د. مارك فيرميرش المدير التنفيذي لـ «بحوث البيئة والطاقة» لـ «العرب»: تركيب محطة في استاد الثمامة لمراقبة جودة الهواء

alarab
حوارات 07 ديسمبر 2020 , 12:30ص
حامد سليمان

 125 عالماً وباحثاً ومهندساً يتمتعون بخبرات كبيرة في أحدث مرافق المعهد 
بحوث المعهد مصممة خصيصاً لتلائم الظروف البيئية التي تواجه قطر
نستهدف تحقيق تأثير إيجابي دائم يتماشى مع «رؤية قطر 2030»
أنشطة تعليمية وجلسات تفاعلية للطلاب في مختلف المدارس في قطر
 

كشف الدكتور مارك فيرميرش، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن أكثر من 125 عالماً وباحثاً ومهندساً يتمتعون بعقودٍ من الخبرة معاً في أحدث المرافق الفريدة التابعة للمعهد، لافتاً إلى أن «بحوث البيئة والطاقة» يدعم قطر في مواجهة تحدياتها الكبرى المتعلقة بالطاقة والبيئة والمياه. وقال د. فيرميرش في حوار مع «العرب»: توجد اتفاقية موقعة بين معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث للتعاون وتبادل المعرفة حول كيفية مراقبة جودة الهواء بشكل أفضل فيما يتعلق بأنشطة قطر 2022، وتشمل تركيب محطة تابعة للمعهد في استاد الثمامة لمراقبة جودة الهواء. وأشار إلى أن المعهد يمتلك مرفق اختبار خارجي مساحته 35000 متر مربع، إضافة إلى مجموعة من المختبرات تضم بعضاً من أفضل المعدات في العالم تحت سقف واحد.  وإلى نص الحوار:

ما الدور الذي يؤديه معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة لتلبية احتياجات دولة قطر وتوقع التحديات المستقبلية وسُبل مواجهتها؟
* تتمثل مهمة معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، الذي تأسس عام 2011، في دعم دولة قطر في مواجهة تحدياتها الكبرى المتعلقة بالطاقة والبيئة والمياه. ويقوم المعهد بذلك عبر إجراء البحوث والمساهمة في جهود التطوير والابتكار عبر مراكزه المختلفة، وهي: مركز الطاقة، ومركز المياه، ومركز البيئة والاستدامة، ومركز التآكل، ومرصد الأخطار الطبيعية والبيئية، وبرنامج علوم الأرض. ويعمل أكثر من 125 عالماً وباحثاً ومهندساً يتمتعون بعقودٍ من الخبرة معاً في أحدث المرافق الفريدة التابعة للمعهد التي تشمل مرفق اختبار خارجي مساحته 35000 متر مربع، ومختبرات أساسية تضم بعضاً من أفضل المعدات في العالم تحت سقف واحد. وما يجعل البحوث التي يجريها معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة فريدة من نوعها هو أنها مصممة خصيصاً لتلائم الظروف البيئية التي تواجه دولة قطر، بما في ذلك الحرارة، والغبار، والرمل، والرطوبة، والرياح، والملوحة. ويتجه معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة نحو سد الفجوة بين البحوث الأساسية والتطبيقية، واحتياجات السوق، وتطوير بحوث قائمة على احتياجات السوق والتكنولوجيا. ويعكف المعهد أيضاً على بناء نماذج تجريبية وتوضيحية لتسريع منحنى التعلّم وتسهيل تقديمها إلى الأطراف المعنية الوطنية. ويتعاون المعهد عن كثب مع الجهات المعنية في قطر، والمنطقة والعالم، ليكون في طليعة الجهود المبذولة لإجراء البحوث والتطوير التكنولوجي، للتخفيف من آثار تغيّر المناخ وتعزيز الاستدامة.

 حدثنا عن جهود المعهد في توفير الحلول في مجالات المياه والطاقة والبيئة في المناطق الصحراوية الجافة، التي تشكّل جزءاً كبيراً من مساحة قطر؟
* الجانب الأكثر تميّزاً وإثارة للاهتمام في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة هو مدى تنوع الأبحاث متعددة الأبعاد والتخصصات التي يجريها المعهد. ويساهم معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، من خلال مراكزه ومرافقه البحثية المختلفة، في الجهود الوطنية المبذولة لتقديم حلول رئيسية لهذه التحديات. وقد صُممت جميع أعمال المعهد بحيث تتناسب مع الظروف السائدة في المناطق الصحراوية القاحلة، وهو أمر يرتبط ارتباطاً مباشراً بدولة قطر. ويهدف المعهد إلى تحقيق تأثير إيجابي دائم في قطر، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 والاستراتيجية الوطنية للبحوث.

