انطلاق أعمال منتدى الدوحة للشباب حول الجريمة والعدالة
محليات
07 أبريل 2015 , 03:32م
الدوحة - قنا
افتتح سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الشباب والرياضة - اليوم - منتدى الدوحة للشبابـ، الذي يأتي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية، ويستمر ثلاثة أيام.
يناقش المنتدى الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع - بالتعاون مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية - عدة موضوعات متعلقة بسيادة القانون ومكافحة الجريمة والمشاركة الجماهيرية، وغيرها من الموضوعات الفرعية التي سيناقشها المؤتمر الأممي، الذي ينطلق الأسبوع المقبل بمركز قطر الوطني للمؤتمرات بالدوحة.
حضر حفل الافتتاح سعادة السيد ناصر بن عبد العزيز النصر؛ الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، وسمو الأميرة باجارا كيتيابها ماهيدول؛ المدعي العام للمقاطعة، حفيدة ملك تايلاند، والسيد ديمتري فلاسيس؛ الأمين التنفيذي لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية، والكثير من مسئولي الأمم المتحدة ومديري الإدارات بوزارة الداخلية ومؤسسة قطر، وعدد من طلاب كليتي الشرطة وأحمد بن محمد العسكرية، والجامعات والمدارس الثانوية من قطر وخارجها.
وفي كلمته بهذه المناسبة أكد سعادة السيد صلاح بن غانم العلي - وزير الشباب والرياضة - أن منتدى الدوحة للشباب لمنع الجريمة والعدالة الجنائية يشكل حدثاً دولياً مهماً، تؤكد من خلاله دولة قطر - تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى - دورها عضواً فاعلاً وبناء في الأسرة الدولية، واستجابتها لدعوة الأمم المتحدة للعمل نحو نهج جديد للتنمية المستدامة، يستمد زخمه من تمكين الشباب وبناء قدراتهم وتفعيل مشاركتهم.
وأوضح سعادته أن الأبحاث والدراسات المتعلقة بالشباب تشير إلى أن التعليم ورفع مستوى الوعي والإحساس بالتمكين - مع توافر فرص التعبير عن الذات واكتساب المهارات الحياتيــة والمهنية التي تحمل في مضمونها مفهوم التنمية الشبابية - تشكل أهم العناصر المحصنة من انزلاق الشــباب إلى عالم الجريمة؛ فالتعليم يعمل على توسيع مداركهم وزيادة قدراتهم على التعامل مع تحديات الحياة المتسارعة، بينما يساعد اكتسابهم المهارات الحياتية على ممارسة أنماط الحياة الصحية، وتساعد المهارات المهنية على زيادة فرصهم في الحصول على العمل وتقليل إحساسهم بالتهميش والإحباط.
وأضاف سعادته أن الشباب يعد رافداً أساسياً في الجهد المبذول نحو تحقيق التنمية والرخاء في دولة قطر، فقد تضمنت استراتيجية التنمية الوطنية الرامية إلى تحقيق رؤية قطــر 2030 مجموعة من الأهداف التي تصب في إعداد الشباب القطري ليمارس الدور المنوط به في تحقيق التقدم المنشود، عبر تطوير منظومتي التعليم والتدريب والخدمات الصحية، بالإضافة إلى مساندة الشباب في الدخول إلى مجال الأعمال الحرة وريادة الأعمال وتشجيعهم على ممارسة نمط الحياة الصحية والنشاط البدني والرياضي.
وأكد سعادته أن القيادة القطرية الحكيمة توجت المساعي الوطنية نحو تفعيل دور الشباب؛ باعتبارهم سند الحاضر وركيزة المستقبل باستحداث وزارة الشباب والرياضة في يونيو عام 2013، هيئة ناظمة وداعمة للجهود الوطنية في قطاعي الشباب والرياضة، تخـتص بالنهوض بالشباب وتنمية قدراتهم وإبراز دورهم، بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى الرياضة في الدولة بما يعود بالنفع المباشر على صحة المجتمع.
وأوضح سعادة وزير الشباب والرياضة أن الوزارة وضعت نصب عينيهــا "تمكين الشباب وإطلاق واستثمار قدراتهم وتحقيق تطلعاتهم"، هدفا استراتيجيا أصيلا، تعمل على تحقيقه.
