

القيم الإسلامية المشتركة تدعم التعاون في المجالات الدينية والإنسانية
العلاقات القطرية – الأوزبكية تعيش مرحلة ذهبية من التقارب والتعاون
افتتاح السفارة الأوزبكية في الدوحة أحدث نقلة نوعية في التعاون الثنائي
الزراعة والطاقة المتجددة والسياحة أبرز مجالات الاستثمار المشترك
التعليم والبحث العلمي على رأس أولويات المرحلة المقبلة
إطلاق الرحلات المباشرة بين الدوحة وطشقند عزز السياحة والتبادل التجاري
أكد سعادة السيد أشرف خوجاييف، سفير جمهورية أوزبكستان لدى الدولة، أن العلاقات بين الدوحة وطشقند دخلت مرحلة جديدة من التطور عقب الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين قادة البلدين خلال عام 2023، مشيراً إلى أن هذه الزيارات لم تقتصر على الطابع البروتوكولي، بل أسست لشراكة استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون طويل الأمد.
وأوضح خوجاييف، خلال حوار مع صحيفة «العرب» أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى أوزبكستان في شهري يونيو وديسمبر من العام الماضي، وزيارة الرئيس شوكت ميرضيائيف، رئيس جمهورية أوزبكستان، إلى الدوحة في أكتوبر من العام نفسه، شكلت نقطة تحول بارزة في مسار العلاقات الثنائية، وأسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم والتبادل الثقافي. وأكد أن الإعلان عن نظام الإعفاء من التأشيرات بين البلدين عكس مستوى الثقة المتبادلة والالتزام بتعزيز الروابط بين الشعبين.

وأشار السفير إلى أن افتتاح السفارة الأوزبكية في الدوحة في ديسمبر 2023 أسهم في إحداث نقلة نوعية في حجم التبادل والتعاون بين البلدين، حيث أصبحت السفارة جسرًا مباشرًا لدعم الزيارات وتسهيل الحوار وتوقيع الاتفاقيات المشتركة.
ولفت إلى أن من أبرز الإنجازات التي تلت ذلك الزيارة الرسمية التي قام بها معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى طشقند في أبريل 2024، والتي شهدت توقيع وثيقة أرست أسس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأضاف أن إطلاق الخطوط الجوية القطرية رحلات مباشرة بين الدوحة وطشقند في يونيو 2024 كان خطوة عملية عززت السياحة والتبادل التجاري، ووفرت قناة جديدة للتواصل بين رجال الأعمال، وأسهمت في تنشيط الحركة الاقتصادية.
وأكد خوجاييف أن السفارة الأوزبكية في الدوحة لا تقتصر مهامها على الدور الدبلوماسي التقليدي، بل تعمل على بناء روابط إنسانية وثقافية عميقة من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية، مستشهدًا باستضافة «أسبوع الثقافة الأوزبكية» في الدوحة في فبراير 2024، و«الأيام الثقافية القطرية» في طشقند في أكتوبر من العام نفسه، وهي فعاليات قال إنها لعبت دورًا في تعزيز التفاهم المتبادل.
وشدد سعادة السفير على أن بلاده تضع تعزيز التعاون في مجالي التجارة والاستثمار على رأس أولوياتها، مشيرا إلى أن السوق الأوزبكي، الذي يضم أكثر من 36 مليون نسمة، يمثل فرصة كبيرة للمستثمرين القطريين، خاصة في قطاعات الزراعة والتعدين والسياحة والطاقة المتجددة. ولفت إلى اهتمام متزايد من القطاع الخاص القطري بالاستثمار في أوزبكستان، مع حرص السفارة على تسهيل التواصل المباشر بين رجال الأعمال وإزالة العقبات.

