أدى جموع المصلين أمس صلاة الاستسقاء في عشرات المصليات بمناطق الدولة، إحياء لسنة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، طلباً لنزول الغيث.
وأكد فضيلة الداعية عبدالله بن محمد النعمة الذى أمّ المصلين بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، في خطبة ألقاها عقب الصلاة، أهمية تقوى الله، عز وجل، وحثّ المصلين على التضرع إلى الله وإظهار الحاجة إليه لنزول المطر وطلب المغفرة منه سبحانه، لأنها من أسباب نزول الغيث.
وقال فضيلته: «إن التوبة والاستغفار وإخراج الزكاة، والتراحم وبذل الخير والصدقات وصلة الأرحام من موجبات رحمة الله ونزول الغيث»، لافتاً إلى أن تقوى الله هي طريق النجاة والسلامة وسبيل الفوز والغنيمة، وأن ما حلّ بسالف الأمم من شديد العقوبات جاء بسبب التقصير في الإيمان والتقوى، وإيثار الشهوات وغلبة الأهواء.
وأوضح أنه تقرر عند أهل العلم بما صح من الأخبار عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن منع الزكاة، وأكل الحرام، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أسباب خاصة في منع القطر من السماء، وعدم إجابة الدعاء. اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك.
وأكد أن الأحوال لا تفسد، ولا تضطرب الأوضاع في كثير من الأمم والشعوب إلا بطغيان الشهوات واختلاط النيات، فإذا كثر الخبث استحق القوم الهلاك، وبكثرة الخبث تنتقص الأرزاق، وتنزع البركات، ويعمّ الفساد، وتفشو الأمراض، وتضطرب الأحوال.
وقال فضيلته: عباد الله حضرتم في هذا المكان الطاهر بين يدي ربكم تشكون جدب دياركم، وتستبطئون إليه حاجتكم، وذلكم الجدب وتلكم الحاجة بلاء من ربكم لتقبلوا عليه، وتتقربوا بصالح العمل لديه، فأظهروا رقة القلوب وافتقار النفوس، والذل بين يدي العزيز الغفار، استكينوا لربكم، وارفعوا أكف الضراعة إليه، ابتهلوا وادعوا واستغفروا، فالاستغفار مربوط بما في السماء من استدرار».
وحثّ فضيلته جموع المصلين على الاجتهاد في الدعاء، والإكثار من الاستغفار والصدقة وصلة الأرحام وحفظ الحقوق.