قطر تقود المنطقة في مجال الطاقة المتجددة

alarab
اقتصاد 07 نوفمبر 2015 , 12:03ص
محمد الجبالي
كشف خبراء متخصصون في مجال الطاقة المتجددة أن قطر تخطو خطوات جادة وقوية في هذا المجال خاصة في ظل حجم الاستحقاقات الكبيرة المقبلة عليها من تنظيم مناسبات عالمية.

وأكدوا في تصريحات لـ «العرب» أن كل الخطط التي تعلن عنها قطر من فترة إلى أخرى من خلال كهرماء تشير إلى أنه بحلول عام 2030 ستكون الدولة بمثابة مجتمعاً متقدماً في شتى المجالات خاصة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة. وشددوا على أن الإمكانات التي تتمتع بها قطر تساعدها على تحقيق هذه الطموحات في ظل حرص كهرماء على استقدام أفضل الطرق التكنولوجية الخاصة بكافة أنواع الطاقة المتجددة وعلى وجه الخصوص الشمسية.

كما اعتبروا أن حرص دول منطقة الخليج على السير بخطى ثابتة في هذا المجال ناتج عن حرصها للاعتماد على الاقتصاد المتنوع خلال الفترة المقبلة مستغلين الطاقة الشمسية والرياح في المساهمة بشكل كبير لتحقيق طفرة قوية بالطاقة المتجددة والتي من شأنها أن تقلل النفقات وتحافظ على البيئة.

المحافظة على البيئة
من جانبه أكد المهندس علي بن غرام آل عطيف الرئيس التنفيذي لشركة أنظمة روافد المحدودة بالسعودية أن الهدف الأساسي من استخدام الطاقة المتجددة هو المحافظة على البيئة من انبعاثات الغازات وثاني أكسيد الكربون.

وأضاف أن الطاقة المتجددة أيضا مثل الشمس والرياح قليلة التكلفة على المدى البعيد وقال: «يكون الاعتماد عليها مكلف في البداية ولكن مع مرور الوقت وبعد التشغيل الرسمي تتناقص التكلفة بشكل كبير ولذلك يكون الحرص الشديد خاصة في منطقة الخليج الاعتماد عليها خلال السنوات المقبلة بشكل أكثر توسعا».

استحقاقات كثيرة

وعن الوضع في قطر، أشار إلى أنها مقبلة خلال الفترة المقبلة على استحقاقات كثيرة من تنظيم مناسبات عالمية ولذلك العالم كله يتحدث عن حجم الصناعات في قطر وعدد السكان الذي سيكون موجودا في قطر ولذلك تقع على قطر مسؤولية كبيرة لمواجهة كل هذه الاحتياجات وهو ما يجعل قطر مقبلة على مشاريع كثيرة ومهمة في الطاقة من خلال بناء مشاريع خاصة لإنتاج الطاقة المتجددة والنظيفة.

كما أعلن أن السنوات المقبلة ستشهد أيضا تبادلا بين المحطات في دول منطقة الخليج في عملية الطاقة المتجددة خاصة فيما يتعلق بالطاقة الشمسية وقوة الرياح وقال: «التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال تجعل المنافسة قوية للغاية بين دول الخليج للحصول على الاستفادة الأكبر من الطاقة المتجددة سواء من خلال الشمس أو الرياح أو المخلفات».

خطط السعودية
كما أشار إلى أن الخطط الموضوعة في السعودية حتى عام 2030 تهدف للوصول إلى نسبة %35 من الطاقة عن طريق الطاقة البديلة ولذلك فهناك إنشاء محطات شمسية كثيرة تقام كل عام في إطار تنفيذ هذه الخطة وهو ما ينطبق على قطر وتقريبا على كافة دول الخليج.

واختتم مؤكداً على أن قطر تملك كل الإمكانات التي تجعلها رائدة في هذا المجال خلال السنوات المقبلة في ظل سعي الشركات العالمية الكبرى الاستفادة من السوق القطرية بشكل كبير بالتكنولوجيا الحديثة لكافة المشاريع الجديدة.

مجال جديد
ومن جانبه أكد عبدالعزيز السبيت المدير العام لشركة nep مصنع المنتجات الكهربائية الوطنية بالسعودية أن مجال الطاقة المتجددة ليس بالسهل كما يتوقع البعض لأنه يضم العديد من التحديات خاصة في منطقة الخليج. وقال: «الطاقة المتجددة هو مجال جديد علينا ولذلك يوجد اهتمام كبير عليه على اعتبار أنه يمثل المستقبل ويجب أن يكون فيه استثمار كبير على اعتبار أنه البديل الرسمي والمصدر الوحيد للنفط خلال السنوات المقبلة».

