دبلوماسيون أمريكيون: سعي ترمب نحو طرد طالبان من قطر خطأ جسيم
حول العالم
07 أكتوبر 2017 , 08:54م
ترجمة - العرب
نشرت مجلة "فورين بوليسي"، مقالاً مشتركاً كتبه عدد من السفراء الأميركيين الذين عملوا كممثلين للولايات المتحدة في أفغانستان وباكستان خلال العقد الماضي باسم "طرد طالبان من قطر سيكون خطأ جسيماً".
واعتبر السفراء أن الدوحة هي قناة التواصل الأهم مع طالبان حتى الآن، وأن طرد ممثلي الحركة من قطر سيمثل ضربة كبيرة لجهود الولايات المتحدة في التوصل إلى تسوية سياسية معهم.
ووصف السفراء في مقالهم، استراتيجية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأفغانية بأنها نهج عسكري وسياسي واقتصادي متكامل، هدفه النهائي هو التوصل إلى تسوية سياسية للصراع مع طالبان، وأن الاستراتيجية العسكرية البحتة في أفغانستان لا يمكن أن تنجح في تحقيق الاستقرار في البلد أو في إدانة الجماعات الإرهابية.
وأشار المقال إلى أن بيانات المسؤولين، ولا سيما وزير الخارجية ريكس تيلرسون، كانت أكثر ميلاً إلى ضرورة إجراء عملية تفاوض، مع الإشارة إلى أنه قد يكون هناك بعض النقاش المستمر داخل الإدارة بشأن نهج أفضل.
ويقول السفراء: "مع ذلك، يبدو أن تفكيك وزارة الخارجية مؤخراً لفريق خبرائها الذي ركز على محاولة إطلاق عملية سلام، يعد إشارة أخرى إلى أن مبادرات السلام الدبلوماسية لا تحظى بالأولوية. كما أن مساعي إخراج مفاوضي طالبان المعينين من قطر سيعتبر تأكيداً واضحاً على عدم اهتمام الولايات المتحدة بالسعي إلى تسوية سياسية".
وأوضح السفراء أن هناك أسباباً قوية لعدم متابعة قرار طرد المفاوضين من قطر:
أولاً، إذا كان الهدف المرجو هو التفاوض، لماذا لا تبدأ هذه العملية في أقرب وقت ممكن؟ ثانياً، سيؤدي إغلاق الوصول إلى المفاوضين المعينين لطالبان في الدوحة إلى زيادة العقبات التي تعترض سبيل التفاوض، وليس الحد منها. وعندما تكون القناة متاحة بالفعل، فإن إبقاءها مفتوحة عند الحاجة إليها من شأنه أن يعطي الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية مرونة أكبر في اختيار كيفية ومتى يمكن المضي قدماً. ثالثاً، مبدأ التفاوض المعمول به عموماً هو أنك لا تحصل على اختيار ممثلي خصمك، وهذا صحيح بالنسبة لطالبان كما هو الحال بالنسبة لأي نظير آخر محتمل للتفاوض. وقد أعلنت حركة طالبان مراراً وتكراراً أن الممثلين في الدوحة بقطر هم المحاورون المعتمدون مع المجتمع الدولي.
رابعاً، هناك خطر كبير من أن ينتقل مبعوثو طالبان إلى روسيا وإيران وباكستان، وربما الصين؛ كل الأماكن التي تكون فيها الولايات المتحدة أقل إدراكاً لأنشطتها، على عكس الحال في قطر.
ورأى السفراء أن الحجة الرئيسية المؤيدة لطرد طالبان من الدوحة أن ممثلي الحركة لم يحققوا نتائج مع قيادتهم، وبالتالي لا ينبغي أن يكون لهم الحق في أن يظلوا يعيشون في راحة وحرية، لكن على الرغم من أنه لم يتم تحقيق أي تقدم في عملية السلام، فهذا واقع لا تتحمل مسؤوليته مجموعة الدوحة، وفي الوقت نفسه أثبتت نفسها بأنها قناة موثوقة للاتصال. وهي قناة حظت بدعم أميركي صريح، بالإضافة إلى جعل آفاق عملية السلام أبعد من أي وقت مضى، فإن طرد ممثلي حركة طالبان من الدوحة، وعلى نطاق أوسع، والتراجع عن البحث عن فرص للاتصال، من شأنه أن يضعف قدرة واشنطن الضعيفة أصلاً على التوصل إلى توافق إقليمي في الآراء لدعم الحكومة الأفغانية.
واختتم السفراء مقالهم بالقول: "مصداقية جهود الولايات المتحدة نحو التوصل إلى تسوية سياسية هي بالفعل موضع شك في أفغانستان والمنطقة. ومن وجهة نظر أولئك الذين تسعى الولايات المتحدة إلى الانخراط معهم، فإن إغلاق القناة المعروفة والمتوفرة للتحدث سيعتبرها ضربة ضارة للغاية".