رغم كل التوقعات التي كانت تصب في صالح السد وأنه الأقرب إلى الفوز على السيلية، فإن أكثر السيلاوية تشاؤماً لم يتوقعوا هذه الخسارة القاسية، وهذه الفضيحة الكروية التي لا تليق باسم فريق اعتبره الجميع من الفرق القوية بالدوري، بغض النظر عن تراجعه هذا الموسم بشدة، وبشكل غير متوقع بالمرة.
كل التوقعات كانت تشير إلى أن السد سيفوز لكن ليس بهذا الكم من الأهداف التي مزقت الشباك السيلاوية، وكانت التوقعات تشير إلى أن السيلية سيظهر بشكل جيد وأنه سيقاوم بشدة، ولن يخسر بسهولة إن لم ينجح في تحقيق المفاجأة وإلحاق الخسارة الأولى بالزعيم. لم تكن الخسارة القاسية هي الشيء المؤلم فقط للجمهور السيلاوي، بل الأداء المتواضع والمستوى المتدني الذي لا يليق بفريق كان في المواسم الماضية من المنافسين على المربع الذهبي، ووصل إلى المركز الثالث في الدوري، وحقق لقب الوصيف.
وما أصاب الجمهور السيلاوي بالأسف والأسي بسبب هذه النتيجة والأداء المتواضع، أن السد لم يكن بقوته الضاربة؛ حيث غابت عنه أسماء كبيرة أمثال: أكرم عفيف، وبوعلام خوخي، وطارق سلمان وسعد الدوسري، والذين لو شاركوا لكانت الخسارة أكثر قسوة، لكن وبنظرة سريعة على أداء السيلية هذا الموسم لا بد وأن يتوقع هذه الفضيحة الكروية غير المتوقعة، فالفريق في تراجع مستمر، والخسائر متواصلة، والانتصارات متوقفة، فتراجع الفريق إلى المركز الثامن، وهو مركز لا يليق باسم وتاريخ الفريق القادم من انتصار معنوي جيد على الريان الجولة الماضية.
ولا يوجد أي مبرر لهذا الانهيار السيلاوي، وهذا الأداء المتواضع من الجميع، بدءاً من المدرب سامي الطرابلسي ومروراً بجميع اللاعبين الذين لم يكن لهم أي حضور في اللقاء دفاعياً وهجومياً، وأيضاً في خط الوسط الذي اختفى تماماً هو الآخر، وكان من أسباب الخسارة الفادحة.
الطرابلسي هو المسؤول الأول عن الخسارة القاسية، وعن سقوط الشواهين بشكل موجع لكل محبي النادي، حيث وضح أنه لم يستطع تجهيز الفريق فنياً ومعنوياً، خاصة بعد الفوز على الريان الذي يبدو أنه أصاب الفريق بالثقة الزائدة، وكأنه توقع تكرار الانتصار على الزعيم، وهو أمر لم يكن ببعيد لو أن الفريق تم إعداده جيداً، ولو أن المدرب عرف كيف يخرج اللاعبين من حالة الزهو بعد الفوز على الريان.
ليس هذا فقط، فقد وضح أيضاً أن الطرابلسي خاض المباراة بطريقة عشوائية، فلم يعرف كيف يوقف التفوق السداوي المتوقع في الوسط وفي الهجوم، ولم يستطع كيف يصل إلى مرماه ولو بهجمات مرتدة.
الأسوأ من كل ذلك أن الطرابلسي وقف عاجزاً، بعد أن شاهد التفوّق السداوي، وبعد أن توالت الأهداف على مرماه، ولم يحاول الاكتفاء بالأهداف الأولى التي هزت شباكه، والتراجع وغلق الطرق المؤدية إلى مرماه حتى لا يتلقّ المزيد من الأهداف.
لم يحرك الطرابلسي ساكناً وترك الشواهين فريسة سهلة لعيال الذيب الذين أجهزوا تماماً على فريستهم السهلة بكل قوة وبكل شراسة.
بغض النظر عن الخسارة السداوية القاسية، فقد أثبت الطرابلسي أنه لم يعد يملك ما يقدمه للسيلية، وأنه استنفد كل خبراته وأفكاره التدريبية بعد أكثر من 7 مواسم مع الفريق.
لا يجب استثناء لاعبي السيلية من الخسارة القاسية، حيث ظهروا مستسلمين تماماً، ووقعوا في أخطاء ساذجة وسهلة للغاية جعلت الزعيم وهجومه الشرس يصل بسهولة أكثر وأكثر إلى المرمى.
لاعبو السيلية كانوا مستسلمين وبعيدين عن مستواهم تماماً، وكانوا بلا روح وبلا حماس، وكأنهم أدركوا أنه لا فائدة من مقاومة الزعيم، فكانت الهزيمة في الروح ثم الهزيمة الفنية.