تحت شعار « نحو غدٍ زراعي عربي أفضل» انطلقت أمس في المنطقة الثقافية بمعرض اكسبو الدوحة 2023 للبستنة فعاليات الدورة الثانية للمنتدى العربي للزراعة، بحضور سعادة السفير بدر بن عمر الدفع المفوض العام لاكسبو 2023 الدوحة للبستنة والمبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون تغير المناخ والاستدامة، وسعادة السفير الدكتور على بن ابراهيم المالكي مساعد الامين العام رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، والمهندس عونى الكلوب رئيس المنتدى.
وشارك فى المنتدى الذى يمتد يومين اكثر من 25 باحثا وخبيرا ومسؤولا، وتناقش الدورة الحالية 8 محاور مهمة على مدار يومين بحضور نخبة منتقاة من خبراء العالم العربي بمجالات الزراعة والمياه والأمن الغذائي.
 وأكد سعادة السفير بدر بن عمر الدفع المفوض العام لاكسبو 2023 الدوحة أنه عمل لسنوات مديرا تنفيذيا للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (أسكوا) وانه يعلم جيدا حجم التحديات التي تواجهها المنطقة العربية فيما يتعلق بالزراعة والأمن الغذائي.
وقال» إن وجود منتديات ومؤسسات بحثية فى المنتدى يدعم جهود التصدي لهذه التحديات المشتركة التحديات التى تتطلب حلولا جماعية، ولا يمكن لدولة أو منظمة أن تواجهها منفردة. 
واوضح «أن المنطقة العربية لا تزال تعاني بعض المصاعب جراء تداعيات كورونا على الرغم من نسبة التعافي منها، ولكن ارتفاع معدلات تضخم أسعار الغذاء وصل الى مستويات خطيرة في الدول المعتمِدة كليا على الواردات الغذائية، والمعرضة أكثر من غيرها لتقلبات الأسعار العالمية، واضطرابات سلاسل التوريد «. 
وأضاف: من هذا المنطلق كان اختيارنا لموضوعات الزراعة الحديثة، والتكنولوجيا والابتكار، والوعي البيئي، والاستدامة،لتكون محاور اكسبو الدوحة.
وتابع: استطعنا جمع الحكومات والمنظمات الدولية والدول المانحة في مكان واحد لبحث الحلول الناجعة لمشكلات الزراعة، بما فيها الاستثمار والتمويل ودعم صغار المزارعين والنساء في الأرياف، لتعزيز وتحسين إنتاج الغذاء.
وأضاف: أتاح اكسبو لجميع الأطراف نقاش المبادرات المطروحة في المنطقة العربية رفع الانتاج الزراعي والحد من تبعات التغير المناخي، سواء منها المبادرات العربية الصرفة،أوتلك التي طرحتها الأمم المتحدة لصالح منطقة الشرق الأوسط وشمال أفزيفيا».
واكد أن تعدد هذه المبادرات ظاهرة صحية تنم عن مدى الوعي بحجم التحديات،لكن التكامل بينها أمر ضروري حتى لا تتشتت الجهود ويكون التكرار والمنافسة السلبية. وانطلاقا من مبدأ التكامل، كانت دولة قطر قد أطلقت مبادرة إنشاء التحالف العالمي للأراضي الجافة،الذي أصبح منظمة دولية مقرها الدوحة، وتضم في عضويتها دول العربية من منطقة الخليج العربي وشمال أفريقيا والمغرب العربي، وتعالج إشكالية التصحر والجفاف وانعدام الأمن الغذائي وأبعادها المختلفة. 
وهنأ سعادة السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي دولة قطر على جهودها التي بُذلت لإنجاح إكسبو 2023 الدوحة والذي يعد فرصة قيمة لتبادل المعلومات بين دولنا العربية في قطاع الزراعة.
وأضاف: تعتبر إن الزراعة ركيزة أساسية في اقتصادنا العربي، وتلعب دوراً حيوياً في توفير الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، مؤكدا ان دولنا العربية شهدت تطوراً ملحوظاً في قطاع الزراعة خلال السنوات الأخيرة، ولكن ما زال أمامنا الكثير من التحديات التي يتعين علينا مواجهتها والعمل على تجاوزها، فالتغيرات المناخية ونقص الموارد المائية والتلوث البيئي، كلها تشكل تحديات كبيرة تتطلب تعاوناً وجهوداً مشتركة للتصدي لها.
وتابع: إن رؤيتنا لمستقبل زراعي عربي أفضل تتطلب تبني استراتيجيات زراعية مستدامة تهدف إلى تعزيز إنتاجية الزراعة وزيادة كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، ويجب أن نركز على تقنيات الزراعة المتطورة والمبتكرة التي تساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل وتقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية. 
ومن جانبه قال المهندس عوني الكلوب رئيس المنتدى العربي للزراعة أن ملف الأمن الغذائي بات يشكل هاجسا كبيرا لغالبية دول العالم، كما بات قطاع الزراعة يواجه تحديات وتهديدات غير مسبوقة مثل ظاهرة التغير المناخي وندرة المياه والجفاف وتدهور الموارد الطبيعية. وأوضح أن الزراعة والبيئة والمياه قطاعات محورية تشكل رافعة وركن للأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء لذاتي الكامل او النسبي، وان تظافر وتكاتف الجهود العربية بكافة مكوناتها امرا لم يعتد ترفا بل اصبح ضرورة وامرا ملحا لا يحتمل التأجيل «. وأعرب عن أمنياته ان يكون اكسبو 2023 الدوحة وما يشمله من فعاليات حلقة من الحلقات المهمة للتعاون العربي واستلهام كل ما هو جديد في الزراعة والبستنة العالمية».
وناقشت جلسات المنتدى العديد من المواضيع أبرزها «تطوير برامج التسويق الزراعي في دولة قطر» وحاضر فيها دكتور محمد السرعواض و»أبرز مكتسبات دولة قطر بمجال الأمن الغذائي» وحاضر فيها د حسن إبراهيم وادارها د. سميح ابوبكر.
كما جرت مناقشة الزراعة في فلسطين الفرص والتحديات وتجربة سلطنة عمان في الأمن الغذائي والابتكار والاستثمار في الزراعة. وتناقش جلسات المنتدى اليوم الأمن الغذائي، وادارة المياه في الزراعة، والتغير المناخي والزراعة في الدول العربية.