أجمع مثقفون وأكاديميون على أهمية معرض الدوحة الدولي للكتاب في تعزيز الوعي المجتمعي بقيمة المعرفة، ودوره الحيوي في دعم الحركة الثقافية والفكرية، مشيدين بشعار المعرض في دورته الـ 34 “من النقش إلى الكتابة” والتي تنطلق غدا الخميس في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات. واعتبروا في فيديوهات نشرتها وزارة الثقافة على منصاتها الرقيمة تباعا أن شعار المعرض هذا العام يعد تعبيرًا عميقًا عن رحلة الإنسان الحضارية في تدوين المعارف وتناقلها.
وقال الدكتور حسن النعمة، الدبلوماسي والشاعر المعروف، إن معرض الدوحة “مساحة لتعزيز قيم المعرفة، وملتقى للأدباء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم”، مشيرًا إلى أن الفعاليات الثقافية المتنوعة تسهم في “تثقيف المجتمعات ودفعها نحو التطور وتحقيق تطلعاتها”.
وأكّد علي الفياض الخالدي الباحث في التراث أن المعرض “يجمع القرّاء والأدباء في أجواء ثقافية مميزة”، معتبرًا أن شعار المعرض “من النقش إلى الكتابة” يُجسد بذكاء المراحل الأولى لتطور أدوات نقل المعرفة، “من العلامات الأولى على الصخور إلى الكتابة كنظام متكامل للتوثيق والتعبير”. أما الإعلامي والناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد، فرأى أن المعرض يُشكل “عرسًا ثقافيًا حقيقيًا”، نظرًا لما يتيحه من تواصل مباشر بين المرسل والمتلقي، عبر تواجد الأدباء والمفكرين وتنوع المحاضرات الثقافية التي تُثري الساحة الفكرية في قطر والمنطقة. وأوضحت الشاعرة والأكاديمية الدكتورة زكية مال الله العيسى أن الشعار المختار يعبر عن “التطور الحضاري الذي شهدته الإنسانية في الانتقال من مرحلة النقش إلى الكتابة”، معتبرة أن هذه المرحلة شكلت قفزة نوعية في مسيرة التعبير عن الذات وتوثيق المواهب والخبرات.
وأكد الدكتور يوسف عاشير، الأستاذ بجامعة قطر أن الكتاب ما يزال هو “الصديق الآمن لإكساب أبنائنا المعرفة”، مشيرًا إلى أن معرض الدوحة يُعد من “أهم العوامل التي تساعد على تقوية ارتباط الأجيال الجديدة بالقراءة”.
ورأى مدرب التنمية البشرية خالد أبو موزة أن الشعار “يعبّر عن انطلاقة الحضارة الإنسانية التي بدأت حين نقش الإنسان أولى حروفه، ليحفظ معرفته وينقلها عبر الأجيال”، معتبرًا أن المعرض لا يقدم فقط الكتب بل يُعيد إحياء قصة الإنسان مع التعلُّم والتوثيق.
ولفتت أمل عبد الملك الكاتبة والإعلامية إلى أن المعرض “يعزز التبادل الثقافي على مستوى إقليمي وعالمي”، موضحة أن شعار هذه الدورة “يعكس عمق المعرفة وأهمية الكتابة التي بدأت من النقش على الحجر، لترتقي بالإنسان نحو الوعي والإبداع”.