«إبراهيم الخليل» منارة لحفظ القرآن الكريم بالدفنة

alarab
محليات 07 نوفمبر 2022 , 12:35ص
الدوحة - العرب

محمد نعمان ثابت: محضن إيماني لتعليم اللغة العربية و»كتاب الله»

محمد حاجي: أداوم على الحضور والحفظ والمراجعة الدورية

محمد الحافظ: بيئة إيمانية تدعم التحلي بمحاسن الأخلاق

زيد الزعبي: دور مهم وتكاملي مع المنزل في التحصيل

 

تشهد الحلقات القرآنية بمراكز تعليم القرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إقبالاً متزايداً من أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم وانتسابهم لمراكز تعليم القرآن الكريم، مع اختلاف أعمارهم وجنسياتهم سواء بالحضور الفعلي إلى مقار التحفيظ أو التعلم عن بعد عبر برنامج «تعاهد» القرآني من خلال منصة الوزارة التعليمية عبر برنامج ميكروسوفت تيمز؛ لتعلم القرآن الكريم وتدارسه حفظاً وتلاوةً بشكل متقن وفق مخارج الحروف الصحيحة وأحكام التجويد.
وتسعى الوزارة ممثلة في قسم القرآن الكريم وعلومه بإدارة الدعوة مع جهودها في تعليم الطلاب ومدارستهم القرآن الكريم حتى يختموا حفظ كتاب الله، إلى تخريج أجيال من أبنائنا الطلاب ويتمثلوا القرآن واقعاً وسلوكاً وتربية في حياتهم وإن لم يحفظوا القرآن كاملاً، من خلال البرامج التربوية والتوجيهات السلوكية والاقتداء بالنماذج المشرقة من المدرسين والمشرفين على الحلقات القرآنية، الذين يفيضون على الطلاب علماً وحلماً وخلقاً.
ويعد مركز إبراهيم الخليل منارة تشع الخير وسط منطقة أبراج الدفنة، ويغرس في نفوس أبنائنا الطلاب الهدي الإيماني، حيث تتوزع المراكز القرآنية على مناطق الدولة المختلفة محتضنة آلاف الطلاب في حلقات الحفظ على اختلاف مستوياتهم، مع بيان أثر هذه المراكز القرآنية في نفوس المنتسبين إليها وتعزيز القيم النبيلة والمثل العليا في المجتمع.
وقال الشيخ محمد نعمان ثابت، ويعمل إماماً وخطيباً بمسجد إبراهيم الخليل، ورئيساً لمركز إبراهيم الخليل منذ افتتاحه في عام 2017م،»إن المركز يمثل محوراً إيمانياً مهماً في وسط منطقة أبراج الدفنة، مشيراً إلى أن المركز يشتمل على خمس حلقات قرآنية منها أربع حلقات للحفظ بمستوياته المختلفة، حيث إن بعض الطلاب يحفظون خمسة أجزاء وآخرين عشرة أجزاء وهناك من يحفظ عشرين جزءاً، وتوجد حلقة خاصة لتعليم القاعدة النورانية، ويبلغ عدد المسجلين بالمركز 70 طالباً.
وأوضح أن الكثير من أولياء الأمور بالمنطقة يحرصون على تسجيل أبنائهم بالمركز لحفظ كتاب الله وتعلم الآداب الإسلامية، وأشار إلى أن المركز تشرف بتخريج خمسة طلاب أتموا حفظ القرآن كاملاً، لافتاً إلى أن أغلب الطلاب المسجلين بالمركز من الجنسيات العربية المقيمة سابقاً في البلدان غير العربية، ولذا فكثير منهم غير متقن للغة العربية.
وأوضح أن مركز إبراهيم الخليل محضن إيماني تربوي يتعلمون فيه اللغة العربية والقراءة بشكل صحيح ويحفظون فيه كتاب الله، كما يساهم المركز في تعليم الطلاب القيم والأخلاق الإسلامية من خلال تفسير الآيات القرآنية وحثهم على التحلي بمكارم الأخلاق والسوك القويم، وتجنب ما نهى الله عنه.

حفظ ومراجعة 
وقال المدرس محمد راشد حاجي، يدرس في حلقته عدد من الطلاب، ولديه اثنان من الطلاب يحفظان كتاب الله كاملاً وهما أحمد وأنس «إن الطلاب حريصون على الحضور والحفظ والمراجعة، وحث جميع أولياء الأمور على ضرورة إلحاق أبنائهم من الذكور والإناث لمراكز تعليم القرآن الكريم المنتشرة بالدولة؛ حتى ينالوا الخيرية التي وعد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
وأوضح المدرس محمد الحافظ: أن حلقته تأسيسية ويختلف مستوى الحفظ لكل منهم فبعضهم يحفظ جزءين وآخرون يحفظون ثلاثة أجزاء والبعض يحفظ خمسة أجزاء، وهناك طلاب يحرصون على الحفظ طوال أيام الأسبوع، وآخرون ينتسبون إلى النظام المرن فمنهم من يحضر يومين فقط في الأسبوع، والبعض الآخر يحضر ثلاثة أيام، وأكد أهمية مركز إبراهيم الخليل وسط أبراج الدفنة، حيث يسكن الكثير من الأسر في فنادق، ولا تتوفر لهم فرصة أو بيئة مناسبة لحفظ كتاب الله، ولذا يبرز دور المركز، ويحرص أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم لحفظ القرآن في بيئة إيمانية تعينهم على الحفظ بشكل جيد، والتحلي بمحاسن الأخلاق.