تعاون مع مؤسسات الدولة

يتعاون المعهد مع عدة مؤسسات في الدولة، ما أبرز الجهات التي يتعاون معها، ودورها في تحقيق أعلى استفادة من الأبحاث التي يتم إجراؤها؟
* يمكن تلخيص هذا التعاون في النقاط التالية:
• وقَّع معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة شراكة مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث للتعاون وتبادل المعرفة حول كيفية مراقبة جودة الهواء بشكل أفضل فيما يتعلق بأنشطة قطر 2022، ويشمل ذلك تركيب محطة تابعة للمعهد في استاد الثمامة لمراقبة جودة الهواء.
• بموجب الاتفاقية الفضائية الموقعة مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، سيقوم برنامج علوم الأرض التابع لمختبر الدفع النفاث بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بصياغة دراسة تصور مهمة لبعثة مرتقبة في قطر، والتي ستنقب تحت الكثبان الرملية والصفائح الجليدية في بعض الأماكن الأكثر جفافاً على سطح كوكب الأرض.
• وقَّع المعهد مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة العامة سيتمكن المعهد بموجبها من إجراء دراسات حول التعرض للهباء الحيوي في الأماكن العامة في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة لتطوير الإرشادات المتعلقة بجودة الهواء في الأماكن المغلقة بدولة قطر، وذلك بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
• يعمل مركز المياه التابع للمعهد، من خلال اتفاقية وقعها مع شركة الكهرباء والماء القطرية تمتد لعشرين عاماً، على تطوير برنامج فحص تجريبي لتقنية تحلية المياه متعددة التأثيرات.
• يتعاون مركز المياه كذلك مع مؤسسة كهرماء في مراقبة تسرب مياه البحر، والتخفيف من حدته، وتحديد خصائص التربة.
• وقَّع مركز التآكل التابع للمعهد اتفاقية مع جامعة كورتن في أستراليا لتوحيد الجهود الرامية لمعالجة قضايا التآكل في صناعة النفط والغاز.
• يؤدي معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة، دوراً رئيسياً في اللجنة العلمية العالمية حول علاقة الترابط بين الغذاء والمياه والطاقة. وقد جمع المشروع، الذي يديره منتدى بلمونت، خبراء من الدوحة وبرلين وبريستول وفيينا لمناقشة أفضل الممارسات، والعلاقة بين الغذاء والمياه والطاقة في كل مدينة من تلك المدن.
• وقَّع المعهد، مؤخراً، مذكرة تفاهم مع المركز الدولي للمواد النانوية التابع للمعهد الوطني لعلوم المواد في اليابان لتقوية وتعزيز التعاون العلمي والبحثي بين المؤسستين.
• وقَّع المعهد مذكرة تفاهم مع الجمعية التعاونية الكهروضوئية لتحسين الأداء في المناخات المتعددة وبحوث الطاقة، وهي مجموعة بحثية دولية تهدف إلى فهم التأثير المتعلق بالمناخ على المعدات الشمسية الكهروضوئية.
• أبرم مرصد المخاطر الطبيعية والبيئية التابع للمعهد اتفاقية تعاون مع معهد قبرص في دولة قبرص؛ بهدف تطوير منهجية لتقييم المخاطر والتهديدات النووية في الشرق الأوسط، واختبار هذه المنهجية من خلال تقدير الخطر النووي الماثل على دولة قطر.

ماذا عن دور المعهد في بناء القاعدة المعرفية وإعداد الأجيال القادمة من العلماء والمهندسين القطريين؟
* من خلال نشاط التواصل مع الطلاب، نظَّم المعهد أنشطةً تعليميةً وجلساتٍ تفاعليةً للطلاب في مختلف المدارس في قطر. ويهدف برنامج التواصل إلى تثقيف طلاب المدارس باستخدامات وفوائد الابتكارات الصديقة للبيئة، والتأكيد على الحاجة المتزايدة لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة، مع تسليط الضوء على دور الأطفال في حماية البيئة. كما ساعدت هذه الأنشطة الطلاب على اكتساب فهم أفضل عن جودة الهواء في قطر وعملية تحلية المياه.
كما ينظم معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة البرنامج الصيفي للأبحاث الجامعية. وعلى مدار ثمانية أسابيع، أتيحت للمشاركين المحليين والدوليين فرصة لتطوير مهاراتهم البحثية والتقنية في بيئة عملية، تحت إشراف باحثين وعلماء من معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة.
وشارك أكثر من 1000 طالب في مسابقة المبتكر الصغير لعام 2019، حيث قدموا مقاطع فيديو قصيرة توضح كيف يمكن تحقيق الأهداف المتعلقة ببعض أهداف التنمية المستدامة.
وكذلك يقدم علماء المعهد خدمات الإشراف والتوجيه للطلاب الذين يتابعون برامج الماجستير والدكتوراه.