مواطنون لـ «العرب»: ارحمونا من كوارث الشاحنات

alarab
تحقيقات 07 يناير 2016 , 01:50ص
محمد سيد احمد
طالب مواطنون ومقيمون بتشديد الرقابة على سائقي الشاحنات وإلزامهم بسرعة معقولة على الطرقات والشوارع الرئيسية، وقالوا إن تخصيص رادارات أو برمجة الرادارات الموجودة على التعامل مع الشاحنات أصبح مطلبا ملحا وخصوصا بعد تسببها بحوادث خطرة، وأكدوا أن من شأن ذلك أن يساعد في تجنب مستخدمي الطرق الحوادث الكثيرة التي تتسبب بها الشاحنات يوميا، خصوصا على الطرق الخارجية أثناء السباقات التي يقوم بها سائقو الشاحنات الذين ينظرون إلى الطرق الخارجية على أنها حلبة للسباق.

اشتكى مواطنون ومقيمون عبر «العرب» من تهور السائقين في الطرق الداخلية والانعطافات المفاجئة التي يقومون بها، والتجاوز من اليمين، والحمولة الزائدة التي تضر بنظام المرور وبالطرق نفسها، خصوصا الشاحنات التي تحمل الأتربة والحجارة ومواد البناء، إذ غالبا ما يقوم سائقو الشاحنات بوضع حمولة زائدة من الأتربة والأحجار، الأمر الذي يجعلها تتطاير كالرصاص على الطريق بسبب السرعة المفرطة، وهو ما تسبب ويتسبب أحيانا في تكسير الزجاج الأمامي للسيارات التي تسير خلف هذه الشاحنة.. وتساءل البعض عن طريقة تعاطي الرادارات مع سرعة الشاحنات وما إذا كان هذا التعاطي مثل ما يتم مع السيارات العادية، مشيرين إلى أن هذا الإجراء خاطئ، فالتحكم في الشاحنة التي تسير بسرعة 100 كيلومتر في الساعة يختلف عن قدرة سائق السيارة العادية على التحكم في مركبته، مطالبين بتخصيص سرعة قصوى للشاحنات لا تتجاوز 60 كيلومترا في الساعة على الشوارع الداخلية و80 كيلو متر في الطرق الخارجية، وتخصيص رادارات للشاحنات، أو برمجة تلك الموجودة على التعاطي مع الشاحنات بشكل يختلف عن السيارات العادية.

حلبة سباق
يقول عبدالله الكربي إن الطرق الداخلية والخارجية تحولت منذ فترة إلى حلبة سباق للشاحنات التي يقودها سائقون متهورون لحد الخطورة، خصوصا عندما لا يشعرون بسيارات دوريات المرور، وأضاف: آن الأوان لإدارة المرور أن تتصرف بحزم وشدة مع سائقي الشاحنات الذين حوّلوا شوارعنا إلى حلبة للسباق يتم فيها الاستهتار بحياة وسلامة مستخدمي الطرق التي نجد أنفسنا فيها مرارا تحت رحمة سائق شاحنة لا يلوي على شيء، ولا ينتبه للتعديلات التي تجرى على الطرق، ويقوم بانعطافات خطيرة معتقدا أنَّ الأسبقية على الطريق للأقوى، حيث يعتقد هؤلاء المتهورون أن شاحناتهم لها الأسبقية، وعلى من يرغب في الحفاظ على حياته وسلامة سياراته أن يفسح له الطريق، وحتى أكون موضوعيا توجد قلة من سائقي الشاحنات مهذبون ويقودون شاحناتهم بكل احترافية، ويبتعدون غالبا عن ارتكاب المخالفات، والسلوكيات الخاطئة، لكن الأغلبية من سائقي الشاحنات يسيرون بسرعة جنونية، ويتجاوزون من اليمين، في مشهد عبثي يتسبب أحيانا في الكثير من حوادث الطرق، وهو ما نشاهد أثره السلبي والخطير على الآخرين يوميا.

وتساءل عن تعامل الرادارات مع الشاحنات، مستغربا سرعة التقاط هذه الرادارات للمخالفين من سائقي السيارات العادية، في الوقت الذي لا نشاهد فيه مخالفات تذكر على الشاحنات التي لا ندري شيئا عن السرعة المحددة لها والتي إن تجاوزتها الشاحنة يلتقطها الرادار، فهل يعقل أن تسير شاحنة على طريق من طرق الدوحة بسرعة 100 كيلومتر في الساعة مثلا؟ أو بسرعة 80 كيلومتراً؟ إذا كان الرادار يتعامل مع الشاحنات كما يتعامل مع سرعة السيارات العادية، فإننا أمام خطأ مروري كبير يحتاج إلى المراجعة، لأن سائقي الشاحنات باتوا يشكلون خطورة حقيقية على الجميع، خصوصا في الشوارع والطرق الخارجية التي تربط بين الدوحة ومختلف المدن، فطريق الشمال الذي يخضع لتعديلات منذ فترة لا يكاد يمر عليه يوم بدون حادث سير، ومعظم تلك الحوادث تقع بسبب السرعة المفرطة للشاحنات واستهتار سائقيها بأخلاقيات القيادة، من هنا أطالب تخصيص رادارات للشاحنات تستطيع التعامل معها، كما تتعامل الرادارات العادية مع السيارات الصغيرة.

