زياد المناصير.. بدأ من الصفر حتى أصبح أغنى رجل في الأردن

alarab
اقتصاد 07 أبريل 2012 , 12:00ص
القاهرة - عبدالغني عبدالرازق
زياد المناصير يعد أغنى رجل في الأردن, بدأ حياته العملية من الصفر, فلم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، وأي ممن عرفوه في مقتبل الشباب ما كان يتصور أن الفتى الأسمر الذي غادر الأردن وهو خالي الوفاض سيتربع بعد بضع سنين على عرش إمبراطورية مالية تجاوز الملياري دولار. ويصبح اليوم أغنى رجل في الأردن. الشقاء من الصغر ولد زياد خلف محمد المناصير (47 عام) في عمان لأسرة فقيرة جدا فالأب كان يخدم في الجيش وعندما عجز عن توفير متطلبات أسرته قرر إنهاء خدمته والبحث عن عمل آخر في القطاع الخاص من أجل توفير متطلبات أسرته, خاصة أن أبناءه (14), (9 أولاد و5 بنات) فعمل سائقا، وعمل في توزيع المياه من أجل توفير العيش الكريم لهذه الأسرة. عرف زياد معنى كلمة الفقر منذ طفولته, وكم الشقاء الذي يعانيه والده, خاصة أن ترتيبه الثاني بين إخوته, فقرر مساعدة والده فعمل وهو في المرحلة الإعدادية, حيث كان يأخذ بعض المقاولات في البناء، ولكن بأجر بسيط كان ينفق معظمه على أسرته وأشقائه الصغار. السفر إلى روسيا شكل الفقر التحدي الأبرز لزياد الذي علمته الحياة أن دخوله في مبارزة معه محكوم عليها بالفشل، ما لم يتسلح بالعلم، وهكذا كان. فقد أنهى دراسة التوجيهية في عمان وبدأ يفكر في دخول كلية التجارة, ولكن والده طلب منه دخول كلية الهندسة لدراسة تكرير البترول. ويقول المناصير عن هذه المرحلة الحرجة: «كنت أرغب في دراسة التجارة، ولكن نفذت رغبة والدي في دراسة هندسة تكرير البترول فلم أشأ مخالفة رأي والدي». كانت المفاجأة بعد ذلك عندما طلب منه والده أن يسافر إلى روسيا للدراسة هناك, فشد الرحال إلى باكو عاصمة أذربيجان السوفييتية في عام 1986. التجارة أثناء الدراسة وفي أثناء الدراسة أرسل له والده 600 دولار فبدأ يفكر كيف ينفق على نفسه دون أن يكلف أسرته أي شيء, فتوجه إلى سوريا وقام بشراء ملابس (جينز. تيشيرتات) وقام ببيعها في روسيا بمبلغ 3800 دولار. بعد ذلك مارس كل أنواع التجارة (الملابس، اللؤلؤ الصناعي، الكمبيوترات، السجاد) وعقب انهيار الاتحاد السوفييتي وإنهائه لدراسته سافر إلى موسكو وفي جعبته بعض المال الذي ادخره من تجارته، وعمل في تجارة الخشب ثم الحديد، ليصل في نهاية المشوار إلى البترول. رحلة النجاح اشترى المناصير في أواسط التسعينيات مصنعا إنشائيا في تايومين وراح يبني مساكن لعمال شركة «غازبروم»، ثم ازدادت الطلبات الواردة من عملاق النفط الروسي عاما بعد عام فدخلت شركة «المناصير» ميدان إنشاء خطوط النفط والطرق وإنشاء مرافق حقول النفط. ومن هنا بدأ يكون ثروته. وفي عام 2004 كلفته شركة «غازبروم» ببناء قصر بقيمة 30 مليون دولار تخصصه من أجل مناسبات الشركة. استثماراته في الأردن بدأ المناصير استثماراته في الأردن عام 2000، عندما عاد إليه بعد غياب استمر 14 عاما، وعاد إليه كمواطن روسي، نظرا إلى انتهاء مدة صلاحية جواز سفره الأردني, لحضور حفل زفاف أخيه، عندها قرر أن يقوم بالاستثمار، ويقول: إنه ينوي بناء 150 محطة بترول في الأردن مع اقتراب عام 2015 ولو حظي بمزيد من الدعم لجعلها تصل إلى 250. وكان هدف المناصير من الاستثمار في الأردن هو إيجاد فرص عمل لأبناء وطنه وأهله وعشيرته وتقديم خدمات جيدة لهم, حيث يقول: «المستهلك الأردني من حقه أن يحظى بالخدمات نفسها الموجودة في أوروبا». ويبلغ عدد شركات المناصير في الأردن 13 شركة أسهمت في إحداث فرص عمل لـ5 آلاف أردني، وتعمل في مجال بناء الطرق، وصناعة الألومنيوم، والأثاث، والعيادات الطبية، ومحطات البترول، وحفر آبار البترول، ومد الأنابيب والغاز. استثماراته في روسيا أما استثماراته في روسيا التي أطلق عليها «وطنه الثاني» فتتوزع على 78 شركة، توفر فرص عمل لأكثر من 40 ألف شخص، وتعمل في قطاعات عدة. المناصير يكن لهذا البلد تقديرا واحتراما لأنه عاش فيه، واستطاع من خلال العلاقات التي ربطته بأهله أن يكون ثروته. قصر فرساي يمتلك المناصير قصرا ضخما قرب بلدة «بيريتشكي» الواقعة في ضواحي العاصمة الروسية موسكو, ويشبه قصر فرساي الفرنسي, وتقدر قيمته بسبعين مليون دولار, تبلغ مساحة بنائه تسعة آلاف متر مربع, ويقال إن الغاية من بناء القصر ربما يكون لاستضافة زوار الشركة فيه أو إقامة حفلات أو يتخذ منه السيد المناصير مقرا لإقامته. أشياء أهم من المال رغم الثروة الكبيرة التي جمعها زياد المناصير فإنه يرى أن هناك أشياء أهم من المال, ولا يمكن أن تقدر بثمن, حيث يقول: «المال ليس كل شيء, هناك أمران لا يمكن أن يشتريهما المال وهما الصحة والسعادة» وقال: «إن من أهدافه أن يرى السعادة على وجوه الآخرين». الجدير بالذكر أن زياد متزوج من فيكتوريا السمورا, روسية الأصل, ولديه 5 أولاد, والابن الأكبر اسمه علي.