الحوثيون يواجهون مزيداً من العزلة في اليمن

alarab
حول العالم 08 فبراير 2015 , 05:08م
أ.ف.ب
يواجه المسلحون الحوثيون مقاومة شديدة من باقي المكونات السياسية والقبلية لليمن، في سعيهم لتطبيق تدابير إعادة ترتيب السلطة التي يحاولون فرضها في هذا البلد الأساس في استراتيجية واشنطن لمكافحة الإرهاب.

وفي هذه الأثناء طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "بإعادة شرعية" الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، معتبراً أن الوضع في اليمن"يتدهور بشكل خطير جداً".

ويسود الغموض المشهد السياسي بعد إعلان معظم الأحزاب السياسية اليمنية - بما في ذلك حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي يُعَدُّ حليفاً للحوثيين في الفترة السابقة - رفض التدابير الأحادية "الثورية" التي أعلنها الحوثيون.

وحلَّ الحوثيون البرلمان في "إعلان دستوري"، وشكلوا لجنة أمنية عليا لإدارة شؤون البلاد إلى حين تشكيل مجلس رئاسي، الأمر الذي رأته دول مجلس التعاون الخليجي "انقلاباً" على الدستور.

ويسود التوتر اليوم الأحد؛ خاصة في جنوب البلاد وجنوب شرق البلاد، إذ أكدت السلطات المحلية "عدم الاعتراف" بالسلطة التي يفرضها الحوثيون، و"رفض الإعلان الدستوري" الذي حلوا بموجبه البرلمان وعلقوا عملياً حكم الدستور.

وبحسب بيان لهذه السلطات فإن قوات الأمن والجيش في محافظات عدن وأبين ولحج وشبوة والضالع وحضرموت ترفض الإعلان الدستوري الذي فرضه الحوثيون.

ويشهد الجنوب تكثيفاً للحراك المطالب بالانفصال، خاصة بعد سيطرة الحوثيين على زمام الأمور في صنعاء.

ويطالب قسم كبير من الحراك الجنوبي بالانفصال عن الشمال والعودة إلى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990.

وفي مأرب الغنية بالنفط بوسط البلاد (شرق صنعاء) أعلن نائب المحافظ عبد الواحد نمران لوكالة "فرانس برس" أن شيوخ القبائل السنية تعارض - بقوة - الإعلان الدستوري و"يتشاورون حول سبل مواجهة أي تطورات".

وأكدت مصادر محلية في مأرب أن القبائل المسلحة بقوة تستعد لمواجهة أيّة محاولة للحوثيين للتمدد نحو منطقتهم الغنية بالنفط.

وأكد مجلس شباب الثورة السلمية - وهو التجمع الشبابي الذي قاد الانتفاضة ضد نظام الرئيس السابق في 2011 - أنه يدعو "كل اليمنيين ودول الخليج والعالم أجمع إلى عدم الاعتراف بهذا الانقلاب وإدانته، وعودة الشرعية ومؤسسات الدولة الانتقالية المدنية والعسكرية والأمنية للعمل لإنجاز ما تبقى من المرحلة الانتقالية للوصول للاستفتاء على الدستور وصولاً للانتخابات العامة".

من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الأحد، إلى إعادة شرعية الرئيس اليمني، معتبراً أن الوضع في اليمن "يتدهور بشكل خطير".

وقال بان في الرياض: "الوضع يتدهور بشكل خطير جداً مع سيطرة الحوثيين على السلطة وتسبُّبهم في فراغ في السلطة".

وأضاف: "يجب أن تتم إعادة شرعية الرئيس هادي".

وذكر الأمين العام للمنظمة الدولية أن الوضع في اليمن "كان موضوعاً رئيساً" في محادثاته في المملكة، إذ التقى أيضاً الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ووزير النفط علي النعيمي.

وأعرب بان كي مون عن القلق "إزاء قيام الحوثيين والرئيس السابق (علي عبد الله صالح) بتقويض عملية الانتقال السياسي" في اليمن.

ويبدو اليمن أمام مخاطر متزايدة لاندلاع العنف، خاصةً مع ازدياد عزلة الحوثيين داخلياً.

وقال عبد السلام محمد رئيس مركز "أبعاد" للدراسات الاستراتيجية: "الحوثي لا يستطيع أن يحكم اليمن بمفرده".

وأضاف لفرانس برس: "طبيعة اليمن متعددة سياسياً وحزبياً، وأي فرد أو جماعة تريد الانفراد بالسلطة لا تستطيع إلا إذا كان لديها نسيج اجتماعي وقبلي متعدد موال لها".

وبحسب المحلل فإن الحوثيين يواجهون معارضة شديدة في عدد من المحافظات اليمنية، مثل المحافظات الوسطى وجميع المحافظات الجنوبية، حتى في المحافظات الشمالية التي يشكل الزيديون الشيعة نسبة كبيرة من سكانها.

من جهته قال المحلل اليمني علي البكالي لوكالة فرانس برس: "الحوثي (قائد الحوثيين عبد الملك الحوثي) ليس قادراً على حكم اليمن، فهو الآن يسيطر على ثلاث محافظات فقط؛ صنعاء وعمران وصعدة".

وأضاف: "إذا حاول من خلال إعلانه الدستوري فإنه ربما سيبدأ حرباً أهلية في كل محافظة".

ورأى أن واشنطن قادرة على "أن تضغط على الحوثي للعودة إلى الحوار".

وأعلن الحوثيون - السبت - تشكيل لجنة أمنية عليا لإدارة شؤون البلاد حتى تشكيل المجلس الرئاسي، تضم وزراء سابقين لضمان سيطرتهم على البلاد.

ودافع الحوثي السبت عن تشكيل اللجنة، وذكر أنه يخدم مصالح جميع اليمنيين، قائلاً: "إن الذي حصل خطوة تاريخية وضرورية لمواجهة الفراغ الذي أراده الآخرون للالتفاف على الشعب".