إنجلترا تطمح إلى إنهاء قصة الدنمارك

alarab
رياضة 07 يوليو 2021 , 12:50ص
الدوحة - العرب

رفعت إنجلترا مستوى التوقعات وتحشد جماهيرها اليوم على ملعب ويمبلي في محاولة لإيقاف القصّة الجميلة-الصادمة للدنمارك، في نصف نهائي بطولة أمم أوروبا. وسيحظى منتخب «الأسود الثلاثة» بحصة الأسد من الجماهير المسموح بدخولها إلى ملعب ويمبلي في لندن والبالغة 60 ألفا من أصل 90 ألف متفرج، بسبب بروتوكول فيروس كورونا، إذ أشارت الصحف الدنماركية إلى حصول جاليتها على حصة 8 آلاف متفرج. خاض المنتخب الإنجليزي بطولة مثالية حتى الآن، ففاز أربع مرات وتعادل مرة دون أن تهتز شباك الحارس جوردان بيكفورد، ليصبح أول منتخب يحافظ على نظافة شباكه في أول خمس مباريات من البطولة القارية. ويحلم الإنجليز ببلوغ نهائي أول بطولة كبرى منذ مونديال 1966 على أرضهم وفي ويمبلي أيضاً، عندما توجوا باللقب على حساب ألمانيا الغربية بعد التمديد. لكن آخر نصف نهائي خاضه الانجليز في مونديال روسيا 2018 لم يكن وردياً، فقد سقطت تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت أمام المفاجأة الكرواتية، ثم اكتفت بمركز رابع أمام بلجيكا.
وعوّلت إنجلترا في بداية البطولة على نجاعة رحيم سترلينغ الذي عوّض صيام هاري كاين، قبل أن ينجح هداف المونديال الأخير في استعادة مستوياته في الأدوار الإقصائية. واستهلت إنجلترا التي لم تتوج في تاريخها باللقب القاري، مشوارها بفوز على كرواتيا بهدف، ثم تعادل سلبي مع جارتها اسكتلندا، قبل تخطي تشيكيا بهدف سترلينغ.
وكانت أبرز مواجهاتها في ثمن النهائي أمام غريمتها التاريخية ألمانيا، فتخطتها بهدفين متأخرين لسترلينغ وكاين، قبل أن تلتهم أوكرانيا برباعية في ربع النهائي، حصد كاين ثنائية منها إلى هدفين لماغواير وجوردان هندرسون.
أما الدنمارك، فقد خاضت بطولة رائعة بعد الحادثة الصادمة في مباراتها الافتتاحية التي خسرتها ضد فنلندا، عندما توقف قلب نجمها كريستيان إريكسن عن الخفقان، قبل إنقاذه وابتعاده عن المنافسات من أجل تعافيه. وبعد دراما الافتتاح والرعب الذي تسبب به الأزمة القلبية لإريكسن، بطل إيطاليا مع نادي إنتر، لملمت الدنمارك جراح خسارتها مع فنلندا بهدف ثم سقوطها أمام بلجيكا القوية 1-2، بفوز كبير على روسيا 4-1، منحها وصافة «محظوظة» لمجموعتها بثلاث نقاط. لكن بدءاً من ثمن النهائي، كشرت عن أنيابها، واكتسحت ويلز برباعية، مع ظهور مهاجمها البديل كاسبر دولبرغ على الساحة التهديفية بثنائية، ثم تخطت تشيكيا 2-1 في ربع النهائي. وكانت الدنمارك أحرزت لقب 1992 في ظروف غريبة أيضاً، عندما دُعيت في اللحظات الأخيرة لتعويض غياب يوغوسلافيا لأسباب سياسية.
وبحال تخطيه الدنمارك، يقف المنتخب الإنجليزي أمام مهمة بالغة الصعوبة في النهائي لملاقاة الفائز بين إيطاليا وإسبانيا. وكان المنتخب الأحمر والأبيض عاد بنقاط الفوز من ويمبلي، بفوزه على الانجليز 1-صفر من ركلة جزاء لإريكسن، ضمن دوري الأمم الأوروبية.
نجح بديله ميكيل دامساغارد في خطف الأضواء، ويتألق معه دولبرغ، الظهير يواكيم مايهلي، المدافع الصلب كريستسن، لاعب الوسط بيار-إميل هويبييرغ، بالاضافة إلى حارس المرمى كاسبر شمايكل. ويعول الدنماركيون على تشجيع جاليتهم البالغة 30 ألفا في بريطانيا. وفرض حظر على قدوم الجماهير من الخارج، إذ يتعين عليهم الدخول في حجر صحي بين خمسة وعشرة أيام، بسبب تفشي متحوّر دلتا من فيروس كورونا. والتقى المنتخبان 23 مرة في مختلف المسابقات، ففازت إنجلترا 13 مرة مقابل 5 للدنمارك و5 تعادلات.

