عقد مركز اللغات بمعهد الدوحة للدراسات العليا، أمس الأحد، ندوته السنوية حول تعلم اللغة الإنجليزية وتدريسها.
ووقفت الندوة هذا العام على موضوع اللغة الإنجليزية الأكاديمية في بيئة التعليم الافتراضي: مقتضيات تعليمها ومتطلبات استدامتها.
أقيم المؤتمر عبر الإنترنت وحضره حوالي 400 متخصص في تدريس اللغة الإنكليزية من مختلف الجامعات والكليات والمدارس من الدوحة والمجتمع الدولي.
أشار الدكتور علاء الجبالي، مدير مركز اللغات، في كلمته الافتتاحية وفي تعقيبه على الأوراق المقدمة إلى الأهمية البالغة لهذه القضية إذ أن التحدي الذي فرضته جائحة كورونا خلق في ذات الوقت فرصة لتطوير أليات واستراتيجيات جديدة لتحسين العملية التعليمية، كما نوه إلى دور هذه الندوة في دعم مهمة المركز في تنمية القدرات اللغوية والثقافية للتميز في الإنتاج المعرفي.
كما أشار إلى أن هذه الندوة تندرج في سياق مبادرة التوعية المجتمعية التي يرعاها المَعهد، وتساهم كذلك في تعزيز التواصل بين المعهد والأفراد، والمنظمات في الدوحة والمجتمع الأكاديمي الدولي.
قدمت الجلسة الأولى الدكتورة كيلي ويلسون ، مديرة مركز الكتابة بجامعة نورث وسترن في قطر، بعنوان "تعزيز مجتمع للكتاب في بيئة افتراضية". وأشارت في حديثها إلى مجموعة متنوعة من الممارسات والتقنيات الخاصة التي طبقتها في الفصل الدراسي الافتراضي للكتابة من أجل إشاعَة الشعور بالانتماء إلى مجتمع الكُتاب بين الطلاب.
وأوضحت استنادًا إلى تجارب وخبرات المعلمين والباحثين الآخرين في الكتابة -على غرار بيل هوكيس " Teaching to Transgress" الصادر عام 1994 و باركر بالمر "Courage to Teach " الصادر عام 2017- أنه لكي ينجح الطلاب في الفصل الدراسي عليهم أن يعرفوا أولأً بأن معلميهم يهتمون بهم وبتجربتهم الدراسية. كما أوضحت - بالاعتماد على عملها الخاص مع دارسي اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في مؤسسات ناطِقة باللغة الإنكليزية- أن تحقيق الاستدامة ليس ممكنًا فحسب، بل إنه يَعود بالنَفع على الطلاب ومعلميهم على حَدٍّ سواء في بيئة الفصل الدراسي أو بيئة التعليم الافتراضي.
وألقى المحاضرة الثانية الدكتور جيم باكنغهام ، خبير التعليم في مركز الدراسات التحضيرية في جامعة السلطان قابوس، بعنوان "إعادة التفكير في تصميم تجربة التعليم في سياق تعليم الإنكليزية لأغراض أكاديمية ". إذ ناقش تصميم تجربة التعلم وظهورها كوسيلة لضمان أن تحقق تجربة شخصية وإيجابية وعميقة للطلاب. كما ناقش أيضًا الاعتماد الجزئي وهدفه في دعم تطوير المهارات الحياتية والاعتراف بها رسميا، وأشار إلى أنه أصبح ينظر إلي هذه المهارات باهتمام متزايد وأنها أصبحت ذات أهمية للنجاح الوظيفي للطالب، ولكن لم تتم رعايتها أو الاعتراف بها في برامج تعليم الإنكليزية لأغراض أكاديمية التقليدية. وخلص إلى أن القضايا الاجتماعية والتعليمية الحالية في سياق تعليم اللغة الإنكليزية كلغة أجنبية و تعليم الإنكليزية لأغراض أكاديمية يمكن معالجتها بشكل أفضل من خلال اعتماد مفهوم تصميم تجربة التعلم واستراتيجيات الاعتماد الجزئي.
واختتم الندوة الدكتور جوزيف ألفارو من كوربوس كريستي كوليج في مقاطعة فانكوفر في كندا، وتحَدّث عن "التعلم الإلكتروني و تعليم الإنكليزية لأغراض أكاديمية : المشكلات والحلول والتطبيقات". وسلط الضوء على تحديات التدريس عبر الإنترنت وما تتطلبه من المعلمين من تغيير في نهجهم وأسلوبهم في التدريس؛ إذ أثيرت أسئلة فيما يتعلق بالطرائق، والتعريفات، والمصطلحات الجديدة. فقام بمراجعة الدراسات الحديثة وسلط الضوء على مسألة عزلة المتعلم وقلة تفاعله وانفصاله عن الأقران؛ إذ تؤدي هذه العوامل إلى خلق الشعور بالوحدة وقد يصل به ذلك إلى الشعور باليأس، مما يعيق بشكل خطير عملية التعلم. كما ذَكّر بتوصيات نظريات تعليم اللغة كلغة ثانية والتي تدعو إلى التفاعل الاجتماعي بوصفه عاملا أساسيا في تعلم اللغة الإيجابي، مشيرًا إلى أن "الإحساس بالانتماء إلى المجتمع" أمر ضروري ، وخلص إلى أن "المدونات" و "نماذج الاقتداء بالأقران" طريقتان أظهرتا فعالية إلى حد كبير في بناء مجتمعات ناجحة لتعزيز الممارسة في تَعليم الإنكليزية لأغراض أكاديمية عبر الإنترنت.