أسباب رفض مسلمي بريطانيا مشاركة بلادهم ??في الحرب السورية
            
          
 
           
          
            
                 حول العالم 
                 06  ديسمبر  2015 , 06:37ص  
            
            
           
          
            
              ترجمة - العرب
            
           
            
          
            قال أمين عام المجلس الإسلامي البريطاني مقداد فيرسي: إن غالبية الطوائف الإسلامية في بريطانيا يريدون مثل جميع البريطانيين هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، لكنهم يرون أن العمل العسكري ضدها في العراق وسوريا لن يحقق الهدف المنشود، وأن المسلمين البريطانيين لا يزالون يذكرون فشل الغرب في أفغانستان والعراق.
وأضاف فيرسي في مقال بصحيفة جارديان البريطانية أنه في حال كان التدخل العسكري ضد تنظيم الدولة فعالاً، فإن استجابة المسلمين في جميع أنحاء بريطانيا ستكون واضحة عبر التعبير عن دعمهم لهذا العمل، لكن الاستشارات التي أجراها المجلس الإسلامي قبل تصويت مجلس العموم على المشاركة في الحرب فوق سوريا أظهرت إجماع المسلمين البريطانيين على رفض الغارات الجوية هناك.
وأضاف الكاتب أن هذا الرفض نابع من عدة أسباب، أولها المخاوف الحقيقة بين مسلمي بريطانيا من أن حكومة لندن لم تتعلم على ما يبدو دروس أفغانستان وليبيا والعراق، وفيما كان لاقى التدخل الغربي في مناطق مثل كوسوفو وسيراليون نجاحاً محدوداً، سيكون من الصعب إيجاد بريطاني فخور بما قامت به بريطانيا في الشرق الأوسط على مدار العقد والنصف الماضي.
وقال الكاتب: إنه بالنظر إلى أن التدخل الأميركي في سوريا العام الماضي قد زاد عدد المسلحين المنضوين تحت لواء الدولة الإسلامية، فليس من الصعب الاعتقاد بأن الغارات الجوية البريطانية ستعمل كأداة تجنيد لمزيد من المتطرفين، خاصة عندما يكون رئيس وزراء بريطانيا هو من أثار هذه النقطة لدى تدخل روسيا جويا لمساندة نظام الأسد، لكنه الآن هو من يدعو لدخول بريطانيا الحرب في سوريا.
ويضيف فيرسي أن مسلمي بريطانيا كغيرهم يريدون رؤية سياسية بريطانية فعالة ويريدون تقدم الدعم لحلفائهم في فرنسا، لكنهم لا يريدون فعل ذلك وهم يتعرضون للخداع، فلا شك أن غارات بريطانيا سينجم عنها خسائر في المدنيين السوريين.
ويشير الكاتب إلى أن بريطانيا يجب أن تكون متأكدة من مسار هذا العمل، خاصة في ظل إجماع الخبراء على أن الغارات الجوية البريطانية سيكون أثرها محدوداً ما لم تصاحب بوجود قوات برية يعتمد عليها على الأرض، وهنا يكمن القلق إذ لا توجد في سوريا ما يسمى بجيش المعتدلين المستعدين للتعاون مع الغرب.
وأشار الكاتب إلى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني والتي أشارت إلى أن مشاركة بريطانيا بعمل عسكري ضد تنظيم الدولة يفقدها التأثير الدبلوماسي، وهو من وجهة نظر مسلمي بريطانيا، الطريق الوحيدة لتدمير الدولة الإسلامية وإنهاء الحرب الأهلية.
ونقل فيرسي عن خبراء قولهم: إن التزام بريطانيا بتقديم إعانات إنسانية تجاه جميع فصائل الحرب السورية والمقدرة بـ 650 مليون جنيه إسترليني ستضعف بسبب المشاركة في الحرب، لكن تاريخ بريطانيا في مجال الخدمات الدبلوماسية وعلاقتها الوثيقة مع تركيا ودول عربية يعطيها إمكانية الاضطلاع بدور مهم في إيجاد حل دبلوماسي للحرب السورية.
وختم الكاتب بالقول: إن على مسلمي بريطانيا، جنباً إلى جنب مع جميع أطياف المجتمع، عليهم أن يعملوا جدياً لضمان بذل الحكومة مزيداً من الجهود لتحفيز المسعى الدبلوماسي لحل الصراع وإنهاء هيمنة تنظيم الدولة الإسلامية.