#مصر.. هل تشهد "#العريش" تهجيرا وتلقى مصير #رفح؟!

alarab
حول العالم 08 فبراير 2018 , 12:59م
العرب- مـتـابـعـات
شهدت أطراف مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، شمال شرقي مصر، على مدار الساعات الماضية، حالةً تأهب لافتة وغير مسبوقة، من حيث انتشار القوات، والاستعدادات الطبية، يرجح أن تكون بداية عملية عسكرية، وفق مصادر.

المصادر التي تحفَّظت على ذكر أسمائها للأناضول، لحساسية الموقف، قالت إن حالة التأهب، في العريش، تأتي مع دخول اليوم السابع لعملية دعا لها الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في 19 يناير الماضي، لإخلاء 5 كيلومترات من محيط حرم مطار المدينة.

المطار قبل هذه الدعوة الرئاسية بأكثر من شهر، كان قد شهد استهداف قذيفة أطلقت من إحدى المزارع المجاورة لطائرة كانت تقل وزيري الدفاع والداخلية أثناء وجودهما بالمدينة، راح على إثرها مساعدين لهما.

ولم يعلن الجيش المصري، حتى الساعة، عن تفاصيل ما يحدث خلال الأيام الماضية بخصوص حرم مطار العريش، ولم تقدم تفسيرات بخصوص ما يتداول من أنباء عملية عسكرية بالمدينة، ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات المصرية في هذا الشأن.

•تخوف من لقاء مصير رفح•

منذ إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي إنشاء حرم آمن لمطار العريش بمساحة خمسة كيلو مترات في الاتجاهات الأربع للمطار، لم تخل أحاديث «السيناوية» من الخوف والقلق على مستقبل قد يكون مشابهًا لما لاقته مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة إثر إنشاء منطقة عازلة بعمق خمسة كيلومترات داخل سيناء، ما أسفر عن إزالة المدينة بالكامل وتجريف مئات الأفدنة من المزارع وهدم مئات المنازل.

خلال حديثه في مؤتمر «حكاية وطن» في 19 يناير الماضي، ذكر الرئيس السيسي واقعة استهداف طائرة وزير الدفاع، الفريق أول صدقي صبحي، أثناء وجودها في مطار العريش، بعد دقائق من نزول صبحي الذي كان بصحبته وزير الداخلية، مجدي عبد الغفار، مشيرًا إلى أن الصاروخ الذي أطلق على الطائرة خرج من مزارع الزيتون المقابلة للمطار في الجهة الغربية: «لما انضرب على الطيارة اتضربت من المزارع اللي حوالين المطار، إحنا بنعمل حرم آمن للمطار؛ ?ن لازم المطار يرجع ويشتغل، الدولة تعود..»، محددًا مساحة الحرم بـ «5 كيلو حوالين حقول الطيران».

بعد انتهاء الرئيس من الحديث عن المطار، وجه حديثه لأهالي شمال سيناء، قائلًا بنبرة حادة: «يا تساعدونا يا تساعدونا، إحنا خدنا قرار باستخدام عنف شديد خلال المرحلة دي، لسه ما بدأناش عنف شديد وقوة غاشمة حقيقية… هنبقى غَاشمين قوي في استخدامنا للقوة».

نبرة الرئيس في حديثه لأهل سيناء تغيرت تمامًا عما جاء في حديث سابق له قبل عام تقريبًا، حين أعلن رفضه خطة لإخلاء العريش: «أنا اتعرض عليّا من 40 شهر خطة إن إحنا نجلي العريش كله، نفضّي المنطقة بالكامل عشان نقدر نتعامل مع الناس دي بالشكل المناسب.. قلنا لا،… لكن إحنا عمرنا ما عملنا كده ومش هنعمل ده، إحنا ما نعملش كده في أهلنا»، كما جاء بصحيفة "مدى مصر" الإلكترونية.

المنطقة المزمع إزالتها عبارة عن دائرة حول المطار مساحتها 78.5 كم مربع، من ضمن مساحة مدينة العريش والتي تبلغ حسب الموقع الرسمي لمحافظة شمال سيناء 762 كم مربع، 218 كم مربع منها تضم المنطقة المأهولة بالسكان والزراعة وباقي الأنشطة الاقتصادية، حسب دراسة لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عن محافظة شمال سيناء في مايو 2017.

الحرم المفترض، حسب قرار الرئيس، في الاتجاه الشمالي للمطار، سيضم الأحياء السكنية جنوب المدينة، فيما يضم الاتجاهان الغربي والجنوبي للمطار آلاف الأفدنة المزروعة بالزيتون على جانبي وادي العريش والتي تعتبر عَصب النشاط الزراعي داخل المدينة، أما الاتجاه الشرقي فيضم مساحات من مزارع الزيتون وأراضٍ صحراوية.