مخالفات مرورية خطيرة
بدوره، يرى حسن البوعينين أن مشاكل الشاحنات والمخالفات المرورية الخطيرة التي تقوم بها على الطرق لا حصر لها، ولو لم نأخذ إلا الأضرار التي تتسبب بها يوميا للسيارات العادية لكفانا ذلك، فبالإضافة إلى الحوادث التي تتسبب بها الشاحنات نتيجة للانعطاف المفاجئ الذي يضطر سائقي السيارات العادية إلى الهروب والارتطام بأي شيء آخر غير الشاحنة سواء كان سيارات أو رصيفا –بالإضافة إلى ذلك- فإن تطاير الأتربة والحجارة من شاحنات «التريلا» وتسببها في تكسير الزجاج الأمامي للسيارات التي تسير خلفها يعد خطرا حقيقيا على سلامة مستخدمي الطريق، ويضر اقتصاديا بأصحاب هذه السيارات الذين أجبرتهم الظروف على الاشتراك في الطريق مع هذه الشاحنات، من هنا لا بد لشرطة المرور من تشديد الرقابة على الشاحنات التي تجوب الشوارع يوميا بكل استهتار، كما أن التفكير بتخصيص رادارات للشاحنات وتحديد سرعة خاصة بها حل يمكن أن يساهم في تجنب الكثير من حوادث الطرق التي تقع بسبب سباقات الشاحنات، خصوصا على الطرق الرئيسية الخارجية، كطريق أبوسمرة الدوحة، وطريق الدوحة الخور، وطريق الشمال، وطريق الوكرة الدوحة، فهذه الطرق هي مسرح لعب سائقي الشاحنات.

وروى حسن حادثة حصلت معه، حيث كاد سائق شاحنة مستهتر يتسبب له في حادث مروع، ذلك أنه كان يسير على الشارع الرئيسي بسرعة، وشاهد شاحنة تريد أن تدخل إلى الشارع من شارع فرعي، فأطلق المنبه والأضواء على سائق الشاحنة لتحذيره من دخول الطريق قبل أن تمر السيارات المسرعة، لكنه لم يعر الأمر أي اهتمام ودخل الشارع، الأمر الذي حدا به إلى الانعطاف الحاد عن الشاحنة واصطدمت سيارته بالرصيف، فيما واصل سائق الشاحنة طريقه وكأن شيئا لم يحدث، وتكفّلت بإصلاح سيارتي على حسابي، ولربما إلى الآن يسير سائق تلك الشاحنة ويمارس هوايته على الشوارع، مما يؤكد ضرورة تشدد رجال المرور والدوريات مع سائقي الشاحنات لإيقافهم عند حدهم، فرغم القانون الذي يمنع دخول الشاحنات إلى قلب الدوحة ما تزال الشاحنات تدخل يوميا إلى حيث تريد، وتستخدم أكثر الطرق حيوية وزحمة كطريق الكورنيش، وفي اعتقادي أن عدم التشدد في تطبيق القانون وعدم وجود رادارات تحدد سرعة الشاحنات هو السبب الرئيسي في مواصلتها للعبث على الشوارع.

ولفت إلى أن نظام الإشارات مع ما له من إيجابيات تتعلق بتسهيل حركة المرور، فلديه سلبيات تتمثل في مساهمته في غياب شرطة المرور والدوريات عن الطريق، وهي المنوط بها تنظيم السير ومنع الشاحنات من دخول المدينة أوقات الذروة، أو تجاوز السرعة المعقولة، فغياب رجال المرور عن الطرق أحد أسباب استهتار سائقي الشاحنات التي ما زالت تصول وتجول على الطرق الخارجية، وفي أحياء المدن المختلفة، خصوصا الدائري الثالث والرابع بسبب مرور معظم حركة الشاحنات القادمة من الميناء المتجهة إلى مخازن الصناعية، أو تلك المتجهة إلى سوق المواشي لتفريغ حمولتها من الأغنام، والسؤال المطروح هو: متى تنتشر شرطة المرور بشكل مكثف على شوارع المدن، ومتى توضع رادارات خاصة بالشاحنات تحد من خطورتها على السيارات وعلى الشوارع.

