بالصور .. الشيخة موزا تشهد حفل تخريج 192 طالبا بمركز الشفلح

alarab
محليات 07 أكتوبر 2015 , 06:10م
قنا
شهدت صاحبة السمو، الشيخة موزا بنت ناصر، حفل تخريج الدفعة الأولى من طلاب مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة، التي تضم 189 خريجاً، بحضور عدد من المسؤولين بالدولة وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، وأولياء أمور الطلاب.

وأعربت السيدة منيرة المسند - رئيس مجلس إدارة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي - في كلمتها في افتتاح الحفل، عن بالغ الشكر لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، لتشريفها لهذا الحفل، وقالت: "شكرا لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وهي تحْذُو حَذْوَ السلف الصالح وتشق جسور الأمل، تلتقط بحس مرهف مواطن الضعف والهشاشة، لتفتح فيها ثغورا من التفاؤل وصنع الممكن والمستحيل".

وأضافت: "إن لقاءنا، اليوم، تتويج لخمسة عشر عاما من الجهود المتواصلة، لدمج ذوي الإعاقات الذهنية المختلفة لتعليمهم، وحث قدراتهم وتحسن مواطن مهاراتهم وصقلها، أينعت ثمارها بتخريج الدفعة الأولى البالغ عددهم 189 خريجا"، مؤكدة أن أعدادا مقدرة منهم نجحت في الاندماج بفعالية.

وأشارت إلى أنه تم توقيع اتفاقيات مع بعض الجهات، أثمرت التحاق 84 من الخريجين بالعمل في قطاعات الدولة المختلفة، منوهة بالسعي إلى إدماج المزيد.

وأوضحت السيدة منيرة المسند "أن تخريج الدفعة الأولى يجيء وقد تمت مراجعات تطويرية أسفرت عن تأسيس المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، التي تتحرى حق كل فرد أن يحيا حياة لائقة، ويجد متسعا رحبا لاكتساب العلم والمعرفة والمهارة والحماية وضمانات العمل والشعور بالأمان، في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغيرها من ظروف جبرية"، مؤكدة أهمية تمهيد سبل التنشئة الصحيحة وتعزيز الحماية الاجتماعية للأمومة والطفولة.

ونوهت بأن "الستة أشهر الماضية شهدت عملا دؤوبا على مستوى المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي ومراكزها المختلفة، لتقييم أعمالها وتوجهاتها الاستراتيجية وأنشطتها، مما يجعلنا أكثر تفاؤلا بأن الخطوات الإصلاحية والتطويرية التي تم الاتفاق عليها ستسهم بشكل كبير في الارتقاء بهذه المراكز والارتقاء بمخرجاتها".

وناشدت السيدة منيرة المسند المسؤولين بالمستوى الحكومي والأهلي للشراكة والتكامل، من أجل إيجاد بيئة داعمة للشرائح الضعيفة في المجتمع، إذ لا مجال للتنافس في خدمة الوطن ومصالح أبنائه، لكن المجال مفتوح للتكامل، وهو المفهوم والثقافة اللذان نرجو أن يسودا لتحقيق التنمية المرتجاة على كل الصعد.

وحيت الخريجين وشكرتهم على تحليهم بالمسؤولية والانضباط، كما قدمت شكرها للقائمين على المركز من صناع القرار، استشاريين واختصاصيين وعاملين، وأولياء الأمور لدعمهم وسندهم لفئات تزداد حاجتهم للرعاية والعناية.

بدوره، قال السيد محمد بدر السادة - المدير التنفيذي لمركز الشفلح - للأشخاص ذوي الإعاقة، إن الاحتفال بتخريج الدفعة الأولى من طلاب المركز "إنجاز عظيم، سعى هؤلاء الطلاب إلى تحقيقه بكل جد ومثابرة، طامحين إلى المعالي مُتَحَدين كل الصعاب والأزمات ومصممين على أن يكونوا مصدر فخر واعتزاز لآبائهم ومعلميهم والوطن أجمع".

وأضاف: "إننا اليوم نشارك أكثر من مائة وثمانين طالبا وطالبة وذويهم فرحتهم بالتخرج، وكلنا فخر واعتزاز على ما أظهروه خلال الأعوام الماضية، من قدرة على الوقوف في وجه التحديات والصعاب، حتى تمكنوا من اجتياز جميع مراحل التأهيل والتعليم، وأصبحوا الآن قادرين على تولي مكانتهم في المجتمع والانخراط في سوق العمل بمؤسساته المختلفة والمشاركة في بناء وطنهم الغالي".

