قدمت مجموعة الفيفا للدراسات الفنية (TSG) تحليلا متكاملا لمرحلة دور المجموعات، لمونديال قطر 2022 واستعرضت الدروس المستخلصة من هذه المباريات الـ 48 التي أجريت في هذه البطولة.
ورافق أرسين فينغر مدير تطوير كرة القدم العالمية في الفيفا، كلٌ من يورغن كلينسمان، مهاجم المانشافت السابق والمدرب السابق لمنتخبي ألمانيا وأمريكا، وكريس لوكستون المسؤول عن مجموعة تحليل الأداء والتوجهات في الفيفا.
وقام موقع الفيفا بنشر جميع وثائق تحليل مجموعة الدراسات الفنية عبر موقعه الإلكتروني.
في بداية التقرير أصر المدرب الفرنسي السابق على أن يعبر عن رضاه العام عن الجودة العامة لمونديال قطر 2022، وخاصة ظروف الاستعدادات غير المسبوقة التي تحظى بها المنتخبات.
وأوضح في مستهل حديثه «كنت أتطلع بشدة لأرى كيف ستجرى البطولة دون أي فترة تحضيرات، وكيف ستتكيف الفرق مع ضيق الوقت، لأننا نعرف أن الفوز ببطولة العالم يتحقق وفقاً للسرعة التي تتعلم بها المنتخبات».
وأضاف «فهذا قد يصنع الفارق في مسابقة كروية، والسرعة التي يختار بها المدربون تشكيلتهم الأساسية الأكثر توازنا وفعالية، تعتبر مسألة غاية في الأهمية بالنسبة لنا».
وأردف قائلا «كانت لديَّ تساؤلات أخرى من قبيل: كيف ستكون جودة التنظيم؟ وكيف ستكون تجربة المشجعين؟ وهل سيكون بالإمكان مشاهدة أكثر من مباراة واحدة في اليوم؟».
ثم قال «ويمكنني القول إن هذه التجربة كانت فريدة. والأصداء التي وصلتنا من الجماهير استثنائية، أما معدلات المشاهدة التلفزيونية فقد بلغت مستويات قياسية. وهذا يعني أن هذه البطولة العالمية استأثرت باهتمام ضخم».
نظرة شاملة
وبالنظر لتجربتهم الواسعة، وبالاستعانة بآلاف البيانات التي تم جمعها بعد كل مباراة من مباريات الدور الأول لمونديال قطر 2022، كشف أعضاء مجموعة الدراسات الفنية بعض التوجهات المستخلصة.. وفيما يلي نظرة شاملة عن أربع ملاحظات رئيسية في بطولة قطر 2022.
المنتخب الألماني هو الفريق الأكثر تسديدا على المرمى، لكن هذا لم يحل دون خروجه من دور المجموعات. وبالعكس، هولندا وبولندا هما من بين الفرق الأقل تصويبا على المرمى، لكن كلا منهما تمكن من تجاوز حاجز الدور الأول. والسر وراء ذلك يكمن في النجاعة؛ إذ لم يحتج الهولنديون سوى لمعدل 1,6 تسديدة لتسجيل هدف، بينما تطلب هز الشباك تسديدتين من بولندا، و4 من ألمانيا و11 تسديدة من بلجيكا التي تتذيل ترتيب هذه الفئة، وهي أيضا أقصيت من دور المجموعات.
الأهداف المسجلة
في الوقت بدل الضائع
منذ انطلاق مونديال قطر، كان هدف لجنة حكام الفيفا هو زيادة وقت اللعب الفعلي، مما يفسر الإطالة الواضحة للوقت الإضافي، كما أوضح رئيسها بييرلويجي كولينا. لكن هذا لم يسفر عن زيادة في عدد الأهداف المسجلة بعد الدقيقة التسعين. بل بالعكس، ففي نسخة 2018، تم تسجيل 21 هدفا ابتداء من الدقيقة 91، مقابل 12 هدفا في دورة 2002.
المواجهات الثنائية
من التوجهات التي تمت ملاحظتها من قبل مجموعة الدراسات الفنية، هو انخفاض المواجهات الثنائية. وقام خبراء الفيفا بتحليل هذا التطور بالتفصيل، وقد لاحظوا أن المخاطرة تعتمد أيضا على الثقافة الكروية لكل منتخب. وهكذا، نجد أنه من بين الفرق المتأهلة، حاولت منتخبات أمريكا الجنوبية الهجوم عن طريق المواجهات الثنائية بمعدل 3.6 في كل مباراة مقابل 2.1 بالنسبة للمنتخبات الأوروبية.