"أبي لا تمت يا أبي" هذه آخر كلمات نطق بها الطفل إيلان الكردي قبل أن تغمره المياه ويلفظ آخر أنفاسه عندما كان والده يحاول المستحيل لإنقاذه.

قالت تيما الكردي شقيقة عبد الله -التي تعيش في كندا- إن شقيقها حاول بكل ما يملك أن يساعد زوجته وطفليه إيلان وغالب على التنفس لأطول فترة ممكنة بعد أن انقلب مركبهم ببحر إيجه في الساعات الأولى من ذلك الصباح.

وأضافت "عندما انقلب المركب، وبدأت الأمواج تدفعهم إلى الأسفل، كان يقبض على الطفلين بيديه".

وتابعت "أبلغني شقيقي أنه حاول بكل قوته دفعهما إلى أعلى ليتنفسا وكانا يصرخان، بابا لا تمت".

ودفع البحر جثمان إيلان ذي الثلاث سنوات إلى الشاطئ بتركيا، البلد الذي غادروه قبل ساعات بعد أن دفعوا للمهربين الأموال لإيصالهم لجزيرة كوس اليونانية.

وألقت الآنسة الكردي -والحزن يطغى عليها- اللائمة على نفسها في موت زوجة شقيقها وطفليه قائلة "لأن شقيقي لم يكن لديه مال ليدفع للمهربين.. أرسلت له.. لو لم أفعل ذلك، لما ماتوا".

كان إيلان وشقيقه غالب وأمه ريحانه بين اثني عشر شخصا ابتلعهم البحر ذاك الفجر.

وقال عبدالله الكردي لأقربائه إنه لم يكن يرغب في مغادرة سوريا أبدا.

وقال أحد أعمام عبد الله وهو سليمان الكردي وعيناه تغالب سيل الدموع "أراد أن يذهب إلى أوروبا فقط من أجل ابنيه.. وقد ماتا الآن، فهو لا يريد غير البقاء بكوباني ليعيش قريبا من قبريهما".

وأشعلت صور إيلان غضبا عارما على موت آلاف اللاجئين على نطاق العالم بعد أن تقطعت بهم السبل وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا. 

وانطلقت ملايين النداءات تحث الحكومات الأوروبية لزيادة جهودها وتوفير مساكن لهؤلاء اللاجئين.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده ستستقبل "آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين" وذلك استجابة لموجة الغضب العالمية.

س.ص/م.ب