معارف جديدة 
وأشاد السيد زيد الزعبي ولي أمر الطالب عبدالرحمن، بجهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في العناية بمراكز القرآن الكريم وتوفيرها لجميع من يسكن دولة قطر، وتوفير المدرسين والبيئة المناسبة لحفظ كتاب الله، وقال نسأل الله أن يأجر القائمين على هذه المراكز خير الجزاء لما لها من أهمية لأبنائنا في كسب الأجر والتربية الصحيحة على النهج السليم.
وقدم الزعبي النصيحة لأولياء الأمور بأن يسجلوا أبناءهم في هذه المراكز التي تحتضن الطلاب، مشيراً إلى أن الحقائق العلمية وتجارب الآخرين تقول إنه بقدر ما تشغل ابنك بالعلم والتعلم بقدر ما يكسب معارف جديدة، وقد اكتسب ابني عبدالرحمن العديد من المعارف والعلوم الدراسية، وقد ساعده حفظ القرآن على التميز كذلك في دراسته ويزيده إثراءً يوماً بعد يوم، ولله الحمد جميع المدرسين يشيدون بمستواه الدراسي وسلوكه الحسن ومعاملته الطيبة معهم ومع بقية زملائهم الطلاب، وهذا لا شك من أثر حفظ القرآن وما تركه في نفسه من إيمان وتقوى.
وعن دور البيت وأهمية المتابعة والتعاون مع المركز فيما يعود بالخير على الأبناء، قال هناك أهمية قصوى للبيت في متابعة الابن لما يتعلمه ويدرسه والسؤال عما حفظ والمساعدة في الحفظ والمراجعة والتشجيع المتواصل والتحفيز ليكمل البيت دور المركز، فدور البيت يعد تكامليا وأساسيا مع المركز لنيل الثمرة يانعة، وبدون المتابعة والسؤال والترابط بين البيت والمركز، يفقد الابن الحافز والاهتمام بالتحفيظ.

طاقم متخصص 
وأشار الطالب محمد عمر أبو جبرة، يدرس في الصف العاشر في مدرسة نيوتن لاجون، إلى أهمية حفظ القرآن الكريم على يد المدرسين المتخصصين بمراكز تعليم القرآن، ليكون الحفظ صحيحا ومتقنا، وقال إنه يحرص على الحفظ لينال الأجر الذي وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم قارئ القرآن أن له بكل حرف يقرأه عشر حسنات، وحث جميع إخوانه الطلاب على الالتحاق بالمراكز القرآنية ليحفظوا كتاب الله وينالوا الأجر العظيم من الله.
وقال الطالب عبدالرحمن الزعبي، أدرس في الصف السابع بمدرسة الأحنف بن قيس الإعدادية، وقد التحقت بالمركز منذ ثلاث سنوات، ولله الحمد أحفظ سبعة أجزاء من كتاب الله، وأراجع كل يوم جزءين، وأحفظ كل يوم نصف صفحة وأقوم بتسميعها لمدرس الحلقة الشيخ محمد رشاد.
 وأضاف أن حلقة القرآن تمثل لي أهمية كبيرة وتشغل جزءاً كبيراً من وقتي، وتساعدني على الحفظ المتقن وفق أحكام التلاوة والتجويد، ونوه بأن بيئة المركز القرآني تساعده على الحفظ بين أقرانه ويتنافس معهم على الحفظ الجيد، حيث يسمع الشيخ لطلاب الحلقة فتكون مراجعة لنا حافزاً على استمرار الحفظ، وهذه البيئة لا تتوافر في البيت، وقد وجدت أثر القرآن جلياً في نفسي فأحرص على أداء جميع صلواتي في المسجد وأعامل الجميع بخلق حسن وأسلوب طيب كما علمنا كتاب الله، ورسالتي لجميع إخواني الطلاب أن يحفظوا كتاب الله ويحرصوا على التخلق بآدابه.
بينما أكد الطالب ضياء براء شيخ محمد، أنه يدرس في الصف الثالث بمدرسة غراس، ويحفظ جزئي عم وتبارك، وقد بدأ الدراسة في المركز منذ افتتاحه قبل نحو خمس سنوات، ويداوم على الحضور والحفظ، بعد أن انتهى من دراسة القاعدة النورانية وتعلم الحروف الهجائية وقراءة القرآن والتلاوة الصحيحة.