مخاطر متعددة
من جهته، يؤكد سعيد حمد أن مخاطر الشاحنات على الطرق متعددة ومعروفة، إلا أن تلك المخاطر لا تقتصر على السرعة المفرطة والانعطافات الخطيرة فحسب، بل تتعداها إلى أمور أخرى، وأردف: لا تقتصر مشاكل الشاحنات على الحوادث القاتلة التي تتسبب بها بسبب التجاوز الخاطئ وعدم الالتزام بالقواعد المرورية، والاستهتار بحياة الناس، بل تتعدى إلى ذلك عن طريق قيام سائقي هذه الشاحنات بتحويل شوارع الدوحة والساحات العامة إلى مواقف ومراكز صيانة متنقلة لشاحناتهم، الأمر الذي يسبب إزعاجا شديدا للسكان المجاورين للساحات العمومية التي يتخذ منها الأطفال أحيانا أماكن للتجمع واللعب، وهو ما قد يعرض حياة هؤلاء الأطفال للخطر، إذا ما أخذنا في الحسبان تهور سائقي الشاحنات وقيادتهم لها بسرعة فائقة حتى أثناء الانطلاق أو الرجوع للخلف دون أدنى مسؤولية، من هنا يمكن لنا أن نؤكد أن مشاكل الشاحنات كثيرة ومتعددة، تبدأ بالتجاوز الخاطئ والسباقات بين سائقي الشاحنات على الطرق الخارجية وما يسببه ذلك من حوادث قاتلة، ناهيك عن الحمولة الزائدة التي تتسبب في إتلاف الطرق الخارجية والداخلية رغم أنها طرق ما زالت جديدة، فقانون منع الشاحنات من دخول المدينة أوقات الذروة غير مطبق، ويشهد خرقا يوميا عن طريق مشاهدة المارة لعشرات الشاحنات وهي تجوب شوارع الدوحة متسببة في أزمة سير خانقة، خصوصا على الشوارع التي تشهد تعديلات بشكل دوري، فكل يوم يلاحظ الجمهور توقف حركة المرور تماما على بعض الشوارع، وعندما تنقشع الغيمة بعد ساعات طويلة يتبين أن السبب في كل زحمة السير هذه ناتج عن احتلال سرب من الشاحنات لوسط الطريق، أو أن أحدهم تسبب في حادث سير وأغلقت الطريق بسببه، خصوصا الطرق التي تجرى عليها التعديلات والتي عادة ما تقوم الشركات المنفذة لمشاريع البنية التحتية بإغلاق بعض مساراتها وترك مسار واحد أو اثنين، من هنا أكرر أنه إذا أردنا حل مشاكل الشاحنات بشكل نهائي فعلينا تخصيص طرق لها، أو تثبيت رادارات على الطريق تختص بمخالفة الشاحنات التي يقوم سائقوها بسباقات أو استهتار بقوانين المرور، غير هذه الإجراءات سنبقى نعاني من نفس المشكلة، وسيبقى سائقو الشاحنات هم أسياد الموقف.

أمر معقد
أما راشد عبدالله فيرى أن الشاحنات وما تقوم به من خدمة جليلة في مسار نهضتنا العمرانية أمر مقدر، لكن نطالب سائقي هذه الشاحنات بالتحلي بالقانون والأنظمة المرورية والانضباط أثناء أدائهم لمهامهم النبيلة، وبإمكان شرطة المرور التوفيق بين هذا وذاك، عن طريق تخصيص طرق أو مسارات لهذه الشاحنات التي تدخل إلى الدوحة والمدن الرئيسية من أجل إفراغ حمولتها من الأتربة والحجارة والإسمنت وغير ذلك من المواد التي يحتاجها البناء، فمن هذه الزاوية يشاهد الجميع يوميا الكثير من مخالفات الشاحنات، مثل حمولتها الزائدة من التربة والحجارة التي تتطاير على الطريق متسببة في مشاكل أو حوادث لمستخدمي الطريق، خصوصا تطاير الحجارة الناتج عن السرعة المفرطة للشاحنة، مما يتسبب في أضرار للسيارات التي تسير على الشارع، من هنا على رجال المرور التواجد بكثرة على الطريق، وإلزام الشاحنات بحمولة محددة ووضع أغطية آمنة على هذه الحمولة حتى لا تتسبب في أضرار لمستخدمي الطرق وللطرق نفسها، بالإضافة إلى توعية السائقين بمسؤولياتهم والتأكيد عليهم أن طبيعة عملهم تتطلب مزيدا من الصبر وعدم مزاحمة السيارات العادية، وتجنب السرعة المفرطة، والتجاوزات الخاطئة، فهذه الأمور كلها ضرورية لقيادة آمنة للجميع على شوارع الدوحة.

وأشار إلى أن تحميل سائقي الشاحنات كل المسؤولية عن الحوادث، أو وصفهم بالمستهترين يجانب الصواب، فهم كغيرهم من سائقي المركبات فيهم من هو ملتزم بقواعد المرور والسير المطلوبة، وفيهم المستهتر، كما أن المطالب بإيقاف دخولهم للمدن يعتبر قفزا على الواقع والمصلحة العامة، فبجهود هؤلاء الناس وتحملهم للمشاق في الظروف المختلفة قامت وتقوم النهضة العمرانية للدولة، ويرتاح المواطنون والمقيمون في منازلهم التي لو لم تجد خدمات سائقي هذه الشاحنات لما بنيت، لذا علينا تنبيه إدارة المرور مشكورة بمواصلة جهودها في تنظيم سير الشاحنات وإلزام أصحابها بالقانون وبالحمولة المحددة في أنظمة المرور حتى لا نظلمهم وحتى لا يتسببوا هم في أذية الجمهور ومستخدمي الطرق.