على هامش مشاركتهم بالمهرجان.. مبدعون لـ «العرب»: «الدوحة للتصوير» منصة لتعزيز الفنون البصرية

alarab
المزيد 07 نوفمبر 2025 , 01:23ص
محمد عابد

أشاد مصورون مشاركون في النسخة الثانية من مهرجان الدوحة للتصوير الذي يقام في الساحة المقابلة لدرب الساعي في أم صلال بالدور الكبير الذي يقدّمه الحدث في تطوير المشهد الفوتوغرافي، عبر احتضان مئات المواهب وإتاحة الفرصة أمامهم لمشاركة تجاربهم وإلهام الجمهور بأساليب فنية متنوعة.
وقالوا في تصريحات خاصة لـ»العرب» على هامش مشاركتهم في المهرجان الذي يختتم أعماله بعد غد الأحد ، إن مهرجان الدوحة للتصوير يقدم تجارب متنوعة ومتميزة في فنون التصوير الفوتوغرافي، لافتين إلى أن المهرجان يمزج بين العلم والفن والتنوع في التجارب الإبداعية.

ربيعة الكواري: التصوير الفلكي يمزج العلم بالفن

أكد المصور ربيعة الكواري، المتخصص في التصوير الفلكي، أن مشاركته في مهرجان الدوحة للتصوير تمثل فرصة لتعريف الجمهور بنوع فريد من الفنون البصرية يجمع بين العلم والإبداع، موضحًا أن هذا الفن يتطلب تقنيات دقيقة وصبرًا طويلًا للوصول إلى نتائج مبهرة.
وقال الكواري في حديثه لـ «العرب»: أشارك اليوم في مهرجان الدوحة للتصوير للتعريف بهذا الفن الذي يحتاج إلى معدات خاصة مثل التلسكوبات، وأنظمة التتبع، والكاميرات المبرّدة، لأنه يهدف إلى إظهار تفاصيل لا تراها العين المجردة».
وأوضح أن عملية التصوير الفلكي تتطلب التزامًا كبيرًا وساعات طويلة من المراقبة والالتقاط حتى تتضح أدق التفاصيل، مضيفًا: «النتيجة دائمًا تكون رحلة ممتعة أكثر من كونها مجرد تصوير، فهي شغف بالسماء والنجوم والهدوء، وكل جلسة تصوير تمثل تجربة تأملية تملؤها الدهشة».
وأشار الكواري إلى أن تجربة التصوير الفلكي لا تقتصر على الصورة النهائية، بل على متعة الرحلة نفسها، قائلاً: «المهم أن تستمتع بالرحلة — تجهيز المعدات، الانتقال إلى مناطق بعيدة، مراقبة السماء. يجب أن يكون الدافع حب الاستكشاف لا مجرد الحصول على لقطة واحدة. أحيانًا نصور ليلة كاملة، وأحيانًا نحتاج سبع ليالٍ للمشهد نفسه حتى نصل إلى أفضل مستوى من التفاصيل والجمال».
وفيما يتعلق بإنجازاته الدولية، قال الكواري: «من أبرز محطاتي أن وكالة ناسا عرضت صورة لي ضمن أرشيف “صورة اليوم الفلكية”، وهو أرشيف عالمي بدأ عام 1995 يضم أفضل الأعمال الفلكية حول العالم. كانت أول صورة تُنشر لسماء قطر في هذا الأرشيف، وهي لمجموعة مجرّات في برج الأسد، حيث تظهر كل مجرة بزوايا مختلفة.
وأكد الكواري أن نشر ثقافة التصوير الفلكي في قطر يمثل هدفًا رئيسيًا له، موضحًا: نعتبر هذه المشاركة فرصة لإبراز التصوير الفلكي أمام الشباب في قطر. كثير من المصورين لا يعلمون أنهم قادرون على تصوير المجرات والأجرام السماوية من هنا. فقط يحتاجون إلى المعدات والمعرفة.

جاسم المالكي: «السيلويت» يعتمد على معرفة الساعات الذهبية

أكد المصوّر الفوتوغرافي جاسم المالكي أن مشاركته في مهرجان الدوحة للتصوير تأتي لإبراز فنون التصوير الإبداعية وتقنيات الإضاءة المختلفة، معبرًا عن امتنانه للجهات المنظمة، خاصة وزارة الثقافة ومركز قطر للتصوير، لمنحه الفرصة للمشاركة في الحدث.
وقال المالكي إن أعماله في المعرض ركّزت على تصوير السيلويت وهي تقنية تعتمد على التوازن بين الضوء والظل لإظهار جماليات المشهد بطريقة فنية مميزة.
وأوضح أن السيلويت يعتمد بشكل أساسي على استغلال ما يعرف بـ الساعات الذهبية، أي أوقات الشروق والغروب، مع اختيار العنصر المناسب في المشهد الذي يظهر كظل متناسق أمام الضوء الطبيعي.
وعن المهارات المطلوبة لهذا النوع من التصوير، أوضح المالكي أن المصور يحتاج إلى التخطيط المسبق، وتحديد أفضل أوقات الإضاءة، والتأكد من أن العنصر المراد تصويره يظهر بشكل واضح ومتناسق ضمن المشهد، ليُبرز جمال التباين بين الظل والضوء. وأشار المالكي إلى أن التحديات في هذه التقنية تختلف حسب المشهد والعنصر المصور، مؤكدًا أن العناصر الخارجية غالبًا ما تمنح نتائج أكثر جاذبية، وأن الهدف هو نقل جمال الطبيعة والمدينة معًا، مثل تصوير جمال الطبيعة في قطر، أو الأنشطة مثل الطيران الشراعي، لتقديم صور مميزة ومختلفة عن المعتاد.
وأكد المالكي أن أهم ما يسعى إليه في أعماله هو تقديم لقطات تعكس رؤيته الفنية وتثير اهتمام الجمهور، مشيرًا إلى أن أبرز الصور التي اعتز بها هي صور الجمال وكذلك الطيران الشراعي، والتي تمثل له لروعة الطبيعة والأنشطة البصرية في قطر.

