المساجد القديمة تعاني الزحام والجديدة ضيقة.. والمصلون يفترشون الطرقات

alarab
تحقيقات 07 مايو 2017 , 01:49ص
عصام الشيخ
طالب عدد من المواطنين والمختصين، الجهات المختصة بعمل حصر للمساجد التي تعاني من زيادة أعداد المصلين بها، وما يصاحب ذلك من زحام أثناء الصلاة، ووضع خطة لتوسعة العديد من مساجد الدولة خاصة المساجد القديمة. ولفتوا إلى أن العديد من المساجد تشهد زحاماً كبيراً، خاصة خلال صلاة الجمعة، وتوقعوا استمرار هذا الزحام خلال شهر رمضان الفضيل، الأمر الذي سيكون له تأثيره السلبي في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة.

كما طالبوا، بالعمل مستقبلاً على توسعة المساجد الجديدة قدر المستطاع، حتى تستطيع استيعاب المصلين، نظراً لأن عدداً كبيراً من المساجد التي تم بناؤها صغيرة المساحة، ويوجد حولها مساحات شاسعة تمتلئ بالمصلين في صلاة الجمعة، متسائلين لماذا لا تضم هذه المساحات الشاسعة للمسجد لتوسعته؟

اليحيى: من الضروري حصر المساجد التي تحتاج للتوسعة

قال الشيخ إبراهيم اليحيى إمام مسجد إنه مما يثلج الصدر مشاهدة المساجد وهي مليئة بالمصلين، وهو أمر مفرح ويسعدنا جميعاً، والدولة وفقها الله لا تألو جهداً في سبيل الاهتمام والعناية ببيوت الله، فأنشأت آلاف المساجد في أنحاء قطر، وتحظى هذه المساجد بمتابعة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ما جعلها تقوم بدورها على أكمل وجه.
وتابع: أما بالنسبة إلى زيادة أعداد المصلين في المساجد، فإن هذا الأمر ملاحظ، وهناك مساجد كبيرة موجودة في معظم هذه الأحياء، لكن الزيادة تتطلب بعض الاهتمام من أئمة المساجد، والرفع للجهات المختصة التي لن تدخر وسعاً في معالجة هذا الوضع، الذي -كما ذكرت في بداية حديثي- يفرحنا في ظل القيادة الحكيمة لهذه البلاد المباركة، باعتبارها راعية العمل الإسلامي وداعمة للمسلمين في كل أنحاء العالم، نسأل الله لهم مزيداً من التوفيق، وأن يكون ذلك في ميزان حسناتهم.
وتابع، هناك تزايد في إسلام بعض الجاليات، ودخولها في حضانة الإسلام، وهذا التزايد دون شك كان بسبب زيادة أعداد بعض الجاليات عن السابق، ولذلك نجد مع هذه الصحوة الطيبة إقبالاً كبيراً من الناس على المساجد، خاصة جيل الشباب، وهذه بشرى طيبة، وبالنسبة إلى وضع المساجد فأرى أن يتم تشكيل لجان من الجهات المختصة، لحصر المساجد التي في حاجة إلى التوسعة، وسبل توسعتها، حتى تستطيع استيعاب المصلين، وأتمنى أن يكون في المستقبل مراعاة هذا الجانب، بأن توضع مساحات كبيرة للمساجد في المخططات الجديدة.