وبيّن أن مجالات الأمن الغذائي والطاقة المتجددة والسياحة تشكل ركائز رئيسية للاستثمارات المشتركة، لافتا إلى امتلاك أوزبكستان موارد زراعية خصبة، فيما تمتلك قطر خبرة في إدارة سلاسل الإمداد الغذائي، إلى جانب الاهتمام المتنامي بالاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. كما أكد أن مواقع التراث العالمي في مدن سمرقند وبخارى وخيوة توفر فرصًا كبيرة لتطوير السياحة، خاصة بعد تسهيل إجراءات التأشيرات. وأشار إلى أن التعاون البرلماني بين مجلس الشورى القطري والبرلمان الأوزبكي يشكل ركيزة أساسية في تعزيز العلاقات، مؤكدًا أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين البرلمانيين في البلدين أسهمت في فتح حوار حول قضايا التعليم وتمكين الشباب والتنمية المستدامة. وذكر في هذا السياق زيارة سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، إلى أوزبكستان في أبريل 2025، وزيارة سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي، نائب رئيس المجلس، إلى طشقند في مايو 2024، إضافة إلى لقاءات أخرى عززت التعاون المؤسسي.
وأكد سعادة السفير أن العلاقات بين أوزبكستان وقطر تشهد مرحلة ذهبية من التقارب والتعاون، لا تقتصر على المصالح السياسية والاقتصادية، بل تشمل أيضا الروابط الإنسانية والثقافية، مشيرا إلى ثقته في أن السنوات المقبلة ستشهد توسعا في مجالات الشراكة الاستراتيجية بما يخدم تطلعات الشعبين.
◆ كيف تقيّمون مستوى العلاقات الدبلوماسية بين قطر وأوزبكستان في ضوء الزيارات رفيعة المستوى الأخيرة بين قادة البلدين؟
¶ من وجهة نظري، دخلت العلاقة بين قطر وأوزبكستان مرحلة جديدة وحيوية. فالزيارات المتبادلة رفيعة المستوى في عام 2023، حيث قام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بزيارة أوزبكستان في يونيو وديسمبر، كما قام رئيس جمهورية أوزبكستان بزيارة دولة قطر في أكتوبر، شكلت نقطة تحول مهمة. لم تكن هذه مجرد فعاليات بروتوكولية، بل جسدت شراكة استراتيجية متنامية قائمة على الاحترام المتبادل ورؤية مشتركة للتعاون طويل الأمد.
الإعفاء من التأشيرات
خلال هذه الزيارات، تم توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية المهمة التي شملت التجارة والاستثمار والتعليم والتبادل الثقافي وغيرها. ومن أبرز النتائج كان الإعلان عن نظام الإعفاء من التأشيرات بين بلدينا، وهو انعكاس واضح لزيادة مستوى الثقة والالتزام بتعزيز الروابط بين الشعبين.
وما يبعث على التفاؤل بشكل خاص أن هذه اللقاءات رفيعة المستوى بدأت بالفعل تؤتي ثمارا ملموسة، فقد شهدنا زيادة ملحوظة في التعاون المؤسسي، بما في ذلك التبادلات الوزارية والبرلمانية، إلى جانب زخم متزايد لترجمة النوايا السياسية الحسنة إلى مبادرات عملية. وأنا شخصيا واثق جدا من أن هذا المسار التصاعدي سيستمر وسيقرب بلدينا أكثر في السنوات المقبلة.
إنجازات ثنائية
◆ ما أبرز الإنجازات في العلاقات الثنائية منذ افتتاح السفارة الأوزبكية في الدوحة؟
¶ منذ أن فتحت السفارة أبوابها في ديسمبر 2023، شهدنا تحولا ملحوظا في حجم وعمق العلاقات بين أوزبكستان وقطر. فقد أصبحت السفارة بسرعة جسرا حيويا بين بلدينا، سواء من خلال تسهيل الزيارات المتبادلة أو تعزيز الحوار لتوقيع اتفاقيات محورية تصوغ مستقبلا مشتركا.
ومن أبرز الإنجازات الزيارة التاريخية التي قام بها معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أوزبكستان في أبريل العام الماضي، والتي شهدت توقيع وثيقة بارزة أرست أسس شراكة استراتيجية بين البلدين.
ومن أهم الإنجازات أيضا إطلاق الخطوط الجوية القطرية رحلات مباشرة بين الدوحة وطشقند في يونيو 2024، وهو ما ساهم بشكل كبير في تعزيز حركة السياحة وتبادل رجال الأعمال.