ونوه سعادته بأن هذا المنتدى هو الأول من نوعه في تاريخ انعقاد المؤتمرات الدولية بصفة عامة، ومؤتمرات منع الجريمــة والعدالــة الجنائيــة بصفة خاصــة، مبادرة قطرية رائدة، ضمن مجموعــة مــن المبــادرات الدوليــة التي أســهمت - وتســهم عبرهــا الدولــة - فــي الحــوار العالمـي حول القضايا والتحديات التي تواجه المجتمع الإنساني ومستقبله، نـحو تحقيق أهداف الألفية، خاصة في مجالي التعليم والصحة.
وأشار سعادته إلى أن هذا اللقاء يشكل تأسيساً لتقليد تتطلع دولة قطر إلى أن يأخذ مكانه ضمن آليــات الإعــداد للمؤتمرات الدوليــة، التي تتنــاول مختلــف القضــايا والتحديــات التــي تواجههــا الأســرة الدوليــة.
وقال إنه مــن المؤكــد أن تفعيــل مشــاركة الشـــبــاب فـي تنـــاول تلـــك القضايا والتحديات - عَبر عقد منتديات مماثلة - سيعزز من الإحساس بتملكهم لما يصدر عنها من توصيات وبرامج عمل، ويساعد في الجهود الوطنية الرامية لتنفيذها.
وشدد سعادته على أن الشباب يضــعون - من خلال هذا المنتدى - لبنــة قويــة نـحــو إسهام الشــباب فــي اتخــاذ القــرارات علــى صــعيــد منظومــة التعاون الدولي التنموي .
وفي ختام كلمته أشاد سعادة وزير الشباب والرياضة بالجهد الكــبير والمقــدر الــذي قامـت بـه اللجنة التنظيميــة للمؤتمـر، خاصـةً التعــاون البنــاء بين وزارة الداخلية ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الذي أثمـر عـن هـــذه المبـــادرة القطريـــة الدوليـــة الرائـــدة، متمنيــاً للمشاركين التوفيــق والســداد ولضيوف المنتدى من الدول المشاركة طيب الإقامة بدوحة الخير.
وفي كلمته أمام منتدى الدوحة للشباب حول منع الجريمة والعدالة الجنائية قال سعادة السيد ناصر بن عبد العزيز النصر - الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات - إن مشاركته في هذا المنتدى خير حافز له، ممثلاً سامياً للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، كي يقتدي بالرؤية الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي يقود المسيرة الشبابية للبلاد لتحقيق رؤية قطر 2030.
وأوضح النصر "أن التاريخ يدلنا على أن الشباب من يقود التغيير، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليست بمنأى عن هذه الحقيقة، لكنَّ أبناءها من الشباب لم يُعْطُوا الفرص المتكافئة والعادلة والظروف المناسبة لقيادة التحولات التي تمر بها المنطقة".
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تؤمن بأن الشباب ليسوا فقط قادة المستقبل؛ لكن قادة اليوم، فهم الذين بإمكانهم التحضير للمستقبل، لذلك قام الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين مبعوث خاص لأجندة الشباب بالمنظمة، ليكون حلقة وصل بين المنظمة والشباب حول العالم، ومنها - بطبيعة الحال - منطقة الشرق الأوسط، كما أن المنظمة عاكفة على رعاية أجندة الشباب من عدة جوانب، تهدف لنشر ثقافة السلام في قلوبهم وعقولهم.
وقال سعادة السفير النصر: "نقوم في تحالف الحضارات بإضافة أداة جديدة من أدوات الأمم المتحدة، لحل الصراعات؛ تتمثل في إطلاق أنشطة للحوار بين أتباع الثقافات والديانات المختلفة لحل تلك الصراعات، من خلال الوسائط الدينية، وربط ذلك بنجاح المجتمع الدولي في تلبية احتياجات البشر التنموية".
وأضاف: "إن للقادة الدينيين دورا هاما في هذا المضمار، لذلك فأقوم والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتحضير لدعوة قادة دينيين، من مختلف أرجاء العالم، لعقد اجتماع رفيع بالأمم المتحدة يومي 21 و22 من أبريل الجاري، وبحضور سياسي على أعلى مستوى من مختلف دول العالم، بغية إرسال رسالة موحدة لتحقيق المصالحة ونبذ التطرف والتشجيع على السلام والتعايش المشترك"، مشيرا إلى أنه - وللسبب نفسه - يعكف حاليا على إنشاء مجلس استشاري يحظى بعضويته قادةٌ سياسيون ودينيون من مختلف الأطياف والديانات "بغرض توفير المشورة والدعم لمهمتي كممثل سامي لتحالف الحضارات بالأمم المتحدة".