لكن محافظ شمال سيناء، عبد الفتاح حرحور، أعلن خلال الاجتماع التنفيذي للمحافظة في 23 يناير الماضي، أن الخمسة كم مربع سوف يتم إزالتها في الغرب والشرق والجنوب من المطار، أما في الاتجاه الشمالي، فسوف يتم إزالة كيلو ونصف مربع فقط حتى الطريق الدائري الجنوبي لمدينة العريش، لتلافي إزالة الكتلة السكنية، لافتًا إلى أن فكرة إنشاء حرم حول المطار ليست وليدة اللحظة، وأن هناك دراسة سابقة لهذا الحرم.

مصدر مسؤول داخل ديوان عام محافظة شمال سيناء، أكد لـ «مدى مصر» أن استثناء 3.5 كم مربع في الاتجاه الشمالي للمطار جاء بعد تدخل وجهاء من المدينة.

وكشف المصدر، الذي طلب إخفاء هويته، أن فكرة إنشاء حرم آمن لمطار العريش ليست جديدة، حيث تعود إلى بداية عام 2017 عندما وجه محافظ شمال سيناء الإدارة الهندسية في الديوان العام بتنفيذ مخططات للمنطقة المستهدف إزالتها، ولكن طوال العام لم يصدر توجيه بالتنفيذ على الأرض، مشيرًا إلى أن أخطر ما في تلك الخطة كان الاتجاه الشمالي، والذي يخترق الكتلة السكنية لمدينة العريش، لافتًا إلى أن الحَرم وصل إلى وسط المدينة عند مبنى مجلس المدينة وكنيسة ماري جرجس.

وأضاف أنه قبل استهداف طائرة وزير الدفاع بشهرين تقريبًا تم التوجيه مرة أخرى بإخراج الخرائط والمخططات لقرب التنفيذ على الأرض، حتى جاء إعلان الرئيس عن التنفيذ بعد الهجوم.

مصدر محلي يسكن بالقرب من الطريق المؤدي إلى مقر الكتيبة 101 في ضاحية السلام، قال: إن سيارات نقل عسكرية محملة بصناديق مدون عليها «TNT»، وكاسحات عملاقة تحمل جرافات ومعدات ثقيلة وصلت إلى مقر الكتيبة يوم 23 يناير الماضي.

وذكرت الصحيفة الإلكترونية في تقرير لها، أنه يخشى أبناء العريش أن تدخل منطقة شمال المطار، والتي استثني منها 3.5 كم مربع، وتعتبر الأهم لأنها تخترق الكتلة السكانية، مستقبلًا ضمن قرار الإخلاء لتدخل الحرم الآمن للمطار لسببٍ ما، مثلما تم مع مدينة رفح عندما أُخلي فقط ألف متر في عمق سيناء كمرحلتين أولى وثانية عام 2015، واستقر الوضع حتى نهاية 2017 عندما أُعلن عن البدء عن تنفيذ المرحلة الثالثة بداعي مواجهة الأنفاق وتنفيذ عملية نقطة البرث جنوب رفح، حسب تصريحات اللواء السيد عبدالفتاح حرحور، محافظة شمال سيناء، ما نتج عنه توغل عملية الإزالات إلى عمق الكتلة السكانية للمدينة وإزالة أحياء سكنية بالكامل، بالإضافة إلى تجريف مساحات شاسعة من المزارع، والتي تمثل 62% من النشاط الاقتصادي داخل المدينة، حسب دراسة وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.

قرار «حرم المطار» لا يعتبر هو التهديد الوحيد الذي أصبح محدقًا بعاصمة شمال سيناء، والتي يقيم فيها قرابة 180 ألف نسمة، حسب آخر تقدير عام 2016. في منتصف 2016 أصدر الرئيس السيسي قرارًا بتخصيص الأراضي الصحراوية بعمق 2 كيلومتر على جانبي 21 طريقًا من ضمنهم طريق «العريش-رفح»، الذي يمر على ساحل المدينة في طرفها الشمالي، وإذا طُبق سوف يقضي على باقي الكتلة السكانية التي خرجت من قرار «حرم مطار العريش»، وفي أجزاء أخرى سوف يلامسها، مما يسفر عنه إزالة مدينة العريش بالكامل.

وخلال عام 2016 أقامت أجهزة الأمن حرم بمسافة 500 متر على جانبي الطريق الدائري جنوب العريش، وطريق«العريش-الحسنة» بداية من مقر الكتيبة 101 وحتى مطار العريش، ما أسفر عنه إزالة منازل ومزارع زيتون.

في نهاية حديثه عن شمال سيناء، خلال «حكاية وطن»، وجه الرئيس السيسي رسالة بنبرة صوت حادة إلى الأهالي في شمال سيناء قائلًا: «يا تسَعدونا يا تسَعدونا» خاتمًا حديثة «هنبقى غاشمين قوي في استخدام القوة وأن الكلام ده يتحط في الإعتبار وأهلنا في سيناء يسعدونا بجد».