«درب الساعي».. شمعة مضيئة على التراث القطري تنطلق فعالياتها غدا

alarab
ثقافة وفنون 07 ديسمبر 2016 , 01:08م
الدوحة - قنا
أكملت اللجنة العليا للاحتفال باليوم الوطني للدولة، كافة الاستعدادات في درب الساعي لاحتفالات قطر باليوم الوطني للدولة الذي يصادف يوم 18 ديسمبر من كل عام.
وتنطلق فعاليات درب الساعي يوم غد الخميس وتستمر إلى 20 ديسمبر الجاري، حيث تهفو قلوب المواطنين والمقيمين، للاستمتاع بأجوائه وفعالياته المتنوعة التي يتجدد معها الولاء والوفاء للوطن والأجيال الذين حافظوا عليه أبا عن جد، وهو ما يجدونه متمثلا في "درب الساعي" الذي يتزين بأجمل حلة كل عام لاستقبال رواده طيلة أيام الاحتفالات صغارا وكبارا.
ويرجع إطلاق هذا الاسم على الفعالية نسبة إلى "درب الساعي"، وهو الطريق الذي استخدمه المناديب الذين ائتمنهم المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (طيب الله ثراه)، على رسائله وتوجيهاته الداخلية والخارجية، وقد تميز هؤلاء الرجال بالولاء والطاعة والشجاعة والفطنة للقيام بهذا الدور الهام، في أصعب الأوقات وأخطرها.
وما كان لهؤلاء (المناديب) الشجعان أن يؤدوا مهمتهم الخطيرة إلا على ظهور الهجن القطرية النجيبة، ويأتي على رأس هؤلاء (المناديب) الشيخ علي بن جاسم (جوعان) الذي انتدبه الشيخ جاسم في مهام حساسة ودقيقة.
وتهدف فعاليات درب الساعي إلى تعريف الجيل الحالي بالمواصفات غير العادية للنديب الذي أُختير لأداء هذه المهمة الخاصة التي يتوقف عليها أمور جليلة وقرارات هامة، فالنديب يتحلى بالشجاعة والصبر والجلد والقوة والقدرة على التعامل مع الظروف الشاقة في الصحراء، وضرورة التحرك بسرعة لإيصال الرسائل في الوقت المناسب، وهذه الظروف دفعته ألا يحمل الكثير من الزاد، ويستعيض عن ذلك بقدراته على الصيد، فضلا عن المهارة في ركوب الخيل والهجن ومعرفة طبيعة الدرب الذي يسير فيه، إذ أن الفراسة وتحليل الآثار والأصوات وفهم حركة الرياح والغيوم وغيرها من الظواهر الطبيعية، قد تكون عوامل تزيد من حظوظ أدائه لمهامه بأكبر قطر ممكن من النجاح والفاعلية كاختيار مطيته أو دابته والإحسان في تربيتها.
وتعد فعاليات درب الساعي فرصة للتعريف بالتراث القطري؛ لما يقدمه من تجسيد حي لحياة الأجداد في كثير من جوانبها، حيث يتعرف زوار الدرب على طبيعة الحياة في البادية والحيوانات الموجودة في البيئة القطرية والصيد، كما يوجد ركن خاص للأكلات الشعبية والأكلات المتوارثة جيلاً بعد جيل، والتي كانت جزءاً من حياة الأجداد في قطر قديما. 
وفي ذات السياق، يضم درب الساعي، العديد من الفعاليات والأنشطة التراثية، في إطار الاحتفالات باليوم الوطني، إحياء للتراث القطري ومنها، (المقطر): وهو مجموعة من بيوت الشعر تحاكي حياة البادية في قطر قديماً، بمضيفهم وكرمهم وأغنامهم وإبلهم والصقور، وتقدم هذه الفعالية طيلة أيام درب الساعي صباحا ومساء. 
في حين تتيح فعالية (الفريج) فرصة متابعة نهائيات فعاليات القطاع التعليمي وهي الخطابة ومناظرات قطر وعرضة 
هل قطر، وعد القصيد وإعلامي المستقبل، و لمراداه والمسرح .
