جدل في مصر بسبب تغريدات المفكر الإماراتي عبد الخالق عبد الله
حول العالم
08 يناير 2015 , 05:04م
دبي - سي إن إن
استمر الجدل في الشارع السياسي المصري على خلفية سلسلة تغريدات للأكاديمي والمفكر السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله حول الأوضاع في مصر، والتي قال فيها إن الإمارات ودول الخليج لا يمكن أن تكون مع حكومة "تهدر كرامة الإنسان وتنتهك حقوقه وحرياته".
وقامت مواقع إلكترونية في مصر بطرحها للنقاش والتعليق وسط تباين في تفسيرها.
وكان "عبد الله" - الذي تصفه وسائل إعلام إماراتية وعربية بأنه قريب من دوائر صنع السياسة - قد قال في سلسلة تغريدات له إنه سأل عدداً من زملائه في مصر: "هل أخذت الدولة البوليسية في مصر تنتعش من جديد بعد 4 سنوات من ثورة 25 يناير وفي ظل الرئيس "السيسي"؟ وهل انتهى الربيع المصري إلى لا شيء؟ وهل انتهت ثورة الحرية دون أن تحقق الحرية والتنمية المنشودة بعد أربع سنوات من اندلاعها؟"
وعرض "عبد الله" الانقسام في الآراء التي حصل عليها، فالبعض أكد أن التاريخ "لا يعود إلى الوراء وإلى ما قبل 25 يناير". والبعض يؤكد أن "هناك عودة للدولة المركزية وليس الدولة البوليسية"، لكن هناك من يؤكد أن "الدولة البوليسية عادت بقوة بل أسوأ مما كانت عليه أيام الدولة البوليسية القمعية في عهد مبارك وحتى العهد الناصري".
وأضاف "عبد الله" أن أصحاب الرأي الأخير يعتبرون من مظاهر "الدولة البوليسية" في مصر وجود "20-40 ألف معتقل وقانون التظاهرات والهجوم على النشطاء" قبل أن يستطرد بالقول: "مهما كانت حقيقة عودة الدولة السلطوية في مصر، فالمهم ألا يستغل البعض دعم الإمارات ودول الخليج لاستقرار مصر من أجل تنفيذ أجندته السلطوية. الإمارات ودول الخليج تدعم مصر الآمنة والمستقرة، لكن لا يمكن أن تكون مع حكومة تهدر كرامة الإنسان المصري وتنتهك حقوقه وحرياته ليلا ونهارا."
وختم "عبد الله" بالقول: "ومن الصعب قبول أن الإمارات ودول الخليج تدعم اعتقال 20-40 ألف مصري باسم محاربة الإرهاب والإخوان. هذا الثمن غير مقبول سياسياً وأخلاقياً. البعض في مصر يعتقد أنه بالنسبة للإمارات ودول الخليج فإن عودة الاستقرار مرتبطة بعودة الدولة السلطوية ممثلة في "السيسي"، فهما وجهان لعملة واحدة، والبعض أيضاً يعتقد أن الدولة البوليسية تنتعش بسبب غباء الإخوان ويحملون الجماعة مسؤولية عودة السلطوية بأسوأ مما كانت عليه قبل الثورة."
وعاد "عبد الله" ليغرد ليل الأربعاء برابط يضم الحديث عن الجدل الذي أثارته تصريحاته قائلا: "مرفق لعناية المتابعين تغطية للأصداء المختلفة تجاه تغريدات عودة الدولة البوليسية في مصر. بدون تعليق."
وبرز في هذا الإطار تعليق من أيمن نور مؤسس حزب "غد الثورة" وأحد السياسيين المصريين البارزين والذي غرد عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر قائلاً إن التصريحات الأخيرة لـ"عبد الله" والذي وصفه نور بأنه المستشار السياسي لولي عهد دولة الإمارات تُعّد "تطورًا خطيرًا في العلاقات المصرية الإماراتية"،
بينما رأى مغردون أن تعليقات "عبد الله" ليست انتقادية، بل هي في الواقع طريقة للقول بأن هذه الانتقادات ضد الحكومة المصرية غير صحيحة، وهو ما يبرر الدعم الخليجي لها.