شباب يستخدمون منابت العشب «ساحات للتحفيص»
عبدالله محمد: دخول السيارات أكبر خطر على الروض
راشد المري: مطلوب لوحات إرشادية وتفعيل القانون
طالب عدد من المواطنين الجهات المعنية بتشديد الرقابة على الروض في كافة المناطق البرية لمنع «الممارسات الخاطئة» والمخالفات البيئية تزامناً مع موسم الشتاء ومعاقبة مرتكبيها وفقاً لأحكام القانون، منتقدين اقتحام بعض الشباب حدود المحميات والروض بالسيارات والدراجات النارية وتحويل المناطق البرية «ساحات للتحفيص» في موسم الأمطار، غير عابئين بما يلحقه ذلك من أضرار للنباتات والحياة الفطرية الهشة، فضلاً عما يسببه من تدمير للروض المفترض أن تزدهر في موسم الشتاء والأمطار.
وأكدوا لـ «العرب» أن كثيرا من رواد البر يمارسون هواياتهم في موسم الشتاء على حساب الحياة الفطرية، فلا يلتزمون بالطرق الممهدة ويدهسون التربة داخل حدود المحميات والروض بعد هطول الأمطار لا سيما في مناطق الكرعانة ومحمية الريم كما «يحتطبون» من الأشجار المنتشرة في البر للسمر والتدفئة، فيدمرون النباتات البرية والأشجار النادرة ويتركون وراءهم مخلفاتهم ما يلحق أضراراً كبيرة بالحياة الفطرية والمناطق البرية.
التوعية البيئية
في هذا السياق، دعا المهندس عبدالله محمد - مواطن - الجهات المسؤولة إلى تسوير المزيد من الروض في المناطق البرية لحمايتها من الدهس بالسيارات وغيرها من الممارسات التي تلحق الأضرار بطبيعة الروض من خلال تجريف التربة او ابطاء دورة نمو الاعشاب والاشجار البرية، منوها بأن يكون التسوير مقرونا بزيادة التوعية - بأهمية الحفاظ على البيئية - والتي تتضمن شرحا لتأثير الممارسات الخاطئة على الحياة الفطرية، ودعا مرتادي البر لاحترام الروض وعدم الدخول بالسيارات والدراجات النارية إليها إلا من خلال الطرق الممهدة حتى لا يتسبب ذلك في إعاقة دورة نمو النباتات والشجيرات والأشجار جراء الدهس.
وأكد أهمية التوعية البيئية لأنه لا شيء يمنع التجاوز سوى الوعي والإدراك والإحساس بالمسؤولية، مشيرا الى ان التوعية يجب أن تتم بالشكل الصحيح من خلال شرح تأثير هذا الفعل، والإجابة على أسئلة (لماذا يجب أن يفعلوا كذا وكذا، وما هي أهمية الموضوع)، لا ان تكون التوعية على طريقة (افعل ولا تفعل).. لأن الشخص حين يدرك سبب وجوب قيامه او عدم قيامه بفعل معين تزيد استجابته للتعليمات.
ترك المخلفات
من جهته أكد المواطن راشد المري ان بعض مرتادي البر يتعمد الوقوف بالسيارات داخل الروض وترك المخلفات بالقرب من المحميات ويتجاهل حاويات القمامة المخصصة بالقرب من الطرق الرئيسية والفرعية، وهي مخالفات منتشرة للأسف رغم القوانين البيئية المفروضة لحماية بيئتنا القطرية، وهو ما يتطلب تشديد الرقابة لا سيما على بعض الروض الأكثر عرضة للمخالفات نظرا لتزايد الإقبال على البر في مثل هذه الأوقات من السنة وما يصاحبه من مخالفات متكررها أكثرها يتمثل في تجريف التربة وهو ما يعد تعديا على املاك الدولة وتدمير النباتات والأشجار النادرة دون مراعاة أن هذه الأشجار قد تكون معرضة للانقراض، مناشداً بضرورة تكثيف الوعي البيئي من جانب الجهات المختصة من جهة، وتشديد العقوبات على المخالفين من المخيمين الذين يضربون بالقوانين البيئية المُلزمة عرض الحائط دون أدنى مسؤولية- من جهة أخرى.
