمرض كوفيد-19، سواءً بمستوى جريان عال أو ضعيف مقارنةً بمستواها عند الأصحاء. 
وأضاف: بتحديد الواسمات البروتينية القوية على هذا النحو سوف نتوصل إلى صورة أوضح بكثير للعمليات الكامنة وراء الالتهاب الذي نراه عند مرضى كوفيد-19، بما في ذلك ما يُعرف باسم «عاصفة السيتوكين» التي يمكن أن تتسبّب بمضاعفات شديدة الخطورة، لافتا إلى أن بروتينات السيتوكين تلعب دوراً في تنظيم استجابة جسم الإنسان للعدوى.
وقد استعان الباحثون بمنصة تحليل البروتيوميات الفائقة التقنية في وايل كورنيل للطب - قطر، المعروف تجارياً باسم «أولينك» Olink، لدراسة البروتينات الموجودة في عيّنات الدم المأخوذة من المصابين بمرض كوفيد-19 والمستمدة من دراستين جديدتين وثلاث دراسات سبق نشرها عن كوفيد-19.
وقارن الباحثون القياسات البروتينية في عيّنات المصابين بكوفيد-19 وعيّنات أخذت من آخرين أصحاء، وأيضاً في عيّنات آخرين مصابين بأمراض غير مرتبطة بالفيروس وكشف التحليل عن ثلاثة عشر بروتيناً محدداً، تبيّن وجود معظمها بمستويات مرتفعة في عيّنات دم أخذت من مرضى كوفيد-19، وهو ما بدا متّسقاً على نطاق الدراسات الخمس. 
وقال الدكتور كارستن زوري، مدير مختبر المعلومات الحيوية والعميد المشارك للشراكات البحثية على نطاق الكلية: «تُظهر الدراسة ما يمكن أن يُثمر عنه اقتران منصتين متقدّمتين وفائقتين هما البروتيوميات والمعلومات الحيوية في تحليل عيّنات إكلينيكية جُمعت في خضم أزمة مثل الجائحة الراهنة على نطاق وايل كورنيل للطب في قطر والولايات المتحدة.