

عقد مركز مناظرات قطر، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة حلقة نقاشية تتناول آراء الشباب حول الزواج وتحدّياته، بحضور الدكتورة شريفة العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، والدكتورة حياة عبد الله معرفي المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر، إضافة إلى مشاركات عبر المنصّات الإلكترونية.
الدوحة -
جاءت الحلقة التي عقدت، مساء الأربعاء الماضي، في مقر المركز بالمدينة التعليمية ضمن ورش العمل التحضيرية التي تقام بالتعاون البنّاء بين جهات مختلفة، وتهدف إلى عرض وجهات نظر الشباب والتحديات التي يواجهونها عند الزواج. وناقش المشاركون محورين أساسيين العوامل الاقتصادية والاجتماعية في تكوين الزواج، وأثر وسائل التواصل الاجتماعي في العلاقات الزوجية. بدأت الحلقة النقاشية التي أدارتها الأستاذة نادية درويش بمركز مناظرات قطر، بكلمة للدكتورة شريفة العمادي، أوضحت فيها أن المعهد بصدد تنظيم المؤتمر الدولي الثالث حول موضوع «الزواج.. التأسيس ومقومات الاستمرار» الذي يوفر منبراً للباحثين وصناع السياسات والمختصين والشباب، لمناقشة موضوع الزواج بشكل عام، وجميع العوامل ذات الصلة بالزواج والأسرة. وأضافت: «يتشارك المعهد مع مركز مناظرات قطر الاهتمام بشريحة الشباب، كونها أكثر الشرائح القابلة للتأثر والتفاعل مع التغيرات المجتمعية، ولهذا استحقوا الاهتمام لاستثمار قدراتهم ومواهبهم في تأسيس دعائم البناء المستقبلي، ممّا يقوّي عدم انفصالهم عن قضايا المجتمع، وخاصة قضية الزواج وتحدياته، لافتة إلى أن توجهات الحلقة النقاشية إعطاء صوت للشباب في المنطقة العربية، ومقاربة هذه الآراء مع وجهات نظر في مجتمعات أخرى ليتم عرض النتائج خلال المؤتمر الدولي الذي يقام شهر فبراير المقبل.
تناغمت معظم آراء المتحاورين والمشاركين في أن التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية أوجدت حالة من التعطيل النّسبي في الإقبال على الزواج، أو ما يُسمى العزوف عن الزواج أو تأخيره، ومن هذه الأسباب ارتفاع تكاليف الزواج والمعيشة، وتحوّل بعض السلع الكمالية في تأثيث المنزل إلى سلع أساسية، وتجاوز متطلباتها حد الاستهلاك التفاخري. كما ترافق ذلك مع غلاء المهور، وظهور طقوس جديدة لحفلات زفاف مبالغ بها. كما تآلفت أغلب آراء المشاركين حول دور الضغوط والعوائق الاجتماعية المتمثلة في تقييد عملية اختيار الشريك، والتأرجح بين شباب يعايش الحداثة وبين مجتمع يتوارث التقاليد، والتي غالباً تتعارض مع ثقافة الشباب، وتُفضي بالنهاية إلى تأخير الزواج الشبابي. وكان لمحور وأثر وسائل التواصل الاجتماعي على الزواج حظ وافر في النقاش، حيث نظر لها البعض على أنها وسيلة تواصل عصريّة دَخلت في جميع معطيات حياتنا، بما فيها اختيار شريك الحياة، على الرغم من أنها ليست الطريقة الأمثل فإنها أصبحت واقعاً في حياتنا. بينما يراها آخرون على أنها عالمٌ افتراضي، ويجب التعامل معه بحذر شديد في حال كان الشخص مضطراً للاعتماد على هذه الوسائل في اختيار الطرف الآخر.