ومن بين الفعاليات التي تقام في درب الساعي "فعالية البدع"، وهي عبارة عن فريج بحري يضم بيت النواخذة (قبطان)، ويكون فيه مجلس النواخذة، وبيت المطوع، وعكاس الفريج ومحلاة العطارة والقلاف ومجموعة من الألعاب والمسابقات الشعبية.
وفعالية (الشقب)، يشرف عليها مختصون من مربط الشقب، وتهدف إلى تعليم الزوار ركوب الخيل، إضافة إلى عرض لجمال الخيل القطرية، ونصائح وإرشادات عن كيفية العناية بالخيول وتربيتها.
أما فعالية "النصع" فهي رياضة اشتهر بها القطريون منذ القدم، ومفتوحة أمام الجمهور من كل الفئات لتعلم أصول الرماية بالبنادق تحت إشراف مدربين متخصصين .
وتقام لأول مرة فعالية (الليوان) في درب الساعي وهي خاصة بالنساء والأطفال، يتم من خلالها تقديم فقرات وبرامج وأنشطة ثقافية وترفيهية تهم المرأة والطفل، في أجواء تحافظ على خصوصية النساء ليشاركوا في أنشطة هذه الفعالية الوطنية الرائعة.
أما في فعالية "سوق واقف"، فهي نموذج مصغر للنشاطات الاقتصادية التي كانت وما تزال تمارس في سوق واقف، من بيع البخور والعود والعطور ومستلزمات زينة المرأة، والبيت القطري من فرش وأنسجة وأدوات منزلية، وتتكون الفعالية من عدد معتبر من المحلات، وتتيح للجمهور المشاهدة المباشرة لكيفية تصميم سلال الخوص والدمى (البطولة) والصناديق والمنسوجات، ونقش الخزفيات، والحفر على الخشب، وصناعة أسرة الأطفال (المهود) على هامش فعالية السوق. 
ونظرا لكثرة الفعاليات بدرب الساعي التي يلزم معها قضاء وقت طويل في هذا الفضاء الفسيح، فإن اللجنة المنظمة ارتأت إقامة فعالية (الميز)، وتتألف من شبكة من المطاعم والأكشاك، تتكون من 16 مطعما يقدم الأكلات الشعبية والشرقية والغربية بمستوى فاخر وعالي الجودة، كما تتوزع 26 كشكا في جميع أنحاء درب الساعي لتتيح للزوار تذوق الأطعمة والمأكولات الشعبية المختلفة.
أما فعالية (المسير)، فتشارك فيه خيول وهجن عربية أصيلة، والسيارات الكلاسيكية ودوريات المرور القديمة، والدراجات النارية، ونموذج مصغر لمترو الريل، إلى جانب جولة المطوّع والنهام مع الأطفال، كما يتم تكريم عمال البناء والنظافة.
وفعالية (الريل)، نموذج مصغر لمترو الريل، مخصص للعائلات والأطفال لخوض هذه التجربة، والمشاركة في فعالية المسير، ويأتي مشروع الريل متوافقا مع سعي دولة قطر إلى تحقيق التنمية الشاملة والتي تقتضي توفير وسيلة نقل جديدة ومستدامة في كافة أرجاء الدولة.
بينما فعالية (رفع العلم)، هو تجمع للجمهور في ساحة درب الساعي لمشاهدة فعالية رفع العلم، وتتضمن فقرة المسرح تعرض فيها إبداعات المدارس والمراكز الشبابية كفقرات متنوعة.
وتستهدف فعالية (خدمة الوطن) بمشاركة كلية الشرطة، النشء(الصفين الخامس والسادس) للبنين، تشارك بها 14 مدرسة، كل مدرسة تشكل فصيلا مكونا من 21 طالبا، حيث تعكس أسماء الفصائل معاني تاريخية مرتبطة بتاريخ قطر. وتنظم هذه الفعالية للعام الثاني على التوالي وتستهدف المرحلة النموذجية، وتهدف إلى زرع الثقة في النفس وتعزيز روح العمل كفريق واحد وغرس روح الانتماء الوطني في نفوس الأجيال.
