ترحيب وترقب ومخاوف من أزمات سياسية واقتصادية.. عودة ترامب تثير التفاعل حول العالم

alarab
حول العالم 07 نوفمبر 2024 , 01:19ص
وكالات - هشام يس

أثارت عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، ردود أفعال متباينة في مختلف أنحاء العالم فهناك آمال في إنهاء الحرب في الشرق الأوسط، ومخاوف من تخلي الولايات المتحدة عن دعم أوكرانيا في صراعها مع روسيا، وترقب أوروبي لمواقف قد تعرقل خططا ومشاريع حالية، واستعداد صيني لقرارات من المحتمل أن تثير أزمات سياسية واقتصادية بين الولايات المتحدة وبكين، هذا بالإضافة إلى الغموض الذي يحيط بالعديد من القضايا الخارجية والداخلية.
وترامب هو ثاني رئيس أمريكي في التاريخ يفوز بولايتين غير متتاليتين، بعد غروفر كليفلاند الذي قاد البلاد بين عامي 1885 و1889، ثم بين عامي 1893 و1897.
وكان دونالد ترامب غادر البيت الأبيض قبل أربع سنوات، من دون أن يعترف بهزيمته. وفي 6 يناير 2021، اقتحم مئات من أنصاره مبنى الكابيتول، أحد أهم رموز الديمقراطية الأمريكية، في محاولة لمنع المصادقة على فوز جو بايدن.
وتمكن ترامب من إقناع الأمريكيين بأنه يفهم الصعوبات اليومية التي يواجهونها بشكل أفضل من أي شخص آخر، ولا سيما أن نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس التي خاضت حملة خاطفة بعد انسحاب جو بايدن من السباق، لم تتمكن من حشد تعبئة كافية لرسالتها الوسطية الداعية إلى الوحدة، في مواجهة انتقادات منافسها اللاذعة بشأن التضخم والهجرة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض تغرق ملايين الأمريكيين المؤيدين للجمهوريين في حالة من الفرح العارم، لكنها تغرق كثيرين آخرين في الخوف بسبب خطابه الحاد بشكل متزايد لا سيما في ما يتعلق بالمهاجرين.
وفي خطاب النصر، أطلق المرشح الجمهوري دعوة إلى «الوحدة» وحض الأمريكيين على وضع «الانقسامات التي سادت في السنوات الأربع الماضية خلفنا».

آمال فلسطينية بوقف الحرب في غزة

تباينت آراء فلسطينيين حول فوز دونالد ترامب، ففي قطاع غزة يأملون أن يؤدي فوزه إلى إنهاء عدوان الاحتلال، في حين يتخوفون في الضفة الغربية من «سنوات عجاف» قياسا بتجربة سابقة مريرة.
وقال محمود الجدبة ( 60 عاما) الذي نزح من جباليا إلى مدينة غزة لوكالة فرانس برس «يكفي ما تعرضنا له من ترحيل وقتل وموت وجوع، لم يتبق شيء لنا، نريد السلام».
وأضاف الرجل الذي نزح ثلاث مرات وخسر منزله «لم يبق شيء، أولادي مشردون في الجنوب وأنا هنا، غزة انتهت».
ويشكو الجدبة من أن «المساعدات لم يصل منها شيء للمواطن، وأتمنى من ترامب أن يحل قضيتنا، نحن بحاجة إلى شخص قوي مثل ترامب ينهي الحرب.كفى، هذا يكفي». وتتمنى أم أحمد حرب التي نزحت من شرق حي الشجاعية «أن تنتهي الحرب ويأتي من يساعدنا في وقفها ويقف إلى جانبنا».
وتختلف الصورة لدى فلسطينيي الضفة الغربية الذين يبدون تخوفا من المستقبل بعد فوز ترامب. وقال عماد فخيدة (57 عاما) وهو مدير مدرسة في غرب رام الله «واضح أن الشارع الأمريكي عاقب الحزب الديموقراطي باختياره الجمهوريين، بعد تجربة إدارة بايدن».
وأضاف «أتصور أن عودة ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة ستقودنا إلى الجحيم وسيكون هناك تصعيد أكبر وأصعب وخصوصا أنه معروف عنه تأييده التام والأكبر لإسرائيل».
أما العضو في اتحاد نقابات عمال فلسطين محمد عاروري (65 عاما) فيقول «نحن الآن أمام أربع سنوات عجاف، وضعنا الآن سيئ جدا وخصوصا في قطاع غزة».
وفي رام الله، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني «نتحدث عن تجربة في منتهى السوء مع هذه الإدارة في ما يتعلق بحق الشعب الفلسطيني، ومنها ضم القدس وصفقة القرن وربما تعاد صياغة هذه الصفقة بشكل آخر».