وسيم الخضر: إبراز جماليات التقاء الطبيعة بالعمران

أكد المصوّر الفوتوغرافي والمدرّب السوري وسيم الخضر أن مشاركته في مهرجان الدوحة للتصوير بمعرض “قمر قطر” يشكل تجربة فنية وبصرية تهدف إلى إبراز جماليات التقاء الطبيعة بالعمران في الدولة، عبر توظيف القمر كعنصر جمالي رئيسي مع أبرز معالم الدوحة.
وأوضح إن فكرة المعرض تقوم على تصوير القمر ضمن تكوينات دقيقة تجمعه مع معالم شهيرة مثل أبراج الدفنة ولوسيل وبرج الشعلة في أسباير، مؤكدًا أن هذه اللقطات تتطلب دراسة دقيقة لمواقع التصوير وزاوية المشهد وتوقيت ظهور القمر، إلى جانب التواجد المبكر في الموقع والاستعداد للانتظار حتى اللحظة المناسبة.
وأضاف: «هذا النوع من التصوير يعتمد على التخطيط العلمي والفني معًا، فالتقاط القمر في موقع مثالي خلف أحد المعالم البارزة ليس مسألة صدفة، بل يحتاج إلى دراسة اتجاهات الشروق ومسار القمر وزاوية ظهوره، واختيار موقع مصمم بدقة لضمان الحصول على صورة متوازنة ومعبّرة».
وأوضح الخضر أنه يستفيد من دراسته الفلكية في دار التقويم القطري، حيث يتابع برنامج الإجازة الفلكية ويعمل كمراقب فلكي معتمد، مما يسهم في تعزيز القدرة على تحديد مواقع القمر والاستعانة ببرامج فلكية متخصصة لتوقع مساره والتخطيط للمشهد قبل التقاطه.
وأشار إلى أن إبراز تفاصيل القمر في الصور يعد جانبًا مهمًا من هذا الفن، مضيفًا: «لا أكتفي بتصوير القمر كما يظهر للعين المجردة، بل أستخدم عدسات مقرّبة خاصة تُظهر تضاريسه وتفاصيل سطحه مثل البحار والفوهات، حتى يشعر المشاهد بقربه الحقيقي وجماله الفريد».

سماء علي: فنيات تصوير الخيول العربية تتطلب معرفة دقيقة

قالت المصورة أسماء علي، المتخصصة في تصوير الخيول العربية، إن خبرتها في هذا المجال تمتد إلى ما يقارب عشر سنوات، وقد حضرت عدداً من ورش التحكيم لتتعرف على الزوايا الصحيحة للخيل والفنيات التي يجب التركيز عليها، مؤكدة أن هذه الخبرة ساعدتها على تطوير مهاراتها في مجال الفروسية والتصوير.وأضافت «بدأت أصور في البطولات المحلية والدولية في الدوحة، وسافرت لتغطية بطولات خارجية ضمن جولة الجياد، ما ساعدني على بناء قاعدة قوية من الفنيات،كما وضعت منهجاً لفنيات تصوير الخيل العربية معتمد من متخصصين في المجال، سواء من كبار الملاك أو خبراء التحكيم».وتابعت أسماء أن تصوير الخيول مختلف لكونه «تصوير رياضي وجمالي في الوقت نفسه»، مؤكدة أن هناك خمس قواعد رئيسية في تحكيم الخيول تُستمد منها الزوايا المثالية للتصوير، مثل خط الظهر المستقيم أو الشكل الهرمي للرأس. وأكدت: «التقاط الصورة الصحيحة للخيول العربية يتطلب معرفة دقيقة بهذه العناصر الجمالية، فهي التي تحدد درجات الخيول في البطولات.

فيصل جركس: أعمالي توثق ثراء البحر

أكد المصور والمدرب في مجال الغوص والتصوير تحت الماء فيصل حسن جركس، أن مشاركته في مهرجان الدوحة للتصوير الذي يعتبر منصة للمبدعين، تهدف إلى تسليط الضوء على جمال البيئة البحرية في قطر، والتعريف بالتنوع الفريد للكائنات التي تحتضنها مياه الخليج العربي.وقال جركس إن أعماله المعروضة تعكس جزءًا مهمًا من الحياة البحرية المحلية، مشيرًا إلى وجود عدد من الكائنات المهددة عالميًا والتي تشهد الدوحة أحد أكبر تجمعاتها. وأضاف: «ما يميز هذه الأعمال أنها توثق عالمًا بحريًا غنيًا ومتنوعًا قد لا يتسنى للجميع رؤيته عن قرب، وهذه الصور تسهم في زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على الحياة البحرية في قطر.  أوضح جركس أن التصوير تحت الماء يتطلب الاستعداد الجيد وفهمًا عميقًا للمعدات.