وشدد على أنه لا فرصة لتحقيق التنمية البشرية إلا في بيئة تتمتع بالأمن والاستقرار والتعايش المشترك، وهي البيئة المواتية فعلا لتبادل الخبرات وتحقيق التنمية المستدامة والتنعم بحقوق الإنسان، لذلك كان إطلاق الأهداف الإنمائية عام 2000م بداية لأكبر حملة تاريخية لمكافحة الفقر.
ووجه النصر كلامه للشباب قائلا: "أنتم أيها الشباب لكم دور كبير في هذا المضمار لأنكم المتأثرون والمستفيدون من العلاقة بين التنمية والاستقرار، بالتالي فأنتم معنيون، ولا بد للجميع أن يسمع صوتكم، ولا يجوز استبعاد أحد أو ثقافة من هذا المسار العالمي للحوار من أجل التنمية".
وأكد الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات أنه بالنظر للوضع الحالي فإن الحدود غير الآمنة تكون مواتية لتهريب المخدرات والأسلحة والجريمة العابرة للحدود بأنواعها، وخطر الإرهاب، وغير ذلك من الجرائم التي غالباً ما يتم توريط الشباب فيها، موضحاً أنها تقوض من سيادة الدول وتزيد من خطر حدوث الصراعات وتخفض فرص التعايش بشراكة عادلة ومتوازنة على هذا الكوكب، كما أنها تدمر الأفراد وتقوض استقرار المجتمعات.
واستطرد سعادته بأن الأقاليم والبلدان الهشة هي الأكثر عرضة لانتشار هذه الجرائم بشتى أنواعها، وبعضها يعاني من هذه الظاهرة بسبب الصراعات الاثنيَّة، والعنف الذي يتخلل عمليات التحول الديمقراطي في الدول الخارجة من الصراع والديكتاتورية.
ولفت سعادة السفير النصر إلى "ضرورة التعويل على الحوار المتوازن والعادل للشروع في التعاطي مع الصراع العربي الإسرائيلي"، ورأى "أنه ليس بالحرب وحدها يمكن أن تحل قضية الشعب الفلسطيني".
ونبه إلى "الصراعات المذهبية التي تمر بها بلدان الربيع العربي والتوترات المحيطة بمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، التي في حاجة إلى حوار ثقافي ومذهبي بنَّاء، ليسهم ذلك في حلٍّ، من خلال بناء الثقة وحل القضايا العالقة".
وضرب النصر مثالا بالعنف والانتقام الدائر حاليا في سوريا للسنة الرابعة، الذي تغذيه النزعة الطائفية، حيث أدى لارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي، كذلك الفوضى التي عانى منها العراق في أعقاب احتلاله وغذتها النعرات الطائفية والمذهبية.
وأضاف: "كما نقول في الأمم المتحدة فإن الصراعات المزمنة هي بيئة خصبة للعنف، وظهور آفة الإرهاب، فنرى اليوم مجموعات إرهابية ناشئة جديدة برزت من أحشاء تلك الفوضى، وقامت باختطاف الدين الإسلامي، مما يعد ظاهرة تخطت أخطار تنظيم القاعدة في تهديدها للسلم والأمن الدوليين".
ومضى قائلا: "هناك أيضا مخاوف مشابهة في ليبيا والصومال وغيرهما، وللأسف الشديد تتأثر فئة الشباب بذلك، خاصة الفتيات والأطفال، بسبب تلك المآسي متعددة الأوجه".
وحذر النصر من "أخطار الأفكار الراديكالية التي تنتشر عبر الإعلام والإنترنت، وتقوم بغسل عقول الشباب وجرهم للانخراط في مثل تلك الأعمال الإجرامية، ومع الأسف الشديد نرى بعض الجهات الإعلامية تستغل حرية الإعلام لتوجيه إساءات وإحداث تجاذبات بين الشرق والغرب".
واستدرك قائلا: "لكن الأمل في تخطي ذلك اقتناعكم بأهمية اتباع النهج البناء، إذا أصبحتم إعلاميين ومفكرين ودبلوماسيين وقادة، تأخذون في عين الاعتبار المسؤولية الأخلاقية والقانونية في تصرفاتكم".