تعزيز الروابط
◆ كيف تدعم السفارة تعزيز الروابط بين الشعبين القطري والأوزبكي على المستويين السياسي والمجتمعي؟
¶ في السفارة، نرى أنفسنا أكثر من مجرد بعثة دبلوماسية، بل جسر لبناء روابط إنسانية وثقافية عميقة. على الصعيد السياسي، نعمل جاهدين لضمان التواصل المستمر بين مؤسساتنا الحكومية، وذلك من خلال تسهيل الزيارات رفيعة المستوى، ودعم الاتفاقيات المشتركة، وتشجيع الحوار بين البلدين.
أما خارج إطار السياسة، فقد أصبحت الدبلوماسية الثقافية محورا أساسيا. نحن ملتزمون بالتعريف بالثقافة الأوزبكية في قطر من خلال المعارض والعروض السينمائية والموسيقية.
واستضفنا بفخر «أسبوع الثقافة الأوزبكية» في الدوحة في فبراير العام الماضي، تلاه «الأيام الثقافية القطرية» في طشقند في أكتوبر من نفس العام. هذه الفعاليات لعبت دورا مهما في تعزيز التفاهم المتبادل والروابط الإنسانية.
وبالطبع، نحن دائما هنا لدعم الجالية الأوزبكية في قطر، ومساعدتهم على الحفاظ على هويتهم وفي الوقت نفسه الاندماج في المجتمع القطري. في نهاية المطاف، رسالتنا هي بناء الثقة والتفاهم والهدف المشترك على جميع المستويات، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو التعليم أو الثقافة.
أولويات إستراتيجية
◆ ما الأولويات الاستراتيجية لأوزبكستان لتعميق شراكتها مع قطر في السنوات القادمة؟
¶ نحن نتطلع إلى بناء شراكة استراتيجية ديناميكية، مستقبلية، ومتجذرة في المنفعة المتبادلة. وتتمثل أولوياتنا الأساسية في تعزيز التعاون في مجالي التجارة والاستثمار. كما نهدف إلى توسيع التعاون في التعليم والبحث والابتكار، إذ نؤمن أن تبادل المعرفة هو الأساس للنمو طويل الأمد. كما أن أوزبكستان حريصة على التعاون مع قطر في مواجهة التحديات العالمية الكبرى مثل الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ، حيث يمتلك بلدانا خبرات قيمة يمكن تبادلها. ومع استمرار قطر في لعب دور محوري على الساحة الدولية، نرى إمكانات كبيرة لمزيد من التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدبلوماسية متعددة الأطراف. وباختصار، تركيزنا ينصب على بناء شراكة قوية ومستدامة قادرة على الازدهار في عالم سريع التغير.
◆ هناك تنسيق برلماني بين مجلس الشورى في دولة قطر ونظيره في أوزبكستان. كيف ترون أهمية هذا التنسيق في دعم تطلعات الشعبين، وما أبرز القضايا التي يشهدها التعاون بين الجانبين؟
¶ أعتقد أن التعاون البرلماني أداة قوية في الدبلوماسية. فالتعاون المتنامي بين مجلس الشورى القطري و«الأولي مجلس» الأوزبكي يعكس توجها أوسع نحو مشاركة شاملة تتمحور حول الشعوب. هذه التبادلات التشريعية فتحت المجال لحوارات مثمرة حول أولويات مشتركة مثل التعليم، وتمكين الشباب، والتنمية المستدامة، والمشاركة المجتمعية.
وقد شهدنا سلسلة من التفاعلات البرلمانية رفيعة المستوى التي تؤكد قوة هذه الشراكة. ففي أبريل الماضي، قام سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، بزيارة رسمية إلى أوزبكستان، مما عزز الروابط المؤسسية بين مجلسينا التشريعيين. وقبل ذلك، في مايو 2024، زارت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي، نائب رئيس مجلس الشورى، أوزبكستان، وساهمت في تعميق قنوات الحوار والتعاون. كما التقى «الغانم» في 8 فبراير العام الماضي بالدوحة مع الدكتور أكمَل سعيدوف، نائب رئيس الغرفة التشريعية في أوزبكستان ومدير المركز الوطني لحقوق الإنسان، الذي زار قطر للمشاركة في المؤتمر الدولي حول العدالة الغذائية من منظور حقوق الإنسان.