الغطاء النباتي
وشاطره الرأي في هذا الإطار المواطن راشد الحرمي، مؤكدا ان سلوك دهس الروض والنباتات البرية يتزايد في موسم الشتاء ويتسبب في تدمير كبير للبيئة والتربة من خلال ما يلحقه من أذى كبير وتدمير للحياة الفطرية والنباتية فضلا عما يسببه من تشويه جمال الطبيعة في البر.. وهو سلوك متكرر ويعد جريمة يقترفها بعض الأشخاص في حق البيئة الفطرية لا تقل اثرا سلبيا عن ظاهرة الاحتطاب الجائر وقطع الأشجار بأسلوب عبثي تخريبي لمجرد اللهو وكذلك الرعي الجائر وكلها مخالفات تتكرر كثيرا في مثل هذه الأوقات من العام وتؤدي إلى تدهور شديد للبيئة القطرية بما فيها المحميات والروض والمراعي.
وأكد الحرمي على ضرورة نشر الوعي البيئي في أوساط الشباب ولا سيما طلبة المدارس بشكل ممنهج وبالتنسيق مع الادارات المدرسية والمؤسسات المعنية وذلك لغرس مفهوم الثقافة البيئية في نفوس النشء وحمايتها.
استباحة البر
من جانبهم أكد نشطاء بيئيون على مواقع التواصل في معرض تعليقهم على مخالفات (تخريب التربة) في الروض والمحميات أن العقوبات الحالية لا تتناسب مع حجم الاعتداءات على البيئة، في ظل الممارسات التي تضر بالبيئة والروض، مطالبين بإعادة النظر فيها لتكون أكثر ردع للحفاظ على البر. وقال فيصل المرزوقي @marzoqi_w «ان صور التعديات على البر في مواقع التواصل مؤلمة، لكنني لست من دعاة التسوير بل زيادة الوعي والإحساس بالمسؤولية لدى النشء وطلبة المدارس.. وهي البيئة الحاضنة للشباب لو احسنا توجيههم فيها، لوجدنا ارواحهم أسوارا للوطن وثرواته»، مضيفا:» حماية البيئة مسؤولية عظيمة وكبيرة في كل وطن، وبيئتنا تعاني من تدمير وسحق لأسباب عديدة سابقة ومستجدات لاحقة».
ويعرب ناصر بن محمد النعيمي @Nasser4Q عن اعتقاده بأن «تسوير المحميات والروض بارتفاع بسيط من حجارة طبيعية سيمنع هذا التعدي ولن يشوه المنظر».
علياء عبد العزيز @SaffanaQ ترى من جانبها ضرورة «تسوير الروض كإجراء مؤقت ريثما يصبح عندنا جيل واعٍ بأهمية المحافظة على بيئته وديمومة مكوّناتها الطبيعية... والوصول إلى تحقيق ذلك ربما يتطلب منا عشرات السنين!! لكن الآن التسوير والتسييج بحجارة كبيرة متراصة تمنع دخول مركبات المتهورين لها مطلب الأغلبية الواعية المحبة لأرضها!».
وذكر حساب Aljoury @Aljoury0508: «بعد ما رأيته من مخالفات حرق الروض بحجة الطبخ، وترك أكياس القمامة بين الروض لاعتقادهم أنها تمشي ليلاً لتلقي بنفسها في حاوية القمامة.. أتذكر السنة الماضية كيف تجرأ البعض على إزالة سور الروضة والدخول بالسيارة وعندما تحدثنا اليه رد علينا أنه من أهل المنطقة مع ان الأرض ملك الدولة والأولى ان تحافظ عليها».
