عودة الأزمة المرورية إلى الواجهة بالتزامن مع انتهاء العطلة الصيفية

alarab
تحقيقات 07 سبتمبر 2011 , 12:00ص
الدوحة - كارلا سليمان
تعود الحياة بكامل تفاصيلها وروتينها السابق وازدحامها المتزايد مع انقضاء العطلة الصيفية وشهر رمضان وعيد الفطر المبارك على التوالي، ويستأنف الجميع أعمالهم ونشاطاتهم المعتادة بعد توقف مؤقت، كما تتسارع وتيرة الاستعدادات المدرسية مع اقتراب الموسم الدراسي الجديد، فتزدحم الشوارع بعد هدوء نسبي دام لعدة أشهر لم يعكر صفوه سوى ازدحام أوقات الذروة وأزمة ليلة العيد وأول أيامه. ويزداد الازدحام بشكل عام مع عودة الموظفين إلى أشغالهم واقتراب موسم المدارس وما يرافقه من استعدادات، أما ما يضاعف أزمة المواصلات فهو التحويلات الطرقية والحفريات المنتشرة حول الدوارات وضيق بعض الشوارع والمنافذ، فالازدحام مظهر طبيعي يترافق مع بدء العد التنازلي لافتتاح المدارس وانتهاء الإجازة الصيفية وعودة المسافرين من الدول المجاورة، حسب أحمد السعيد، ولكن تحول الازدحام إلى مشكلة متكررة وأزمة مزمنة هو ما يتوجب معالجته عن طريق حلول عملية سريعة وفعالة لتنظيم حركة المرور وقطاع النقل بصفة عامة في دولة قطر، وفقا للسعيد. يطول الحديث -وقد لا ينتهي- حول أزمة المرور والمواصلات ومعاناة مستخدمي النقل الجماعي بشكل خاص, إذ تشهد معظم محطات النقل اكتظاظا غير عادي في معظم الأوقات، كما لا تشمل المحطات جميع المناطق المطلوبة من قبل المتنقلين، يقول علي إبراهيم الذي يصف مشهد المعاناة اليومية في الطرقات المزدحمة: طوابير انتظار طويلة، مناوشات وشجارات بين أصحاب المركبات الممتدة حتى ما لا نهاية، وأصوات «أبواق» السيارات المؤذية والموترة للأعصاب. فترة صباحية ومسائية تعود الطرقات للنشاط من جديد بعدما ركنت إلى الراحة خلال فترة العطلة الصيفية، والكلام لمبارك المنصوري الذي يتابع: عاد الاختناق إلى حركة المرور في الطرقات الرئيسية من جديد، وذلك بعد هدوء لازمها طيلة أشهر الصيف سواء خلال العطلة السنوية أو خلال شهر رمضان المبارك، ما فتح المجال أمام المواطن للتنقل براحة وحرية خلال الأشهر السابقة، لكن مع انتهاء فترة الصيف يعود الازدحام لسابق عهده مشكلا أكبر هاجس للجميع في تنقلاتهم اليومية الضرورية، وتشتد أزمة المرور في الفترة الصباحية والمسائية على مسافات طويلة -أي في مواعيد التحاق الموظفين بأعمالهم التي تتزامن مع دخول الطلاب لمدارسهم وأوقات انتهاء الدوام اليومي- ليشتد الازدحام عشية العطلة الأسبوعية حول المراكز التجارية والأسواق والحدائق العامة ويتراجع بشكل ملحوظ صبيحة العطلة الأسبوعية، حسب تعبير المنصوري، كما لا يقتصر الازدحام على مركز الدوحة والكورنيش فحسب, بل يشمل العديد من النقاط والمراكز الحيوية. مواعيد محددة ولا يرى مبارك نهاية لأزمة المرور في البلاد إلا من خلال تسريع عملية إنشاء مترو الدوحة وافتتاح محطاته لمباشرة العمل قريبا، على ما يبدو فإن العاصمة لن تتخلص من مشكلة الاختناق عبر طرقاتها إلا بعد الانتهاء من الأشغال الجارية حاليا على قدم وساق على مستوى مشروع مترو الدوحة, الذي ننتظره بفارغ الصبر للتنقل بحرية, حيث يقدم المترو وصولا سريعا في المواعيد المحددة نظرا لالتزامه بجدول مواعيد منظمة تتضمن مواقيت الانطلاق والوصول بدقة. بديل عصري وتشكل شبكة المترو وسيلة آمنة وسريعة وبديلا ملائما لطلاب المدارس والجامعات والعمال والموظفين، حيث تخفف الضغط على الشوارع المزدحمة بالسيارات، خاصة في حال التركيز على توفير محطات المترو في جميع الأماكن الحيوية كالجامعات والمدارس والمجمعات التجارية والحدائق العامة والأندية، والأسواق والفنادق والمنتجعات والكورنيش, خاصة منطقة الأبراج. وتترقب دولة قطر افتتاح ثلاثة مشاريع مترو عملاقة خلال السنوات القادمة، أولها مشروع سكك الحديد القطرية والذي يتضمن المترو وقطارات المسافات الطويلة وخطوط الشحن، ومشروع الناقل الآلي من منطقة الخليج الغربي، إضافة إلى مشروع قطار النقل الخفيف في مدينة لوسيل والمدينة التعليمية بتكلفة تقديرية تصل إلى حوالي 35 مليار دولار أميركي. مترو الدوحة كما سيتم دمج أنظمة شبكات السكك الحديدية المختلفة في قطر في شبكة موحدة بدءاً من شبكة مترو الدوحة، وشبكة السكك الحديدية لنقل الركاب من مدينة لوسيل، ومنطقة الخليج الغربي وإلى أماكن أخرى كمطار الدوحة الدولي وراس لفان، إضافة إلى تمديد هذه الشبكة لتصل دولة قطر بالدول المجاورة، كالمملكة العربية السعودية والجسر الرابط بين الدوحة ودولة البحرين، وسيتمتع تصميم هذه الشبكة بأسلوب عصري ليناسب جميع فئات المجتمع المدني من رجال أعمال وسياح ومسافرين عاديين، جامعا بين وسائل الراحة الحديثة وتسهيلات وعناصر مبتكرة في التصميم، وذلك كنتيجة للتطور الكبير الذي يشهده الاقتصاد القطري بشكل عام، والذي يترافق مع ارتفاع عدد السكان، بالإضافة إلى حجم المشاريع الضخمة المتوقع تنفيذها عقب الفوز بتنظيم كأس العالم لكرة القدم في عام 2022.