لعبت دولة قطر دورا محوريا وأساسيا عبر عشرات السنوات، لدعم الشعب الفلسطيني، واسترداد حقوقه المشروعة، وبرزت تلك الجهود مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر من العام الماضي.
ومع مرور عام من العدوان وحرب الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال في القطاع، تواصل الدوحة دعمها لأهل غزة على كافة المستويات والأصعدة.
فالدوحة اختارت الاضطلاع بجهود الوساطة سعياً لوقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين. وهي وساطة تجري في ظل حرب شرسة وظروف معقدة، ومع ذلك فقد أثمرت جهود الوساطة التي بذلتها قطر بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة، بعقد اتفاق هدنة إنسانية في شهر نوفمبر الماضي، أدى إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في القطاع وإطلاق سراح 240 من الأسرى الفلسطينيين و 109 من المحتجزين في غزة، ورفع مستوى تدفق شحنات الإغاثة. كما قدمت الدعم الإنساني للسكان المدنيين في قطاع غزة.
ولعبت الدوحة دورا رئيسيا في إجلاء الجرحى والمرضى، ودعمت المبادرات الإنسانية لإيصال المساعدات عبر كل الطرق المتاحة، ورفعت مستوى دعم وكالة «الأونروا»؛ حيث وقع الهلال الأحمر القطري مؤخرا مع الوكالة الأممية، اتفاقية شراكة لتقديم مساعدات نقدية للعمال والمرضى الفلسطينيين من قطاع غزة العالقين في الضفة الغربية، وعددهم أكثر من 4,400 شخص، وذلك بدعم من صندوق قطر للتنمية قيمته 4.5 مليون دولار أمريكي.
جهود الإغاثة
وجاء توجيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بعلاج 1500 جريح وكفالة 3 آلاف يتيم فلسطيني من قطاع غزة، ليتوج جهود دولة قطر في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، حيث تكفلت قطر بنقل الجرحى ومرافقيهم لعلاجهم بالدوحة.
كما تمكنت الدوحة من نقل أكثر من 2800 طن من المواد الغذائية والطبية ومستلزمات الإيواء، عبر 95 طائرة إلى مصر ثم غزة، وبلغت القيمة الإجمالية للدعم القطري 460 مليون دولار.
وتمثلت الجهات الداعمة في صندوق قطر للتنمية، والهلال الأحمر القطري، وقطر الخيرية
أما الدعم السياسي فهو متواصل، ودعت الدوحة، منذ اليوم الأول للعدوان إلى وقف التصعيد وتحميل الاحتلال المسؤولية
كما دعمت «خريطة طريق « أمريكية لوقف إطلاق النار، وحثت المجتمع الدولي بشكل مستمر على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية وحماية الفلسطينيين.
وأمس الأول رحبت الدوحة بدعوة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، إلى الكف عن تسليم الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي للقتال في غزة، وتعدها خطوة مهمة ومقدرة في اتجاه وقف الحرب.
إشادات دولية
ونظرا لوقوف قطر دائما إلى جانب العدل والقانون الدولي الإنساني، وجهودها الرامية إلى تحقيق استقرار المنطقة وأمنها، كان من الطبيعي أن تنال الدوحة إشادات المجتمع الدولي والتي كان من أبرزها تثمين سعادة أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، جهود دولة قطر والجمهورية الفرنسية في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس في شهر يناير الماضي، لإدخال أدوية ومساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، لا سيما في المناطق الأكثر تأثرا وتضررا، معتبرا أن دخول هذه الإمدادات الحيوية والمساعدات الإنسانية أمر مشجع.
كما أشاد مجلس الأمن الدولي، في قراره الداعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان الماضي، بالجهود الدبلوماسية الحثيثة التي تقوم بها الدوحة من أجل التوصل إلى وقف للأعمال القتالية في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين، وتوسيع نطاق المساعدات الإغاثية وتسهيل إيصالها إلى المدنيين، في ظل الوضع الإنساني الكارثي وخطر المجاعة الذي يعيشه القطاع.
كما ثمن سعادة مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، الجهود القطرية ودورها في مجال العمل الإنساني، مؤكدا أن الدوحة تلعب دورا رئيسيا بالشراكة مع الأمم المتحدة في قيادة الجهود الإنسانية المتعددة، من خلال الدبلوماسية الإنسانية التي جعلت قطر قوة من أجل الخير في العالم.
ووصف سعادة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية،الرعاية التي تقدمها الدوحة للأطفال الجرحى الفلسطينيين من قطاع غزة الذين يتلقون العلاج في قطر، بـ «غير المسبوقة».
ويأتي علاج الأطفال الجرحى الفلسطينيين ضمن مبادرة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لعلاج 1500 فلسطيني من قطاع غزة في الدوحة.