قضّ يوسف المساكني مجدداً مضاجع التونسيين في رحلة الأمتار الأخيرة لكأس العالم، فاستعادت الجماهير لحظات المشاهد المؤلمة التي عاشتها قبل أربع سنوات، بعد تغيّبه عن مونديال روسيا لقطع في الرباط الصليبي، لكن ابن منطقة باردو طمأن عشّاق «نسور قرطاج» بعد إصابة أخيرة تعرّض لها مع فريقه العربي سبتمبر الماضي، فبعد الفشل في التأهل إلى مونديال 2014 والإصابة التي لحقت به قبل مونديال 2018، حقّق يوسف مرادَه متأخراً بالتواجد في كأس العالم قطر 2022، لكن التأهل هذه المرة لن يكون بوّابته للاحتراف الأوروبي بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من خوض تجربة في فرنسا بعد مونديال روسيا.
ويُقرّ المساكني الذي عاش تجربة لم تكتمل عام 2019 معاراً إلى نادي أويبن البلجيكي، أن «الاحتراف في أوروبا الآن بات مستحيلاً، وكان لوالد يوسف المساكني، الدولي السابق منذر المساكني أثر بالغ، فقد لاحظ عشقي لكرة القدم وممارستي لها خارج المنزل، رأى موهبتي ولم يمنعني عن اللعب بسبب الدراسة».
منذ الصغر بدأت موهبة يوسف تظهر مع نادي الملعب التونسي، ناشئ يمتلك كل المواصفات الفنية، يُجيد المراوغة والسرعة والتمركز، ويتمتع بحس تهديفي عال ودهاء في التمريرات العرضية والبينية.
على مستوى المنتخب، انطلقت مسيرته باكراً في الفئات السنية موسم 2007 بمشاركة مضيئة في بطولة العالم للناشئين في كوريا الجنوبية تحت قيادة المدرب ماهر الكنزاري. ولا يزال هدفه الرائع من تسديدة جميلة والمتأخر في كأس إفريقيا 2013 في شباك الجزائر عالقاً في أذهان الكثيرين.
وفيما نشأ في عائلة تضمّه إلى ثلاثة أشقاء، بينهم إيهاب لاعب النجم الساحلي، ينظر يوسف بشغف كبير إلى اهتمام ابنتيه خديجة (4 سنوات) وغالية (3 سنوات) بكرة القدم، قائلا «تحرصان على مشاهدة أهدافي في يوتيوب». لكن يوسف يردف «لن أفرض عليهن متابعة الكرة».
يمني «النمس» خوض موندياله الأول في قطر التي عَرِف ملاعبها جيداً منذ أن انتقل إلى الدحيل حالياً قادماً من الترجي عام 2013 في صفقة وُصفت بـ»الأغلى» بين الأندية العربية. كل العالم يتكلم الآن عن كأس العالم المقبلة في قطر التي ستكون بمواصفات خاصة، ولا أعتقد أننا رأينا أو سنرى كأس عالم مثلها».
وكان أول من هزّ شباك استاد لوسيل، الذي يستضيف نهائي كأس العالم، بهدف في مرمى الريان خلال مباراة تجريبية «أعرف الملاعب جيداً ولعبت عليها كلها وهذه خاصية تميزك عن الآخرين. الجمهور التونسي القادم والمقيم سيتواجد بكثافة وسيؤازر المنتخب».