هذه اللقاءات ليست مجرد رمزية، بل تؤسس لتقارب في الأطر التشريعية، وتسهيل التعاون في التجارة والاستثمار والتبادل الثقافي، وتعزيز الفهم المتبادل. وأنا واثق أن التعاون البرلماني سيواصل ازدهاره وسيشكل ركيزة أساسية في رسم مستقبل العلاقات الأوزبكية – القطرية.
العلاقات الاقتصادية
◆ كيف تصفون آفاق التعاون الاقتصادي بين أوزبكستان وقطر في المرحلة الراهنة؟
¶ لقد شهد التعاون الاقتصادي بين بلدينا تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. أوزبكستان، بما تملكه من سوق كبير يتجاوز تعداده 36 مليون نسمة وموقع استراتيجي في قلب آسيا الوسطى، تقدم فرصًا واعدة للمستثمرين القطريين. بالمقابل، تمتلك قطر خبرة متميزة في مجال الطاقة، والتمويل، وتطوير البنى التحتية، ما يجعلها شريكًا مثاليًا لنا.
وقد لاحظنا اهتماما متزايدا من القطاع الخاص القطري بالاستثمار في أوزبكستان، خصوصا في مجالات الزراعة، والتعدين، والسياحة، والطاقة المتجددة. ونحن في السفارة نعمل على إزالة العقبات، وتسهيل التواصل المباشر بين رجال الأعمال، ودعم إقامة شراكات طويلة الأمد.
◆ ما أبرز المشاريع الاستثمارية التي يمكن أن تجمع بين قطر وأوزبكستان؟
¶ هناك ثلاثة مجالات رئيسية يمكن أن تشكل ركيزة للاستثمارات المشتركة منها، أولا: الأمن الغذائي والزراعة فأوزبكستان تملك موارد طبيعية خصبة، فيما تمتلك قطر خبرة متقدمة في إدارة الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد.
ثانيا: الطاقة المتجددة، فبلدنا يستثمر بشكل كبير في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ونرى أن التعاون مع الشركات القطرية يمكن أن يكون مثمرا للغاية.
وثالثا: السياحة فمع وجود مواقع التراث العالمي في سمرقند وبخارى وخيوة، إلى جانب تسهيلات التأشيرة، فإن السياحة مجال واعد، وخصوصا السياحة العائلية والدينية.
◆ كيف تنظرون إلى دور الخطوط الجوية القطرية في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية؟
¶ إطلاق الخطوط القطرية رحلات مباشرة بين الدوحة وطشقند في يونيو 2024 كان بمثابة خطوة استراتيجية مهمة. هذه الرحلات لم تسهل فقط حركة السياح، بل ساهمت أيضا في تعزيز التجارة ونقل الخبرات بين مجتمعَي الأعمال. فالربط الجوي المباشر يختصر المسافات، ويجعل من السهل بناء جسور جديدة من التعاون في مجالات متعددة.
الثقافة والسياحة
◆ كيف ترون إمكانية التعاون في المجال السياحي بين أوزبكستان وقطر؟
¶ نحن نرى أن السياحة يمكن أن تصبح إحدى ركائز التعاون المستقبلي. أوزبكستان تتميز بتراث حضاري عريق يمتد لآلاف السنين، مع مدن أسطورية مثل سمرقند وبخارى وخيوة، والتي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
والتسهيلات الحديثة، بما في ذلك الإعفاء من التأشيرة للقطريين والرحلات المباشرة عبر الخطوط القطرية، تجعل من زيارة أوزبكستان تجربة سهلة وممتعة. ونحن نعمل حاليا على إطلاق برامج سياحية مشتركة تجمع بين قطر وأوزبكستان، مثل السياحة التعليمية، والسياحة الثقافية، والرحلات العائلية.