وقال حساب الكابتن @alcaptain_q: «الأسرة تلعب دورا كبيرا في تكوين الوعي. لكن للأسف هنالك لا مبالاة حتى داخل المنزل. تجده لا يحافظ على نظافة وترتيب المنزل ويعتمد على الخدم في التنظيف وراءه. فكيف لنا أن نتوقع من هؤلاء أن يكترثوا بحماية بيئتهم وعدم إضرارها؟».
حمد آل خليفة @HMAlkhalifa ينوه بـ «كثرة العبث في تجريف الروض»، مضيفا:» انا مع التسوير الذي يحمي الحياة الفطرية ويمنع دخول السيارة مع تخصيص ممرات بعرض متر للحفاظ على الروض من عبث المخالفات».
حساب Bu Bader@AlanjawiA يرى أن «غياب الردع والمحاسبة من قبل الجهات المختصة جعل بعض رواد البر يفترسون الطبيعة بهذه الطريقة البشعة! لدينا فئات مستهترة لا تتحلى بالوعي الكافي ولا بالمسؤولية تجاه البر او البحر لأنها تعلم علم اليقين بأنها في مأمن عن المحاسبة! لذلك لا يقف أمامها شيء».
ممارسات خاطئة
غالبا ما تحذر وزارةُ البيئة والتغيُّر المُناخي روَّادَ البِرِّ بعدم دخول الروض والمسطحات النباتية بالسيارات، إلا من خلال الطرق الممهدة، وذلك حفاظًا على بيئة قطر بعدم إعاقة نموِّ النباتات.وتنوه الوزارة بأن القانون يعاقب بالحبس والغرامة كلَّ مَن تسبب في الإضرار بالبيئة النباتية ومكوناتها. وتدعو الجمهور الكريم للاستمتاع ببيئة قطر مع الحفاظ عليها واستدامتها باستخدام الطرق الممهدة وعدم العبث بالتربة والنباتات.
وتشمل الخطط التي تنتهجها الوزارة لتنمية المناطق البرية والحفاظ على البيئة تكثيف الرقابة على المناطق البرية وإلزام مرتادي البر وأصحاب العزب التقيد بالطرق الممهدة وعدم دهس النباتات بالسيارات أو الدراجات النارية، وكذلك منع الرعي بكل أشكاله لمدة عشرين يوماً بعد كل هطول للأمطار وذلك حفاظاً على دورة نمو النباتات والأعشاب في البرية، ويشمل منع الرعي خلال هذه الفترة الأغنام وباقي أنواع الحلال أيضاً، عدا الإبل التي صدر قرار يحظر رعيها طيلة أيام السنة.
كما تسعى الوزارة من خلال إدارة العلاقات العامة إلى إشراك الجماهير في مسؤولية الحفاظ على البيئة من خلال الرسائل التوعوية التي توجهها الإدارة للجماهير، والتنويه بالممارسات الخاطئة والتي تلحق الضرر بالحياة الفطرية وتعيق دورة نمو النباتات، كما تسن القوانين والقرارات التي تحمي البيئة والحياة الفطرية، وينص القانون رقم 19 لسنة 2004 بشأن حماية الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية على حظر إتلاف أو نقل أو تحطيب النباتات الكائنة في المحمية الطبيعية، ومنع تلويث تربة أو مياه أو هواء المحمية الطبيعية بأي شكل من الاشكال، كما منع القانون اقامة المباني أو المنشآت أو شق طرق أو تسيير المركبات أو ممارسة أي أنشطة زراعية أو صناعية أو تجارية أو رعوية أو غيرها في المحميات الطبيعية، ومنع اقتلاع أو قطع الكائنات الفطرية أو أجزائها أو جمع بذورها إلا إذا كان ذلك للأغراض العلمية المصرح بها، كما حظر اقتناء الكائنات الفطرية أو قتلها. وحظر صيد أو نقل أو قتل الكائنات البرية أو البحرية أو القيام بأي أعمال من شأنها القضاء عليها أو الإضرار بها، كما حظرت نقل أو الإضرار بأي كائنات أو مواد عضوية كالصدفيات والشعاب المرجانية طبيعية وصناعية لأي غرض من الاغراض.