وأكد السادة "أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا الرعاية الكريمة التي توليها دولة قطر لهذه الفئة من أبنائنا، متمثلة في القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، والدعم اللامحدود من رائدة العمل الاجتماعي والإنساني والتعليمي صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي أثبتت على الدوام اهتمامها ورعايتها للفئات الأقل حظا في المجتمع عبر تأسيسها للمراكز الاجتماعية المختلفة في الدولة، مثل مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة".

ولفت النظر إلى أن مركز الشفلح لعب - على مدى الأعوام الماضية - دورا رائدا في توفير الخدمات المتخصصة لذوي الإعاقة الذهنية، بالإضافة إلى مرضى التوحد. مضيفا أن المركز قد سعى - خلال الخمس عشرة سنة الماضية - إلى تقديم خدمات تخصصية تعليمية وتأهيلية وعلاجية ونفسية، تضاهي  الخدمات المقدمة في المراكز الدولية الرائدة في هذا المجال، وتنافسها.

وأوضح السادة أن المركز قام - خلال العامين الماضيين - بالبدء في تطوير منهج متكامل يعد الأول من نوعه في الوطن العربي؛ يعتمد على تحليل السلوك التطبيقي، كذلك تم العمل على اعتماد مركز الشفلح بصفته مركزَ تدريبٍ مستمرٍّ في تحليل السلوك، من قبل مجلس تحليل السلوك الأمريكي، الأمر الذي يعد نقلة نوعية في توفير خدمات تدريبية متخصصة ومعتمدة.

ونوه بأن من أهم ما يسعى إليه المركز وضع آلية لإيجاد أعمال مناسبة لخريجيه، وفق معايير تحدد طبيعة الإعاقة ومجال العمل المناسب لكل طالب، بالإضافة إلى عمل شراكات مع مؤسسات الدولة والشركات الخاصة لاستيعاب الطلبة غير القادرين على الاندماج بشكل آمن في بعض الوظائف، وتوفير بيئات عمل خاصة لهم. 

وأوضح السيد محمد بدر السادة - المدير التنفيذي لمركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة - أن المركز بدأ في وضع تصور لربطه بالمؤسسات والشركات المحلية الكبرى، لتكون دعما له في خدماته، ولتحقيق الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال، مبينا أن هذا التعاون أثمر توظيف 106 من الطلبة في قطاعات الدولة المختلفة الحكومية والخاصة، منهم 72 طالبا خلال العامين الماضيين فقط و25 من الطلبة سيتم تعيينهم خلال هذا العام.

وقال: "إن أحد الأهداف التي سعى المركز لتحقيقها محاولة الوصول لمناطق الدولة المختلفة، بتوفير خدمات المركز الرئيسة فيها، أو ما يعرف بالـ Outreach Program، التي نسعى من خلالها لتغطية المناطق البعيدة عن مركز الشفلح، لتسهيل وصول الطلبة لتلقيهم الخدمات اللازمة".

ونوه السادة بأنه على الصعيد العالمي، بدأ المركز بمراجعة الاتفاقات والمعاهدات مع المؤسسات والمراكز العالمية في مجال الإعاقة، بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة في المؤتمرات العالمية لإبراز دور المركز والتعريف بخدماته المختلفة، وذكر "أن هذا العام سيشهد توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في هذا الصدد، لتحسين رفع مستوى الخدمات المقدمة لأبنائنا الطلبة".

وفي ختام كلمته توجه السادة بالشكر لكل من يقوم على خدمة هؤلاء الطلبة من الأخصائيين والمعلمين والأطباء والمشرفين، وقدم التهنئة للطلاب الخريجين وذويهم، متمنيا لهم التوفيق في حياتهم العملية والاجتماعية، مؤكدا أن المركز سيبقى على تواصل دائم معهم لمتابعة تطورهم على كل الأصعدة.

بدوره تقدم الخريج محمد مبارك الخاطر في كلمة ألقاها، نيابة عن الخريجين، بالشكر إلى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وإلى المدير التنفيذي لمركز الشفلح، ولكل من أسهم في تأهيله وتعليمه وكل من قدم له العون والمساعدة على إبراز قدراته في المجتمع، كما قدم التهنئة إلى زملائه الخريجين وناشدهم استكمال مسيرتهم.

وفي ختام الحفل قامت السيدة منيرة المسند، رئيس مجلس إدارة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، بتوزيع الشهادات على الخريجين.






ج.ا /أ.ع