«واشنطن بوست»: تعاون الغرب وبوتن.. صفقة مع الشيطان

alarab
حول العالم 06 ديسمبر 2015 , 06:39ص
احمد الوكيل
كتب ألكسندر تورشينوف أمين عام مجلس الدفاع والأمن القومي الأوكراني مقالاً في صحيفة واشنطن بوست الأميركية يحذر فيه الغرب من التعاون الكامل مع روسيا، إذ إن وجود عدو مشترك بينهما هو الدولة الإسلامية لا يعني توافقاً في المصالح، داعياً الغرب إلى أن يأخذ في اعتباره قضايا السياسية الخارجية الأخرى قبل اتخاذ قرار التعاون مع روسيا.

وأضاف الكاتب أن المجالات التي تتصارع فيها المصالح الروسية مع المصالح الغربية لها أهمية كبيرة بنفس قدر المصالح التي يشتركان فيها، فبينما يولي الغرب أهمية بتدمير الدولة الإسلامية، تهدف روسيا في المقام الأول إلى الحفاظ على نظام بشار الأسد في دمشق.

وأشار إلى أن الغالبية الكبرى من الغارات الجوية الروسية حتى الآن وُجهت ناحية أهداف ليست تابعة للدولة الإسلامية: من بينها المجموعات المعتدلة كالجيش السوري الحر المدعوم غربياً والذي يساهم في قتال المجموعات المتطرفة على الأرض، إضافة إلى ذلك فاقمت الغارات الروسية أزمة تدفق اللاجئين السورين نحو أوروبا.

يقول تورشينوف: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن له مصالح مباشرة في سوريا باعتبارها حليفاً إقليمياً وسوقاً للصادرات العسكرية الروسية وقاعدة للبحرية الروسية في البحر المتوسط.

وأضاف أن نهج بوتن يتأثر باعتبارات أوسع نطاقاً، أحدها هو الحؤول دون خضوع نظام سلطوي آخر لمطالب شعبه. فكما هو معروف للجميع، يصمم بوتن على وقف موجات التغيير الديمقراطي، وعلى استعداد لاستعمال العنف ضد دول أخرى لوقف هذا التغيير.

ويؤكد الكاتب أن بوتن ينظر للحرية على أنها تهديد لقبضته على السلطة وإشارة على تزايد النفوذ الغربي، وهو ما يدفع للقول: إن سياسية روسيا في سوريا محاطة بتوجه من العداء الاستراتيجي نحو الغرب وقيمه.

وأضاف أنه فيما يدعي بوتن أنه يحارب الإرهاب بسوريا، فإن روسيا نفسها تستحق أن تصنف كدولة راعية للإرهاب، فقد اعتدت موسكو على سيادة أوكرانيا وقتلت أكثر من 8 آلاف شخص وقصفت المدنيين عشوائياً ونحرت المعارضين السياسيين عن طريق الميلشيات التابعة لها.

كما أن روسيا، كما زعم البعض، هي من زودت الانفصاليين الأوكرانيين بالصاروخ الذي أسقط الطائرة الماليزية وقتل زهاء 300 شخص على متنها.

ويشير الكاتب إلى أن بوتن سيحاول استغلال الحرب السورية لصالحه، فهو بارع في الانتهازية التكتيكية، وهو بذلك يحاول ضمان علاقة مع الغرب حسب رغبته، تلك العلاقة التي تنحي القانون الدولي وحقوق الدول الصغيرة نظير تسوية اتفاقات كبيرة ومبدأ «البقاء للأقوى».

ويرى الكاتب أن بوتن سيطلب من الغرب تقديم تنازلات مقابل تعاونه معه ضد الدولة الإسلامية، فكل ما يرغبه بوتن هو رفع العقوبات الغربية عن نظامه والاعتراف بالأرض التي احتلها من أوكرانيا.

وقال الكاتب: إن على الغرب أن يتسم بالواقعية في تقييمه لمخاطر المنطوية في التعاون مع روسيا بشأن المسألة السورية، وعليه أن يكون حازماً بشأن محدودية أية تعاون.

وختم بالقول: إنه رغم أن التطرف يمثل تهديداً كبيراً على الغرب بشكل يستلزم إيلاءه الاهتمام الأكبر، إلا أن التهديد الأكبر على المدى الطويل للنظام العالمي الحر والسلمي تأتي من الإرهاب الروسي والنهج المتشدد الذي يتبعه نظام بوتن لفرض منطقة نفوذ جديدة وزعزعة استقرار دول مجاورة.