فعاليات كويتية احتفالاً باليوم العالمي للمرأة

alarab
منوعات 07 مارس 2015 , 09:31ص
الكويت -كونا

تشارك دولة الكويت العالم غداً الاحتفال باليوم العالمي للمرأة (8 مارس كل عام) في مناسبة لتجديد التقدير والاحترام لما قدمته المرأة التي تمثل نصف المجتمع من أجل تطويره وتقدمه.

ويمثل هذا اليوم فرصة كذلك لتجديد إدانة العنف الذي يمارس ضد النساء واستمرار عدم التكافؤ في العمل كما في المنزل أو طغيان صفة الذكورية في أغلب مجتمعات دول العالم الثالث خصوصا المجتمعات العربية.

وتمثل حقوق المرأة وواجباتها أحد الشروط التي يقاس بها تقدم الأمم لذلك تشارك الكويت العالم بهذا الاحتفال الدولي بالمرأة وتحييه منظمة الأمم المتحدة منذ عام 1975 بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني التي تستذكر جملة الإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمرأة.

وأسهمت المرأة الكويتية بدور فعال في النهوض بالمجتمع الكويتي ففي مرحلة ما قبل النفط أدارت وبنجاح شؤون أسرتها الصغيرة واقتصادها عند غياب رب المنزل لأشهر طويلة في رحلة الغوص والسفر بحثا عن الرزق ومع ظهور النفط دخلت المرأة الكويتية معاهد العلم والتحقت بالوظائف إلى جانب شقيقها الرجل.

وتوجت المرأة الكويتية عطاءاتها بالمشاركة إلى جانب الرجل في المقاومة خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت فقد نظمت التظاهرات المنددة بالغزو والمطالبة بعودة الحكومة الشرعية بعد يومين فقط من بدء الاحتلال.

وتعرضت الكويتية بسبب مواقفها من الغزو آنذاك إلى أبشع صنوف التعذيب واستشهدت نساء وروين بدمائهن الطاهرة ثرى الوطن ما دفع الأمة ممثلة برجالها بالإجماع في مؤتمر جدة في أكتوبر عام 1990 إلى المطالبة بإعطائها حقها ومساواتها بأخيها الرجل ومشاركته اتخاذ القرار في جميع المجالات وعلى المستويات كافة في أجهزة الدولة وسلطاتها الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية بعد أن طاولته علما وعملا وتضحية.

وللمرأة الكويتية تاريخ حافل من النضال لنيل حقوقها المشروعة التي كفلها الدستور وكافحت حتى حصلت على حقوقها السياسية كاملة ويعد إعطاء المرأة الكويتية حقوقها السياسية في مايو 2005 ودخولها مجلس الأمة والمجلس البلدي ومجلس الوزراء انتصارات مهمة لحقوق المرأة.

وفي هذا الصدد صرحت أستاذة التخطيط الاجتماعي في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتورة سهام القبندي بأن اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي بالإنجاز والطموح وبما حققته المرأة في شتى المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتأثيرها في المجتمعات ومشاركتها في صنع القرارات وينبغي على نساء الكويت الفرح في هذا اليوم لأنهن متميزات ناجحات على المستويين العربي والعالمي.

وقالت القبندي إن الاحتفال بيوم المرأة العالمي هذا العام يأتي وما زالت المرأة العربية تعاني فيه اضطهادا إنسانيا لا يقبله العقل وتعيش الحروب المستمرة في إقليم عربي مضطرب بل الأكثر إيلاما والمرأة فيه الضحية الأولى للعنف والعدوان وتأتي معاناتها في مشاهدة العنف والحرق لأبنائها وقتل المشاعر بالمناظر الدموية تجاه رجال بلادها إلى جانب ترملها وتشردها ومعاناتها من الاضطهاد السياسي في الأراضي العربية غير المستقرة.

وأضافت أن الاحتفال بالحريات ليس مقتصرا على الإنجاز في العمل والمناصب فالمرأة في بحثها ومطالبتها للحريات إنما تبحث عن الأمن الاجتماعي والنفسي والعدالة والمساواة حتى تستطيع تحقيق الإنجاز والإبداع.

وأكدت القبندي أن المرأة حققت الكثير من الإنجاز والمطالب وعملت بكل إصرار على تمكين نفسها والتزود بكل الإمكانات والمهارات التي تعينها على التميز في أدائها.

وذكرت أن بعض الشابات أو السيدات الكويتيات تميزن بأنهن يعملن على إنشاء مشاريعهن الشخصية بدلا من العمل الحكومي وهذا بحد ذاته إشارة بسيطة إلى أن عقلية الاعتماد على الآخر أو على العمل الحكومي بدأت بالانحسار بل استطاعت المرأة الشابة خوض العمل الحر والعمل الاقتصادي ونجحت في إدارته".

وبينت أن نجاحات المرأة الكويتية توالت على المستويات كافة حتى وصلت إلى أعلى المناصب واختصاصات متميزة ومنها وكيل نيابة وفي إدارة الخبراء والتحقيقات العامة ما يؤكد كفاءتها في هذا الجانب خصوصا أن الدستور الكويتي ساوى بين المواطنين جميعا في الحقوق والواجبات.

وقالت القبندي إن المرأة ورغم ذلك ما زال أمامها الكثير من العمل المستمر الذي لا يتوقف لأن الحقوق لا تقتصر على المكاسب السياسية والمراكز القيادية فقط "إذ نعيش في مجتمع ينعم برعاية اجتماعية ودولة دستورية تتمتع بالحريات والمساواة للجميع لكن التطبيق في بعض المجالات مازال قاصرا.

وأضافت أن المرأة الكويتية ما زالت تبحث عن سكن يأويها في حال تطلقت أو لم تتزوج وهذه إشكالية في مجتمع يفوق عدد النساء عدد الرجال بنسبة كبيرة ما يعني أن المشكلة قائمة كما أنه عند طرح قضية زواج الكويتية من غير كويتي ومطالبتها بمعاملة أبنائها معاملة الكويتي نجد أن المجتمع ينقسم فيها ما بين مؤيد ومعارض.

وذكرت أن العام الماضي بالنسبة للمرأة الكويتية شهد تغيرا في الأفق في الظروف العامة للمجتمع وهذا بدوره أثر على الوجود النسوي في المناصب القيادية واتخاذ القرار فبعد أن حازت المرأة أربعة مقاعد برلمانية نجد أن البرلمان الحالي يخلو من النساء وهناك فقط وزيرة واحدة.

وأشارت القبندي إلى أن المرأة حققت الكثير وعليها السعي دائما إلى تثقيف بنات جيلها للاستمرارية في تمكين المرأة ككل علاوة على المساهمة في تربية أجيال مثقفة واعية داعمة للحريات والعمل والإنجاز.