وتضرب فعالية (جرايد)، موعدا مع إعلاميي المستقبل، وتهدف إلى تعزيز الهوية الإعلامية المحلية، وإبراز فعاليات درب الساعي من قلب الحدث، بالإضافة إلى طرح مسابقات في فنون الصحافة التي تكرس الهوية الوطنية، وتشجيع إعلاميي المستقبل من الجيل الجديد لممارسة المهنة بأخلاقياتها الإيجابية
وفعالية (العزبة)، هي الموقع الذي يكون فيه الرجل عازباً بإبله، منفرداً في البر دون أهله، كما تقام فيها فقرة "شد الذلول"، وهي فقرة توضح كيفية شد الإبل وتجهيزها للركوب بالشداد والصقاع والبطان والطراحة وغيرها، حيث تستقبل الفعالية طلبة المدارس في الفترة الصباحية، بالإضافة إلى فعالية مخصصة للنساء.
في حين أن فعالية (الدوحة) وتحمل اسم العاصمة، فتجمع مؤسسات الدولة بكافة القطاعات في أجنحة ومنصات، تعرض من خلالها أنشطة تثقيفية توعوية وتفاعلية مع الجمهور، تختلف أفكارهم ولكن تجمعهم رؤية موحدة في التعبير عن الوطنية والهوية القطرية في سبيل تحقيق رؤية قطر 2030.
وفعالية (مؤسسة قطر)، هي عبارة عن مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تنظمها كل من جامعة جورجتاون وجامعة حمد بن خليفة وجامعة كارنيجي ميلون وجامعة تكساس إي أند أم وجامعة فرجينيا كومنولث، وجامعة نورثوسترن والجمعية القطرية للسكري ومكتبة قطر الوطنية ومشيرب العقارية ويلاّ ناتشيرال، المركز الثقافي للطفولة، مجلس قطر للمباني الخضراء، مركز الصحة للطب والبحوث والشقف والمتحف.
وفعالية (وزارة الصحة)، حيث تشارك فعاليات القطاع الصحي من خلال أنشطة متنوعة تتناول الخط الزمني والمسرح التفاعلي وأستديو العكاس (التصوير الضوئي) وفقرات عن النشاط البدني الصحي والشنتورة كما تتواجد سيارة الإسعاف وسيارة التبرع بالدم والتعريف بأهمية التبرع بالأعضاء، بالإضافة إلى سيارة النقل للفحص المبكر عن سرطان الثدي.
وفي فعالية (مرور قطر)، تعنى القرية المرورية بفعاليات تتناول تعليم الأطفال والشباب مبادئ السلامة المرورية وشرح آلية تطبيقها ومعايشة التجربة الافتراضية بالإضافة إلى البرنامج التوعوي التثقيفي المروري والتعريف بالإشارات المرورية وتقييم أداء المتسابق بجهاز المحاكاة .
وتتنوع فعاليات (الدفاع المدني) بمجموعة من الورش والمحاضرات والعروض المسرحية والميدانية لشرح تدابير الأمن والسلامة والتعلم على استخدام الطفايات اليدوية في الحرائق وشرح منطقة التجمع عند الإخلاء وإرشادات مخارج الطوارئ، والتعرف على اشتراطات الأمن والسلامة في المخيمات.
وفعالية (وزارة البلدية والبيئة)، تسعى لرفع مستوى الوعي لدى جميع أفراد المجتمع من خلال الخدمات المقدمة للوطن والمواطن، التي من شأنها أن تخلق شعبا واعيا يثمّن الحفاظ على الموروث البيئي في قطر. كما تتنوع الفعاليات والأنشطة بين المسرحيات التوعوية التي تعكس مفاهيم مرتبطة بالحفاظ على البيئة، وعروضا متنوعة للأطفال تعكس مهارات وسلوكيات توعوية.