بعد أربع سنوات بالضبط على اقتحام أنصار دونالد ترامب مقر الكابيتول في مسعى لتغيير نتيجة الانتخابات عقب خسارته، يجتمع النواب في المبنى ذاته للمصادقة على فوزه في 2024.
تعد عودة الجمهوري ترامب (78 عاما) إلى السلطة لافتة. قبل أربع سنوات، بدا قادة في حزبه على استعداد للتخلي عنه، لكنهم اليوم يسارعون لدعم زعيمهم المدان جنائيا والذي تم عزله مرتين.
وبعدما هزم نائبة الرئيس كامالا هاريس في نوفمبر، سيتولى ترامب منصب الرئاسة في غضون أسبوعين فيما يسيطر على كامل الحزب الجمهوري حتى آخر نائب.
تطلق العملية بعد ذلك عدا تنازليا لأسبوعين باتّجاه تنصيب ترامب في 20 يناير عندما يبدأ ولاية ثانية في مراسم تقام على سلّم الكابيتول ذاته حيث وقعت أعمال شغب قبل أربع سنوات.
وبينما يتوقع بأن تتم عليمة المصادقة بشكل سلس، يخيّم القلق على البلاد.
بدأ العام في الولايات المتحدة بأحداث مثيرة للقلق مع دهس أمريكي حشدا من المحتفلين برأس السنة في نيو أورلينز بينما فجّر انتحاري شاحنة من طراز «سايبرتراك» التي تنتجها شركة تيسلا خارج «فندق ترامب» في لاس فيغاس، في حادث منفصل.
وأقامت السلطات سورا أمنيا في محيط الكابيتول خشية وقوع اضطرابات.
من جانبه، بدا رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون أكثر قلقا بشأن العاصفة الثلجية المرتقبة، إذ دعا النواب إلى عدم مغادرة واشنطن نهاية الأسبوع حتى لا يجدوا أنفسهم عالقين خارجها.
وقال عبر شبكة «فوكس نيوز» الأحد «لا تغادروا المدينة. بعاصفة أو بدونها، سنكون في المجلس لضمان إتمام» عملية المصادقة على فوز ترامب.
وأكدت مارجوري تايلور غرين الجمهورية الموالية بشدة لترامب بأنها ستتوجه «إلى الكابيتول سيرا على الأقدام إذا اضطررت لذلك».
لطالما اعتُبرت المصادقة في الكونغرس على فوز الرئيس عبارة عن إجراءات رسمية دستورية إلى يوم السادس من يناير 2021.
حطّم ترامب الذي كان رئيسا حينذاك كل الأعراف عبر حملة سعى من خلالها لإقناع الأمريكيين بأن الانتخابات سُرقت منه وبأنه هو الفائز الحقيقي وليس جو بايدن. وحاول أخيرا الضغط على نائبه حينها مايك بنس لدفعه لرفض المصادقة على فوز بايدن.
وفي خطاب خارج البيت الأبيض صباح السادس من يناير يومها، طالب ترامب أنصاره «بالقتال».
وتظاهر الآلاف وهاجموا كابيتول هيل الذي يعد قلعة الديمقراطية الأمريكية. واجه المهاجمون الشرطة بالقضبان المعدنية وأعمدة الأعلام فيما حطموا النوافذ وهتفوا «الإعدام لمايك بنس» بينما هرب النواب.
قتل أربعة أشخاص يومها وانتحر أربعة من عناصر الشرطة بعد الأحداث.
تابع ترامب المجريات عبر شاشة التلفزيون من البيت الأبيض ولم يتدخل إلا بعد ساعات. وصادق النواب الذين بدت وجوههم شاحبة بعد ذلك على فوز بايدن في الكونغرس.
لكن معظم الناخبين في آخر اقتراع لم يعتبروا أحداث السادس من يناير ذات أهمية كبيرة بينما يصر ترامب على أنه لم يرتكب أي خطأ.
وكتب بايدن في صحيفة «واشنطن بوست» الأحد «هناك جهود مستمرة لإعادة صياغة أو حتى محو تاريخ ذلك اليوم.. لا يمكننا أن نسمح بأن تُمحى الحقيقة».
وأما زعيم الغالبية الجمهورية الجديد في مجلس الشيوخ جون ثون، فعبّر عن موقف جميع أعضاء حزبه تقريبا عندما قال لشبكة «سي بي سي نيوز» «لا يمكنكم النظر في المرآة الخلفية».
وتجنّب ثون التعليق على تعهّد ترامب العفو عن الأشخاص الذين نفّذوا التمرد، قائلا إن القرار في هذا الشأن سيعود إلى الرئيس.
وندد أحد عناصر الشرطة الذين جرحوا في أعمال الشغب ويدعى أكيلينو غونيل بالرئيس المنتخب في صحيفة «نيويورك تايمز» الأحد.
وكتب «أتساءل أحيانا عن السبب الذي خاطرت بحياتي من أجله للدفاع عن مسؤولينا المنتخبين من عصابة استلهمت تحركها من السيد ترامب.. فقط لأرى بأنه عاد إلى السلطة أقوى من أي وقت مضى».