أكدت وزارة «البلدية» ضرورة الإبلاغ عن أي حالات طارئة نتيجة الموجة الغبارية على البلاد، وأوضحت الوزارة في منشور على حسابها الرسمي بمنصة « إكس « أن الإبلاغ يشمل تراكم الأتربة وسقوط الأشجار أو أي أضرار أخرى تهدد السلامة العامة أو تعيق حركة السير، وأشارت إلى أنه يمكن التبليغ من خلال خدمة « بلّغ» بتطبيق «عون» أو التواصل مع مركز الاتصال الموحد «184».

في سياق متصل، قال السيد عبدالله الحداد، كبير المتنبئين الجويين بإدارة الأرصاد الجوية، إن البلاد تتأثر حالياً بكتلة غبارية قادمة من شمال شبه الجزيرة العربية، وقد تحركت أجزاء منها لتؤثر على الدولة، حيث تسببت في إثارة الغبار، لا سيما على طريق أبو سمرة بسبب كثافة الرمال في تلك المنطقة.
 وأضاف الحداد في تصريحات لـ «العرب» أن الرياح القوية التي تشهدها البلاد هذه الأيام كانت متوقعة، وقد بلغت سرعتها في بعض المناطق 42 عقدة، أي ما يعادل نحو 80 كيلومتراً في الساعة، ما أسهم في إثارة الغبار وتدني مدى الرؤية الأفقية.
انخفاض تدريجي
وأوضح أن الرياح الشمالية الغربية القوية مستمرة حتى نهاية اليوم، ومن المتوقع أن تنخفض سرعتها تدريجياً بدءاً من يوم غد الخميس، على أن يكون الانخفاض الأكبر في سرعتها يوم الجمعة، حيث تتحول إلى رياح خفيفة إلى معتدلة السرعة مع نشاط مؤقت أحياناً. وفيما يتعلق بفرص هطول الأمطار، بيّن الحداد أن الفرص ضعيفة جداً حالياً رغم أننا في فترة «السرايات»، ومن المحتمل أن تنتهي هذه الفترة دون تسجيل أمطار تذكر.
ونوه الحداد إلى قرب دخول البلاد في فترة «البوارح» منتصف الشهر الجاري، وهي الفترة التي تتميز بهبوب رياح شمالية غربية نشطة، تؤثر بشكل رئيسي على المناطق الشمالية الغربية من الخليج العربي.

رياح الأربعين
ونوه بأن هذه الرياح تُعرف علمياً بـ»رياح الأربعين يوم الشمالية»، وتمتد من أواخر مايو حتى منتصف يوليو. وتبلغ أقصى سرعة لها خلال ساعات النهار، خاصة في وقت الظهيرة، وتضعف في الليل، وتتكرر على شكل موجات تتراوح مدتها ما بين 48 إلى 144 ساعة، وقد رُصدت أطول موجة منها في عام 1986.وتصاحب هذه الرياح موجات غبار قد تتطور أحياناً إلى عواصف ترابية، ما يؤدي إلى تدني الرؤية الأفقية وانخفاض نسبة الرطوبة، بينما تتراوح درجات الحرارة العظمى بين 40 إلى 46 درجة مئوية. كما تؤدي إلى ارتفاع كبير في أمواج البحر. وأكد الحداد إن إدارة الأرصاد الجوية تنسق بشكل مستمر مع الجهات الرسمية ذات العلاقة مثل خفر السواحل ووزارة البلدية وغيرها، لتقديم التنبيهات اللازمة ومتابعة التطورات الجوية أولاً بأول.

نصائح
من جهتها نصحت إدارة الأرصاد الجوية الجمهور الكريم بعدم التعرض المباشر للغبار، والحرص على غسل الوجه والانف والفم بشكل مستمر وارتداء القناع الواقي « الكمام « طيلة فترة الغبار لتفادي دخول الاتربة إلى الجهاز التنفسي، ونوهت الإدارة بانه عند دخول الغبار إلى الأعين يجب تجنب فركها وغسلها بالماء، وأشارت الإدارة إلى تدني مدى الرؤية الافقية إلى ما دون 2 كيلو متر.   وتعد فترة هبوب الرياح « البوارح « من أبرز سمات المناخ الصيفي في مناطق الخليج العربي التي تساهم في إنضاج بواكير ثمار الرطب، حيث تساهم وبشكل مباشر في نضج الرطب وإعطائه جودة عالية ولوناً أصفر يميل إلى الذهبي، وكبر حجم الثمرة، وهذه معايير جودة ثمرة الرطب، وهذه الرياح ناتجة عن التقلبات الجوية الصيفية المعروفة في منطقة الخليج منذ القدم.  ويحرص المزارعون خلال هذه الفترة على تغطية محصول بواكير الرطب بألياف وأكياس مسامية لمنع وصول الغبار للثمار للحفاظ على جودتها من الأتربة وذرات الغبار المتطايرة في الأجواء. وبيّن أن موسم البوارح يشهد انخفاضاً حاداً في الرطوبة النسبية، وخلو السماء تماماً من السحب، وتكون رياحه قوية، ودرجة الحرارة العظمى تصل إلى 45 درجة مئوية، وهي فترة يتغير فيها السعف السفلي للنخلة تدريجياً وبربط العذوق في السعف.