وشدد على أن هذا القطاع يحتاج إلى مزيد من الاهتمام مؤكداً على أن قطر من الدول التي يحتذى بها في هذا المجال وقال: «القوة الاقتصادية لدولة قطر تجعلها قادرة على التغلب على المشاكل والتحديات التي يمكن أن تواجهها في هذا الموضوع خاصة أن هناك العديد من الدول الفقيرة اقتصاديا سارت بشكل متميز للغاية في موضوع الطاقة المتجددة».

التحديات المتوقعة
وعن أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه قطر في هذا الموضوع أشار الجابر إلى أن الحصول على الشريك المناسب يعتبر من أبرز هذه التحديات بالإضافة إلى التكنولوجيا المناسبة للمشاريع حتى 20 عاما مقبلة وبالتالي لا يمكن النظر إلى مشاريع لمدة عام أو خمسة في هذا المجال.

قطر والنقلة النوعية
كما أكد أن قطر تسير على الطريق الصحيح في هذا المجال وخلال السنوات العشر المقبلة سيكون هناك نقلة نوعية كبيرة لا مثيل لها بدول الخليج في ظل الدعم الحكومي الكبير والحرص على جلب الخبرات الدولية في هذا المجال.

وقال: «استقدام الخبرات الدولية المتميزة في هذا المجال هو بداية النجاح بالإضافة إلى ضرورة إنشاء مزيد من مراكز الأبحاث الخاصة بالطاقة المتجددة في قطر لمواكبة كل التطورات التكنولوجية الجديدة».
وأشار أيضاً إلى أن المصنع الخاص به يعتبر الأول في المنطقة الذي ينتج «الباس وي» وقال: «حريصون بكل قوة على الدخول في السوق القطرية خلال السنوات المقبلة في ظل المنافسة القوية مع الشركات العالمية الكبرى على اعتبار أن السوق القطرية واعدة جدا».

جهود كبيرة في الأبحاث

أيضا يؤكد أشوك باليد أحد الخبراء في هذا المجال والذي يعمل في إحدى الشركات العالمية الكبرى أن السنوات الماضية شهدت تكثيفا كبيرا للجهود في عملية الأبحاث الخاصة بالطاقة المتجددة لتقليل التكلفة أيضا ورفع مستوى الجودة وليس التغلب على المشاكل فقط ومن خلال هذه الأبحاث والتجارب المختلفة يمكن الوصول إلى الحلول المطلوبة خاصة أن بمنطقة الخليج طاقات متجددة كثيرة ولكن أفضلها هي الطاقة الشمسية».

قطر مؤهلة
وعن قطر قال: «أعتقد أن قطر مؤهلة تماما لأن تكون أحد أبرز دول المنطقة المستفيدة من هذه الطاقة خلال السنوات المقبلة وذلك بسبب الإمكانات المادية الموجودة وأيضا الاعتماد على أفضل الخبرات العالمية في هذا المجال».

وأوضح أن الطاقة المتجددة تحتاج إلى مساحات كبيرة ووفقا لما تم الإعلان عنه من كهرماء خلال الفترات السابقة فإنها نجحت في توفير الكثير من هذه المساحات التي تحتاج إليها في الخطط المعلنة للنهوض بهذا المجال.

التكنولوجيا الحديثة
وتابع مضيفا أن التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال تتغلب على كافة المعوقات والصعاب وقال: «التكنولوجيا متجددة من يوم إلى آخر وبالتالي فإن هذه المشكلات يمكن حلها».

السوق القطرية
واعترف بأن السوق القطرية مشجعة للغاية خاصة في ظل النهضة الإنشائية التي تسير عليها قطر منذ عدة سنوات وستستمر حتى المونديال وفقا لخطة 2030 ومشيراً أيضا إلى أن مستقبل قطر في الطاقة المتجددة مشرق للغاية وستكون من أوائل الدول في المنطقة التي تسابق الزمن للحصول على أفضل التقنيات الخاصة بهذا القطاع المهم للغاية.

واختتم تصريحاته مؤكداً على أن السوق القطرية مشجعة للغاية للشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال وقال: «أعتقد أن هناك شركات عالمية لها سمعة واسعة ترغب في الدخول للسوق القطرية وهذا في حد ذاته دليل على قوة هذا السوق لأن هذه الشركات لا يمكن أن تعمل إلا في سوق تتناسب مع وضعها وإمكاناتها».

س.ص