◆ هل هناك تعاون ثقافي بارز بين البلدين؟
¶ بالتأكيد. فقد نظمنا «أسبوع الثقافة الأوزبكية» في الدوحة في فبراير من العام الماضي، حيث استمتع الجمهور القطري بالعروض الفنية، والموسيقى التقليدية، ومعارض الحرف اليدوية. وفي المقابل، استضافت طشقند «الأيام الثقافية القطرية» في أكتوبر من نفس العام، والتي شهدت عروضًا موسيقية وفنية لاقت ترحيبًا واسعًا.
هذه الفعاليات لا تقتصر على الفن فقط، بل تفتح المجال لتعزيز التفاهم المتبادل بين شعبينا، وتضع أساسا للتعاون في مجالات أوسع مثل التعليم والفنون والإعلام.
البحث العلمي
◆ هل هناك خطط لتعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعات القطرية والأوزبكية؟
¶ نعم، هذا مجال ذو أولوية عالية. نحن نعمل على بناء شراكات بين جامعات أوزبكستان ومؤسسات التعليم العالي في قطر، سواء في برامج التبادل الطلابي أو المشاريع البحثية المشتركة.
أوزبكستان لديها جيل شاب يشكل أكثر من 60% من السكان، ونحن حريصون على تزويدهم بتعليم عالمي المستوى. لذلك، نتطلع إلى الاستفادة من التجربة القطرية الرائدة في التعليم، وخاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة.
قضايا دينية وإنسانية
◆ كيف يمكن أن يتعاون البلدان في المجال الديني والإنساني؟
¶ كلا البلدين يشتركان في قيم إسلامية راسخة تعزز التسامح والتفاهم. نحن نرى إمكانات كبيرة للتعاون بين المؤسسات الدينية، مثل تبادل الخبرات في مجالات التعليم الشرعي، والحوار بين الأديان، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة.
كما أن قطر تلعب دورا مهما على الساحة الإنسانية العالمية، وأوزبكستان تثمّن هذا الدور، ونتطلع إلى العمل المشترك في دعم المبادرات الإنسانية والإغاثية.
الدبلوماسية الثقافية
◆ كيف يمكن للدبلوماسية الثقافية أن تُسهم في التقريب بين الشعبين؟
-أؤمن إيمانا راسخا بأن الدبلوماسية الثقافية من أقوى أشكال التواصل لدينا. قد تُقرّب السياسة الحكومات، لكن الثقافة تُقرّب الشعوب، وغالبًا ما تكون هذه الروابط أعمق وأطول أمدًا. من خلال الموسيقى والفن والمأكولات والتقاليد والقصص المشتركة، نتواصل على المستوى الإنساني.
◆ ما الرسالة التي تودون إيصالها إلى الشعب القطري حول أوزبكستان وإمكانات التعاون المستقبلي؟
¶ إلى إخواننا وأخواتنا في قطر، أود أن أقول: أوزبكستان أرض يلتقي فيها الماضي بالمستقبل بطرق استثنائية. نحن فخورون بمدننا العريقة مثل سمرقند وبخارى وخيوة، وهي أماكن شكلت تاريخ طريق الحرير والحضارة الإسلامية. لكننا نركز بنفس القدر على الغد. بقيادة الرئيس شوكت ميرضيائيف، تمضي أوزبكستان قدمًا بنشاط وطموح. نحن نُصلح اقتصادنا، ونُمكّن شبابنا، ونرحب بالابتكار، ونفتح أبوابنا للعالم.
نريد أن تكون قطر جزءًا من هذه الرحلة، ليس فقط كزائر أو مستثمر، بل كشريك حقيقي. سواء انجذبتم إلى تراثنا، أو إمكانات أعمالنا، أو كرم ضيافة شعبنا، ستجدون في أوزبكستان ما يُثير اهتمامكم. الأساس قائم بالفعل؛ والآن هو الوقت المناسب لتعميقه. أدعوكم بحرارة لاستكشاف أوزبكستان، والتعرف على شعبها، واكتشاف الإمكانات الهائلة التي تنتظر بلدينا. معًا، يمكننا تحويل علاقة قوية إلى إرث دائم.