فهد حسين: يجب مراعاة زيادة أعداد المصلين في المستقبل

قال فهد حسين كيف يمكن معالجة ازدحام المصلين في الأحياء المكتظة بالسكان، خاصة في ظل وجود عديد من أفراد الجاليات المسلمة في بلادنا الذين يوجدون في بعض الأحياء المكتظة بالسكان، حيث تواجه هذه الأحياء ازدحاماً كبيراً في أثناء الصلوات المفروضة، فضلاً عن زيادتها في يوم الجمعة من كل أسبوع، حيث يصلي الناس في الشوارع المحيطة بالمساجد، خاصة أن بعض المساجد صغيرة، والجوامع لا يوجد إلا القليل منها في هذه الأحياء، ومنظر المصلين وهم وسط هذه الشوارع وبين السيارات يؤلم، خاصة في فصل الصيف مع حرارة الشمس.
وشدد على أهمية التخطيط المستقبلي للمساجد وتوسعتها، حتى لا تكون هناك مشكلات عند زيادة أعداد المصلين، وقال: إن بعض الأحياء الشعبية هي التي يحدث بها هذا التزايد، نظراً لحرص بعض الجاليات على الإقامة بها، والحرص على أن يكون موجوداً فيها، ولهذا نجد التزاحم فيها كبيراً سواء في المسكن أو في المسجد، لكن من الضروري التنبه لهذا التزايد، خصوصاً أن هناك بعض فصول السنة كالصيف التي يصبح على المصلين صعوبة في الصلاة تحت حرارة الشمس، وبإمكان أئمة المساجد أن يطالبوا بتوسعة مساجدهم، والوزارة بدورها ستبحث عن من يقوم بتوسعتها أو إعادة بنائها، مع استغلال المساحات الشاسعة الموجودة حول المساجد الصغيرة وضمها إلى المسجد وتوسعته.
وأكد أن هناك مساجد، ولله الحمد، كبيرة، لكن العدد كبير من جميع الجاليات، ولذلك فإن الناس يلتقون في هذا اليوم المبارك الذي هو يوم الجمعة، ويصبح العدد كبيراً مما يضطر كثيراً منهم لافتراش الشوارع والمساحات خارج المسجد، وهو مشهد مؤلم خاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة .

رمضان: المساجد ببعض المناطق تحتاج إلى الاعتناء

أشار طارق رمضان من الجالية المصرية إلى أن المساجد في الأحياء القديمة في حاجة ماسة إلى الاعتناء بها، خاصة أنها أصبحت غير قادرة على احتواء كل المصلين، ما يجعل هناك وجوداً لهم خارج المسجد وفي الشوارع المحيطة به، حتى يستطيعوا أداء صلواتهم، خاصة صلاة الجمعة التي يحضر الجميع لأدائها، والأحياء القديمة يوجد بها جميع الجنسيات الذين يعيشون فيها وتأقلموا فيها، ونجد فيها تواصلاً بين الناس وزيارات متبادلة، نسأل الله أن يتقبل من الجميع.
وقال إن العناية بالمساجد وتوسعتها أمر مهم، فعندما تمتاز بالسعة والنظافة والتهوية الجيدة يُؤدِّي المصلِّي فيها الصلاة من غير تضايق أو تضجر، ومِنْ أهمِّ الأشياء في المسجد أن يكون فسيحاً واسعاً حتى يتسع للمصلين، فيصلون داخله وهم في راحة واطمئنان.
واستنكر وجود كثير من المساجد الضيقة التي يزدحم فيها المصلون لضيقها، ويصلون أحياناً في خارج المسجد بين حر الشمس وغيرها من الأمور التي تؤدي إلى تضايق المصلين.
وأكد أن توسعة المساجد حسب الحاجة من الأمور المهمة، فيجب على الجهات المعنية، العمل على توسعة المساجد، لتتسع لعدد كبير من المصلين، ولكن أصبح الآن كلما ضاق بهم مسجد من المساجد افترشوا المساحات الواسعة الموجودة حول المسجد، وقد يكون المسجد الجديد صغيراً، وما يلبث إلا أياماً حتى يزدحم فيه المصلون .
وتوسعةُ المسجدِ يُمكن أنْ تتمَّ -إذا كان المكانُ ضيِّقاً- برفعِهِ إلى الطَّابقِ الثاني، فيصلى فيه بعد أن يمتلئ المسجدُ الأصليُّ، وهذا الأمرُ جائزٌ، واللهُ أعلمُ.
وتوسعة المساجد وإصلاحها هي من واجبات الحكومات، ولكن إذا فعلها أهل الخير، فهذا فيه فضل عظيم وأجر كبير، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثلَهُ في الجنَّةِ).