ميركل كانت في نادي الساونا عند سقوط جدار برلين

alarab
حول العالم 07 نوفمبر 2014 , 04:10م
برلين - ا ف ب

لدى سقوط جدار برلين، مساء التاسع من نوفمبر 1989، كانت انغيلا ميركل، المستشارة الالمانية اليوم، موجودة "كما كل مساء خميس" ... في نادي الساونا ببرلين الشرقية وتحلم بالذهاب الى برلين الغربية لتذوق المحار.

وكانت "اقوى امرأة على وجه الارض" التي ترأس البلد الاوروبي الاول على الصعيد الاقتصادي منذ تسع سنوات، تقوم آنذاك بواحدة من الانشطة المفضلة لدى الالمان في الشتاء. وخلال لقاء مع تلامذة مدارس في برلين اخيرا، قالت "يوم الخميس، دائما ما كنت اذهب الى الساونا مع احدى صديقاتي".

وفي تلك الفترة، كانت ميركل التي نشأت في المانيا الديموقراطية، فيزيائية في اكاديمية العلوم ببرلين الشرقية. وكانت في الخامسة والثلاثين من العمر ومطلقة من زوجها الاول، وتعيش في شقة من غرفتين ومطبخ في حي برينتسلوير بيرغ.

وقبل ان تذهب الى الساونا في ذلك المساء، اتصلت بوالدتها التي تعيش على بعد 80 كلم شمال برلين. فقد تناهى الى مسمعها للتو ان الالمان الشرقيين باتوا يتمتعون بحرية السفر. والجدار يسقط، لكن احدا لم يصدق بعد فعلا ذلك خلال تلك الساعات المضطربة. 

واعترفت ميركل "لم افهم فعلا ما كان يقال".

وكانت عائلتها تتندر بالقول "هذه طرفة". واذا ما سقط الجدار في احد الايام، تنوي انغيلا ميركل ان ترافق والدتها "لتناول المحار في فندق كمبينسكي" الفخم في برلين الغربية. وقالت لوالدتها على الهاتف ""انتبهي يا امي، شيء ما يحصل اليوم". اقفلت الخط وذهبت الى نادي الساونا.

وبينما كانت انغيلا ميركل تستمتع بحمام الحرارة، كانت الاحداث التاريخية تتسارع. فقد فتحت نقطة العبور الاولى بين الشرق والغرب. وتطايرت سدادات قناني الشمبانيا في الهواء للاحتفال بانتهاء عالم مقسوم منذ الحرب العالمية الثانية.

ولدى عودتها الى المنزل، قالت ميركل "رأيت الناس الذين يتوجهون" نحو نقطة العبور التي تبعد مئات الامتار فقط عن منزلها. واضافت "لن انسى ذلك ابدا، كانت الساعة على الارجح 22,30 او 23,00 او ربما اكثر من ذلك بقليل".

وذكرت ميركل "كنت وحدي لكني رافقت الجماهير ... وفجأة وجدنا انفسنا في الشطر الغربي من برلين". وشربت انغيلا ميركل المغمورة التي سبق ان سافرت الى الغرب، اول كأس بيرة المانية غربية في شقة لا تعرف مستأجريها.

وقالت "اتذكر، كانت بيرة في قنينة ولم اكن معتادة عليها".

لكنها فكرت في تلك الليلة التاريخية، بالساعة المنبه الذي سيرن فجر اليوم التالي، لذلك عادت الى منزلها.

وسرعان ما تخلت عن الفيزياء لتخوض غمار المعترك السياسي. ومنذ 1990 انتخبت نائبة عن الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي كان يرأسه آنذاك مستشار التوحيد هلموت كول. وفي كانون الثاني/يناير 1991، عينت في اول منصب وزاري.

لكنها لم تحقق حلمها ابدا. وقالت "لم اذهب ابدا لتناول المحار في فندق كمبينسكي مع والدتي".