ضربة جديدة للعلاقات الإسرائيلية-الأميركية قبيل زيارة بايدن
حول العالم
08 مارس 2016 , 04:23م
أ.ف.ب
شهدت العلاقة المتأزمة بين الحكومة الإسرائيلية والبيت الأبيض حلقة جديدة، اليوم الثلاثاء، قبيل زيارة يقوم بها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل؛ مع إعلان بنيامين نتنياهو نيته عدم التوجه إلى واشنطن، ورفَضَ عرضًا بلقاء الرئيس باراك أوباما.
وكان البيت الأبيض أعلن، أمس الاثنين، أن نتنياهو طلب موعدا من الرئيس الأميركي. وعندما صدرت الموافقة عليه وتحدد موعد اللقاء كان الجواب الإسرائيلي بأن رئيس الوزراء ألغى الزيارة، في قرار "فاجأ" واشنطن.
ومن المتوقع وصول بايدن إلى إسرائيل مساء الثلاثاء، في زيارة تستغرق يومين.
وأثَّرتْ على تحديد الموعد الزيارةُ التاريخية المقرر أن يقوم بها أوباما إلى كوبا، في 21 و22 من مارس المقبل.
وكانت يفترض أن تتزامن زيارة نتنياهو لواشنطن مع المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية (أيباك)، أكبر لوبي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، وهي مناسبة شارك فيها نتنياهو مرارا خلال السنوات الماضية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، نيد برايس، إن الحكومة الإسرائيلية طلبت من البيت الأبيض تحديد لقاء لنتنياهو مع أوباما "يوم 17 أو 18 من مارس"، فاختارت الرئاسة الأميركية يوم 18 وأبلغت الحكومة الإسرائيلية بذلك قبل أسبوعين.
وأضاف: "كنا نتطلع لاستضافة هذا الاجتماع الثنائي، حين فوجئنا بنبأ وردنا أولا عبر الإعلام، بأن رئيس الوزراء عوضا عن أن يقبل دعوتنا، قرر إلغاء زيارته".
وبررت إسرائيل - الثلاثاء - قرار نتنياهو برغبته في ألا يبدو كأنه يتدخل في الانتخابات التمهيدية الأميركية.
وقال مسؤولون في مكتب نتنياهو - في بيان - إن "رئيس الوزراء يقدر رغبة أوباما بلقائه الجمعة (18 من مارس) في واشنطن". وأضافوا أن "رئيس الوزراء قرر ألا يتوجه إلى واشنطن حاليا في أوج حملة الانتخابات التمهيدية الأميركية".
وربطت صحيفتا هارتس ويديعوت أحرونوت - الثلاثاء - الحادث بالمحادثات الجارية بشأن تجديد اتفاق المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل.
وقالت يديعوت أحرونوت، إن أوباما كان سيقوم باستغلال المحادثات مع نتنياهو "لمحاولة إقناعه بتوقيع اتفاق، حتى لا يبدو في موقع الرافض منح أموال حين يتعلق الأمر بأمن إسرائيل، في حين أن نتنياهو يفضل من جانبه التعامل مع الرئيس المقبل".
- لا مبادرة سلام كبيرة –
وكان نتنياهو أكد - في يناير الماضي - أنه مع دخول الاتفاق النووي مع إيران حيز التنفيذ، ورفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران، تجب زيادة المساعدات العسكرية الأميركية الحالية التي تقدمها لها الولايات المتحدة، وقيمتها 3,1 مليارات دولار.
ويشمل الإطار الحالي لاتفاق المساعدات العسكرية الإسرائيلية، الذي تم التوصل إليه في عام 2007، تقديم 30 مليار دولار مساعدات عسكرية لإسرائيل في 10 سنوات.
ولا يشمل ذلك المبلغ الإنفاق الأميركي على مشاريع إسرائيلية، بينها نظام القبة الحديدية الدفاعي المضاد للصواريخ.
وفي القدس يلتقي بايدن نتنياهو والرئيس رؤوفين ريفلين، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.
وتندرج الزيارة في إطار جولة إقليمية، يزور بايدن خلالها أبو ظبي ودبي وعمان.
وسيتطرق بايدن في زيارته إلى الاهتمامات المشتركة، منها الوضع في سوريا، والنفوذ الإيراني في المنطقة ومخاطر الجهاديين، وغيرها.
وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أكد مسؤول أميركي كبير "أن نائب الرئيس لن يطرح أية مبادرة جديدة كبيرة".
وأضاف: "لا يبدو لنا أن طرفي النزاع لديهما اليوم الإرادة السياسية في إجراء مفاوضات حقيقية"، داعيا مع ذلك إلى "ايجاد السبل لخفض التوتر وترك الباب مفتوحا أمام حل الدولتين".
ومفاوضات السلام متعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين منذ أبريل 2014.
وتشهد الأراضي الفلسطينية وإسرائيل أعمال عنف أسفرت منذ الأول من أكتوبر عن استشهاد 182 فلسطينيا ومن عرب إسرائيل، في مواجهات وإطلاق نار وعمليات طعن، قُتل فيها أيضا 28 إسرائيليا، إضافة إلى أميركي وإريتري وسوداني، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.
وتقول الشرطة الإسرائيلية، إن نحو نصف الفلسطينيين قتلوا برصاص عناصرها أو الجيش، خلال تنفيذهم أو محاولتهم تنفيذ هجمات بالسكين على إسرائيليين.
ويقول الخبير جونثان راينهولد، لوكالة فرانس برس، إن الحكومة الإسرائيلية قلقة من خروج الولايات المتحدة عن موقفها التقليدي الداعم لإسرائيل، ودعم قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو صدور إعلان رئاسي أميركي يحدد معايير حل النزاع.
وتبدو زيارات بايدن إلى الدولة العبرية سيئة الحظ دوما. وفي 2010 أعلنت إسرائيل خلال زيارة بايدن مشروعا لبناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة رامات شلومو في القدس الشرقية المحتلة، مما أثار رد فعل حادا من نائب الرئيس الأميركي.
وترى واشنطن أن الاستيطان الإسرائيلي المتواصل عائق أمام التوصل لسلام مع الفلسطينيين.
ومن جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد المجدلاني، أن الفلسطينيين لا يتوقعون أي شيء من الزيارة.
وقال المجدلاني، إن بايدن "سيطلب التهدئة وعدم التصعيد للحفاظ على استقرار الأوضاع في ظل الانتخابات الأميركية، وسيطلب من إسرائيل التمسك بحل الدولتين".
وتابع: "بالمجمل ليس لدى الإدارة الأميركية أي قناعة باستعداد الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات".
/أ.ع