غموض بشأن التعامل مع الكيان الإسرائيلي

أكد عدد من الخبراء، بعد إعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوز المرشح الجمهوري، أمس، أن عودة ترامب تصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي، في حين أكد البعض الآخر غموض الموقف بالنسبة لتعامل ترامب مع إسرائيل.
وأشار عدد من الخبراء لوكالة فرانس برس إلى إشكالية الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل. فقد اقترحت إدارة جو بايدن أنها يمكن أن تكون وسيلة للضغط في سياق التبادلات الدبلوماسية، لكن هذا لن تكون عليه الحال في ظل رئاسة ترامب.
ما هي التحديات المستقبلية للعلاقة الإسرائيلية الأميركية؟ قال يوسي ميكلبرغ، المتخصص في الجغرافيا السياسية الإسرائيلية، مستذكرا المواجهات القليلة التي حصلت بين ترامب ونتانياهو «من الأفضل أحيانا التعامل مع أشخاص يمكن التنبؤ بأفعالهم حتى لو كنت لا تحبهم حقا، بدلا من التعامل مع أشخاص لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم».
في العام 2020 حكم ترامب الذي اعترض على فوز بايدن، على موقف نتانياهو باعتباره خيانة بعد أن هنأ المرشح الديموقراطي.
ومنذ ذلك الحين، صدرت عن ترامب تصريحات تعبر عن تناقض بين التذكير بدعمه لإسرائيل ورغبته في إنهاء الحرب في غزة.
وفي يوليو، تحدث الاثنان خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي للولايات المتحدة وبدا أنهما تصالحا. ويخلص ميكلبرغ إلى القول «لا يمكن حقا تحليل شخص ليس لديه خط فكري متماسك».
وقال زونستسن إن بعض القادة الإسرائيليين يفترضون مسبقا ما سيكون عليه موقف ترامب بشأن «معاملة إسرائيل للفلسطينيين». وتُذكِّر بأنه «خلال ولايته السابقة، عارض جوانب معينة من خطة الضم الإسرائيلية (للضفة الغربية) لأنه أراد الدفع قدما باتفاقيات إبراهيم».

إيطاليا تأمل إحلال السلام في أوكرانيا

أعرب أنطونيو تاياني وزير الخارجية الإيطالي، أمس، عن استعداد بلاده للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل إحلال السلام في أوكرانيا.
وقال تاياني، في تصريحات، «إذا كان علينا أن نعمل من أجل السلام فنحن مستعدون للقيام بذلك، وهذا لا يعني أن نترك أوكرانيا، بل على العكس من ذلك تماما في الواقع»، لافتا إلى أن أوكرانيا مرشحة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، كما أنها مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ما يشترط حمايتها من «العالم الغربي». وأوضح أنه «يجب إحلال السلام، كما ينبغي علينا أن نحقق وقف إطلاق النار في لبنان وغزة أيضا»، لافتا إلى أن روما «تعمل لأجل السلام، وقد عملت في هذا السياق دائما، كما أنها أحد بناة سلام».
وشدد الوزير على أن العلاقات عبر المحيط الأطلسي لها الأولوية بالنسبة للحكومة الإيطالية، إلى جانب العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن بلاده ستعمل مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

