الأطفال هم عادة ضحايا الحروب واشتداد الأزمات حتى ولو لم يصابوا بأي أذى جسدي، فإن إصابتهم النفسية هي الأكبر أثراً، ويوصف ألمهم النفسي بأنه من المتلازمات الأكثر انتشاراً وشيوعاً في المجتمعات التي تعاني من آثار الأزمات والصراعات لفترات طويلة، وأن معاناتهم من سوء التغذية والجوع والفقر، وتوقف موارد أسرهم سيعيق نموهم وتطورهَم، فضلاً عن تعرضهم لأكثر الانتهاكات شيوعاً، مثل عمالة الأطفال والتجنيد والقتل والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات والحرمان من وصول المساعدات الإنسانية.
مناطق أزمات
وفي السنوات الأخيرة، زاد عدد هذه الانتهاكات؛ حيث إن 250 مليون طفل يحتاجون للحماية، ويعيشون في بلدان ومناطق متأثرة بالنزاع. وتقول منظمة «أنقذوا الأطفال»: إن واحداً من بين كل خمسة أطفال تقريباً يعيشون في مناطق نزاعات أو مناطق مجاورة لها على نحو مباشر وأكثر الدول خطورة هي أفغانستان والعراق وسوريا، وكذلك دول أفريقية مثل الكونغو ومالي ونيجيريا.
وتدفع الأزمات ملايين الأطفال المتأثرين إلى سوق العمل، حيث يقدر عدد الأطفال في سوق العمل بنحو 152 مليون طفل، 72 مليوناً منهم يمارسون أعمالاً خطرة.
في اليمن يعتبر الأطفال الفئة الأكثر تضرراً سواء من الجوع والأوبئة التي تهدد حياتهم أو الحرمان من التعليم، علاوة على أن تردي الأوضاع المعيشية قد يدفع المزيد من الأطفال إلى سوق العمل وترك التعليم، وتشير منظمات دولية إلى أن ظاهرة عمل الأطفال باليمن شهدت نمواً متصاعداً، ووصل عددهم إلى 1.6 مليون طفل، وأغلبهم يعملون في ظروف وأوضاع صعبة تعرضهم للخطر. اللاجئون السوريون يشكّلون إحدى أقسى الأزمات الإنسانية، حيث تزداد معاناة النازحين واللاجئين في المخيمات، على رأسهم الأطفال الذين يقدر عددهم بنحو 2.5 مليون طفل.
أطفال بلا مدارس
يعد التعليم الأكثر تأثراً من النزاعات، وتقول الإحصاءات إن نصف الأطفال الذين لا يتلقون تعليماً هم من دول تعاني من نزاعات أو حروب أهلية، حيث تتسبب النزاعات في تهجير الآلاف من منازلهم وإغلاق المدارس وحتى في حالات تلقي الغوث الدولي في الدول المنكوبة لا يعد التعليم من أولويات الدعم.
وأصبحت قضايا التعليم من أهم الأولويات التي تضطلع بها المنظمات الإنسانية عند حدوث الأزمات الإنسانية، مثل أزمات اللاجئين بسبب الكوارث الطبيعية أو النزاعات، أو الأزمات العالمية التي قد تواجهها البشرية بين فترة وأخرى.
وشكّل إغلاق المدارس ومختلف المؤسسات التعليمية أكبر صدمة واجهها التعليم حول العالم؛ بسبب تفشي جائحة كورونا خاصة في الدول الفقيرة. وأدى الوباء إلى حرمان نحو 463 مليون طفل حول العالم من التعليم؛ لعدم قدرتهم على القيام بالعملية التعليمية افتراضياً بعد إغلاق المدارس، وفقاً لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، كما أن الجائحة فاقمت الفوارق التعليمية، وأثرت على ما يقرب من 6,1 مليار تلميذ.
«قطر الخيرية».. إنجازات تعليمية نوعية في حالات الطوارئ
- أكثر من 64 مليون ريال قيمة مشاريع «قطر الخيرية» لدعم التعليم في ظل الأزمات والكوارث خلال عامي 2019 و2020، استفاد منها أكثر من 765 ألف شخص.
- تنفذ مشاريع التعليم أثناء الطوارئ في تركيا وسوريا وفلسطين والسودان ولبنان وبنغلاديش واليمن وإندونيسيا.
- تشمل المشاريع الصيانة وإعادة إعمار المؤسسات التعليمة، وتوفير المياه والصرف الصحي، وطباعة وتوزيع 9 ملايين كتاب مدرسي، وتوفير الحقائب المدرسية والمنح الدراسية، وتوفير 100 كرفان مدرسي، وترميم 73 مدرسة في مناطق حلب وإدلب.
- اعتمدت حلولاً رقمية لخدمة القضايا الإنسانية، ومنها توفير التعليم لملايين الأطفال والشباب اللاجئين، منها مساهمتها في مبادرة المدرسة العالمية للاجئين (World Refugee School) WRSمع شركائها المؤسسين.
- توقيع عدة اتفاقيات مع المنظمات الأممية لحماية التعليم في مناطق الأزمات.