د. محمد المريخي: توحيد الله الأصل في كل الكون

alarab
محليات 07 يناير 2023 , 12:30ص
الدوحة - العرب

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة، التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، إن الله ما خلق الخلق إلا ليعبدوه ويوحدوه ولا يشركوا به شيئا، وأن توحيد الله هو الأصل في كل الكون يجب أن يبنى عليه كل شيء لأن الله تعالى هو رب الكون رب العالمين فله العبادة وحده، فيقول ربنا «وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون»، «واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون».
وأضاف د. المريخي: ما قامت الدنيا والآخرة إلا على توحيد الله وما خلق الله السموات والأرض إلا لتوحيده، وما اعتدل الكون واستقام إلى توحيد الباري جل وعلا ولا استقامت الحياة بطيباتها وحلاوتها ولذاتها ولا استقرت الأسر ولا اطمأنت المجتمعات ولا عمرت البلدان وأمنت القرى إلا في ظل توحيد الله العزيز الحكيم «لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون»، وما اعوجت الأمور وانحرفت السبل وفسدت الحياة والأحوال وفشلت المشاريع إلا بالركون إلى الشرك والكفر والركون إلى الظلم والأصنام والأوثان.
وأكد أن التوحيد عمار النفوس والأرض والبلدان والسعادة والعافية والغنى وراحة البال، التوحيد سر سعادة هذه الحياة «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون» وهو مفتاح الجنة، وبه يدخل الموحد في النعيم والرضوان، وبدونه يخلد العبد في نار جهنم «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب»، التوحيد أمن وأمان ورضاء وبناء وتشييد «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون»، التوحيد هو توحيد الله وإفراده وحده بالعبادة، التوحيد نفي وإثبات، نفي للألوهية كلها وإثباتها لله وحده لا شريك له، هو المعبود بحق وحده، وكل المعبودات باطلة لا تستحق مثقال ذرة عبودية «ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير».
وأوضح أن أعظم النعم وأجل المنن على الإنسانية توحيد الله تعالى تفضل الله به علينا وعلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وبصرنا به ودلنا به على الصراط المستقيم وأرانا به الحق حقا والباطل باطلا وأوقفنا به على الحلال والحرام والمستقيم والمعوج وهو حصن حصين في الدنيا والآخرة، حصن في الدنيا من الشرك والكفر والبدعة والخرافة والفكر المنحرف والثقافة المغشوشة والجهل، وفي الآخرة أعظم النجاة والفوز به بعد إذن الله تعالى «فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور» وهو حماية من الشهوات والنزاعات والفتن ما ظهر منها وما بطن والضلالات وهو ثبات للإنسانية واعتدال في المواقف وصلابة في الحق واستقامة في الحال كله «يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء». هو صبر جميل واستقبال لأقدار الله مرضي مبارك عند الكروب والشدائد والمحن والمصائب والخطوب «الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».
وأشار إلى أن التوحيد أمن للأوطان والبلدان ودفع للبلاء عنها، ورد العدوان «فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين».
وذكر الخطيب أن البلاء كله والتدمير جله عندما تخلو الأرض أو القرى من توحيد الله، أو يُعبث بالتوحيد فلا تُثمن النعمة به ولا تقدر المنة به، فلا يُشكر المولى جل جلاله على توحيده فلا يُعمل به ولا يُعتقد، ويهجر أو يرخى حبله ويحل محله الأصنام والأوثان والبدع والخرافة.
ولفت الشيخ محمد المريخي أن استخلاف الأرض لا يكون أبدا إلا بما أمر الله تعالى بإقامة الدين والعمل بالشريعة وإقام الصلاة والنهي عن المنكر وقبل كل شيء بإقامة التوحيد وحده وحمايته من البدع والمخالف ويكون بالتأكيد على الإيمان والإسلام ومتابعة سنة سيد الأمم وتعظيم أمر الله ورسوله والحذر من المخالفة والحذر من التهاون وإرخاء الحبال من أجل الدنيا ومصالها ومنافعها وتزيين الشيطان، وقال عليه الصلاة والسلام «من قتل معاهدا فلم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما» رواه البخاري.
ونوه بأنه من اعتنق الإسلام دينا له وعقيدة وعبادة ومنهجا وجد الإسلام والأمن والعافية في نفسه وأهله ودنياه كلها وأخراه «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون» ومن عمل الصالحات وهجر السيئات وابتعد عن المنكرات واجتنب المتشابهات وجد الإسلام والأمان في الدنيا والآخرة، وفي دنيا العالمين اليوم من يفقد الإسلام والأمان ويشتكي من الخوف والقلق والحيرة ويتشقق عن لحظات السلام وقطرات الأمن ووجودها في ساحته ودياره، ومن أعجب من لقيناه في بطولة العالم التي جرت على أرض بلادنا رأينا من يعجب بالأمان والسلام والمسالمة التي نعيشها بفضل الله في ديارنا، كما يتعجب بعضهم من مسالمة الناس لهم ومودتهم حتى تمنى بعضهم العيش معنا.