ساوثغيت: مستعدون للتحدي

قال ساوثغيت مدرب منتخب إنجلترا: «لقد تغلبنا على لعنات وحواجز نفسية كثيرة، وأشعر بأن المجموعة مستعدة للتحدي التالي». أما مهاجم توتنهام كاين، فرأى «الدنمارك منتخب رائع. واجهناهم مرتين في دوري الأمم العام الماضي، ولم نحقق أي فوز، يجب أن نركز على أنفسنا، هذا نصف النهائي على ملعبنا، وسنستفيد من كل الإيجابيات حولنا».
لكن رجال المدرب ساوثغيت، يظهرون تصميماً كبيراً لنسيان خيبات الماضي، على غرار نسخة 1968 عندما حلت إنجلترا ثالثة، و1996 عندما خرجت على أرضها أمام ألمانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي.

هيولماند: سنبقى متواضعين

حاول مدرب الدنمارك كاسبر هيولماند إبقاء أقدام لاعبيه على الارض قائلا «لا ننسى أبدا من اين أتينا. سنبقى متواضعين، وهذا لا يحرج اللاعبين».
وأضاف هيولماند الذي يقتدي بفلسفة الهولندي الطائر الراحل يوهان كرويف ويذكره في معظم مؤتمراته الصحفية «نريد أن نهاجم، اعتقد أن إيطاليا وحدها هاجمت أكثر منا في كأس أوروبا». ويشرح المدرب هيولماند طريقة لعب منتخب بلاده قائلاً: «يرتكز أسلوبنا على القوة، نستخدم لاعبينا كثيرا، نغيّر الفريق كثيرا، نستفيد من التبديلات الخمس لنحافظ على نسق القوة المرتفع».

جماهير الدنمارك تغيب عن مباراة «الأسود الثلاثة»

تواجه الجماهير الدنماركية صعوبات كبيرة في دخول الأراضي البريطانية بسبب القيود، التي تفرضها البلاد هناك نتيجة تداعيات فيروس كورونا المستجد على القادمين من الخارج، وذلك قبل مباراتهم التاريخية أمام منتخب إنجلترا «الملقب بالأسود الثلاثة» مساء اليوم ضمن منافسات دور نصف النهائي من بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020». ووفقاً للقيود المفروضة فإن الدنماركيين الذين يدخلون الأراضي الإنجليزية يتعين عليهم الخضوع لحجر صحي لمدة 10 أيام، ويمكن أن تتقلص المدة إلى خمسة أيام إذا جاءت نتيجة الفحوص سلبية، لكن نظراً لإقامة المباراة اليوم لن يسمح الوقت لهم بالخروج من العزل في الموعد المناسب. ووفقاً لبيان صادر عن الاتحاد الدنماركي قال فيه «نحن في غاية الحزن ومن الصعب تفهم ذلك وحاولنا فعل كل شيء لإيجاد حل وكانت الجماهير حجر أساس في نجاح الدنمارك ببطولة أوروبا». وبيعت نحو 4800 تذكرة بالفعل للدنماركيين في بريطانيا، كما أعلن الاتحاد الدنماركي يوم الإثنين الماضي، مضيفاً إنه سيرسل ألف قميص وأدوات تشجيع أخرى باللونين الأحمر والأبيض إلى لندن.

ماغويرا: الجماهير تثق بنا

قال قائد مانشستر يونايتد هاري ماغواير «ربما سنكون ضد الدنمارك أكثر ثقة من مواجهة كرواتيا».
وأضاف قلب الدفاع «آنذاك كنا قد غبنا طويلا عن المباريات نصف النهائية، ولم تكن الثقة موجودة. أنا متأكد من أن الجماهير تثق بنا أكثر الآن».
أما مهاجم توتنهام كاين، فرأى «الدنمارك منتخب رائع. واجهناهم مرتين في دوري الأمم العام الماضي، ولم نحقق أي فوز. يجب أن نركز على أنفسنا، هذا نصف النهائي على ملعبنا، وسنستفيد من كل الإيجابيات حولنا».