شخصيات سترافق ترامب إلى البيت الأبيض

يستعدّ دونالد ترامب لاصطحاب مجموعة من الشخصيات معه إلى البيت الأبيض. وفي ما يأتي أسماء أولية للتوليفة الجديدة المتوقعة للإدارة الجمهورية.
- سيتولّى جاي. دي. فانس منصب نائب الرئيس.
- إيلون ماسك الذي من المتوقع أن يتولى إجراء «عملية تدقيق شاملة» في الإدارة الأمريكية.
- روبرت كينيدي جونيور، الذي تعهّد ترامب بإعطائه «دورا مهمّا» في مجال الصحة.
- ريتشارد غرينيل، السفير السابق للولايات المتحدة في ألمانيا، يتداول أنه سيتولى منصب وزير الخارجية.
- سوزي وايلز قد تتولى منصب رئاسة مكتب الرئيس.
- داغ بورغوم حاكم ولاية داكوتا الشمالية تشير التكهنات إلى احتمال توليه حقيبة الطاقة.
- السيناتور توم كوتون يد يتولى وزارة الدفاع.

موسكو: موقفنا من واشنطن ثابت

أكدت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن موسكو ستتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، مشددة على أن شروطها في التعامل مع واشنطن ثابتة ولم تتغير، وأنها ستركز على تحقيق أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وقالت الوزارة، في بيان تعليقا على نتائج الانتخابات الأمريكية، «روسيا ستعمل مع الإدارة الجديدة، وستدافع بحزم عن المصالح الوطنية الروسية والتركيز على تحقيق جميع أهداف العملية العسكرية الخاصة، فشروطنا لم تتغير ومعروفة جيدا لواشنطن»، مضيفة «لا أوهام لدينا بشأن الرئيس الأمريكي المنتخب والمعروف في روسيا، والتركيبة الجديدة للكونغرس، حيث أصبحت اليد العليا للجمهوريين، بحسب المعطيات الأولية».
وأوضحت أن «النخبة السياسية الحاكمة في الولايات المتحدة، بغض النظر عن انتماءاتها الحزبية، تتمسك بالمواقف المناهضة لروسيا، وخط ما يسمى بـ «احتواء موسكو»، وهو خط لا يخضع لتقلبات المعايير السياسية الداخلية في هذا البلد».

الصين تنتظر «تعايشاً سلمياً» مع الولايات المتحدة

أعربت الصين، أمس، عن أملها بـ»تعايش سلمي» مع الولايات المتحدة، عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ خلال مؤتمر صحفي دوري «سنواصل مقاربة العلاقات الصينية الأمريكية وإدارتها على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون للمنفعة المتبادلة».
وأضافت أن «سياستنا تجاه الولايات المتحدة كانت دائما ثابتة».
ولم تعلق ماو بشكل مباشر على فوز ترامب، وقالت إن «الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي شأن داخلي للولايات المتحدة.. نحترم خيار الشعب الأمريكي». وكانت عدة مواضيع مرتبطة بانتخاب ترامب على رأس المواضيع المتداولة على نطاق واسع على منصة «ويبو» (النسخة الصينية من «إكس»).
وجاء في أحد التعليقات «مبروك ترامب! ركّز على بناء بلدك الرائع وكف عن التفكير بالتدخل في بلدان أخرى».
وتعهّد ترامب ومنافسته في الانتخابات كامالا هاريس باتّخاذ موقف متشدد حيال بكين إذ أعلن الرئيس السابق عن نيته فرض رسوم جمركية نسبتها 60 % على جميع المنتجات الصينية التي تدخل البلاد.
وجاء في تعليق آخر على منصة «دوين» الصينية حظي بنحو 800 إعجاب «تعمل عائلتي بالتجارة الخارجية وانهار العالم أمامها» مع انتخاب ترامب.
وأفاد عدد من الأشخاص في بكين فرانس برس، بأن الفائز في الانتخابات الأمريكية لا يهمهم وبأن السياسة الأمريكية «لا تعنيهم».
وعبر آخرون عن قناعتهم بأن أشخاصا من مختلف المجالات في الصين يتابعون عن كثب ولاية ترامب الثانية.
وقال رجل يعمل في قطاع التأمين «بغض النظر عن القطاع الذي تعمل فيه فإن الناس فعلا يركّزون عليه وعلى ما سيحدث في الصين إذا وصل إلى السلطة».