حافظ العربي على موقعه في المربع بعد فوزه الصعب وغير المقنع على فريق الخريطيات في المباراة التي جمعتهما مساء أمس بملعب العربي بهدفين لهدف واحد، في افتتاح مباريات الجولة الثامنة من دوري نجوم قطر، حيث رفع رصيده إلى 16 مرتقيا مؤقتا المركز الثالث في جدول الترتيب العام في انتظار إجراء باقي مباريات الجولة، فيما تجمد رصيد الخريطيات عند النقطة السابعة وبات مهددا بفقدان موقعه في المركز التاسع والتراجع مركزا أو مركزين.

بدأت المباراة بشكل هادئ من الطرفين رغم الضغط الخفيف من جانب العربي، لكن إيقاع اللعب لم يكن مرتفعا طيلة ربع الساعة الأول، وإن كان العرباوية أفضل بسيطرتهم على الكرة ورغبتهم في بلوغ مرمى أحمد سفيان، لكن بناء العمليات الهجومية اعتراه البطء في التنفيذ وغياب التركيز على مشارف منطقة الجزاء، في الوقت الذي فضل فيه الخريطيات تحصين خطوطه الخلفية والضغط على حامل الكرة تفاديا لمنح لاعبي العربي الوقت الكافي لإيجاد الحلول.

العربي يتقدم من نقطة الجزاء
بقي الوضع هادئا إلى حدود الدقيقة 25 عندما قاد لاعبو العربي أول هجوم منسق بعدما انسل علي جاسمي من الجهة اليمنى داخل منطقة الجزاء ومرر لأشكان الذي أخذ وقته الكافي لرفع الكرة عاليا فوق الحارس، لكن محمد عبدالرحمن أنقذ الموقف بإبعاده الكرة برأسه لتعود الكرة إلى أشكان الذي مررها هذه المرة إلى باولو سيرجيو فلم يتردد الأخير في التسديد فاصطدمت الكرة بيد دومينجوز ليعلن الحكم عن ضربة جزاء تولى دومينجوز تنفيذها مسجلا هدف التقدم للعربي في الدقيقة 27.

لم يغير هذا الهدف من الوضع شيئا، حيث عاد الهدوء من جديد إلى المباراة بإيقاعها السابق سواء من ناحية العربي الذي لم يبد رغبة في مضاعفة النتيجة أو من الخريطيات الذي لم يظهر ردة فعل بعد تأخره في النتيجة.

وفي الدقائق الأخيرة، أتيحت للخريطيات الفرصة الوحيدة لتعديل النتيجة عندما توصل يحيى كيبي بتمريرة في العمق فتوغل داخل منطقة الجزاء وانفرد بالحارس مسعود شجاعي الذي أنقذ الموقف وأبعد الخطر، فكان رد زملاء الأخير هجوما مرتدا سريعا انتهت على إثره الكرة عند باولو سيرجيو الذي سدد بقوة لكن الكرة مرت عاليا فوق المرمى لينتهي الشوط الأول بفوز العربي بهدف وحيد.

هدف مباغت ليحيى كيبي
لم يتغير الوضع في الشوط الثاني كثيرا وإن تخلى الخريطيات جزئيا عن تحفظه وبادر إلى التقدم إلى الأمام بحثا عن تعديل النتيجة، وقد تأتى له ذلك بشكل غير متوقع عندما رفع محمد عبدالرب الكرة داخل منطقة الجزاء من الجهة اليمنى فاستغل يحيى كيبي تأخر علي جاسمي مدافع العربي الذي مكنه من التغطية لكي لا يسقط في فخ التسلل، فحول الكرة برأسه إلى المرمى فاصطدمت بالعارضة قبل أن تدخل شباك مسعود زراعي.

وكاد الخريطيات يفاجئ العربي في الدقيقة 62 عندما توصل عبدالعزيز الأنصاري بكرة في العمق لكن الحارس خرج لإبعاد الخطر في الوقت المناسب، بعدها لجأ العربي إلى الدفاع المتقدم رغم خطورته مما مكن يحيى كيبي من الإفلات من الرقابة بعدما توصل بكرة وراء المدافعين فانفرد بالحارس وسجل الهدف الثاني في الدقيقة 67، لكنه سقط في فخ التسلل وتكرر الأمر بعد ذلك بدقيقة لكن هذه المرة كان عبدالعزيز الأنصاري.

خطأ دفاعي ??مكلف للخريطيات
تراجع أداء العربي بشكل لافت في الشوط حيث تمكن الخريطيات من العودة نتيجة وأداء في المباراة، بل إن الأخير كان قريبا من تسجيل هدف الفوز كما حدث في الدقيقة 77 عندما انفرد يحيى كيبي بالحارس مسعود شجاعي، لكن الأخير تدخل بنجاح منقذا الموقف.

وفي الدقيقة 80 تقدم علي جاسمي من الجهة اليمنى ورفع الكرة نحو منطقة الجزاء فارتبك دفاع الخريطيات رغم أن الفرصة لم تكن خطيرة لتصل الكرة إلى باولو سيرجيو الذي كان في المكان المناسب فلم يتردد في تسديد الكرة في الجهة اليسرى من مرمى أحمد سفيان متقدما لفريقه في الوقت المناسب.

زولا: الجانب الإيطالي من شخصيتي سعيد
اعتبر جيانفراكو زولا مدرب العربي ما حدث لفريقه يوم أمس أمرا طبيعيا اعتبارا لكون كرة القدم تشهد عددا من المتغيرات، وفسر وجهة نظره قائلا: «كنا نعرف أنها ستكون مباراة صعبة بعدما واجهنا منافسين أقوياء من قبل أمام السد والريان ولخويا، لكن في الشوط الأول قدمنا أداء معقولا وتقدمنا في النتيجة رغم أن العربي لم يفز على الخريطيات في المواجهات الخمس الأخيرة بينهما. أنا إيطالي وفي إيطاليا نستمتع بالفوز في مثل هذه الحالات حيث نفوز رغم أننا لم نكن في المستوى المطلوب، ورغم ذلك حققنا الفوز وهذا الجانب الإيطالي من شخصيتي سعيد اليوم. رغم خسارتنا من قبل كنا نلعب بشكل جيد بالنسبة لتراجع الأداء وتحسنه من جولة لأخرى، فهذا عادي في كرة القدم كما أننا تلقينا أهدافا لم نكن لنتلقاها، وأمر طبيعي أن يتأرجح مستوى الفريق من مباراة لأخرى. خوخي هو الكابتن والقائد يخلق فرقا بالنسبة لنا لدوره القيادي في الملعب مع زملائه، أما بالنسبة لفترة التوقف أتوقع أن تكون جيدة بالنسبة لنا لكي نستعد بشكل جيد استعدادا للمواجهة القوية التي ستجمعنا بالجيش. تعلمنا الكثير من مباراة الأمس، فعندما تلعب أمام الفرق القوية تلعب بخطة معينة، أما أمام الخريطيات فهي مباراة مختلفة لأنك مطالب بأن تصنع اللعب، لهذا فأنا سعيد بهذا الفوز».

أوسيم: مرتاح لقتالية الفريق ومستاء للنتيجة
مشاعر متناقضة بدت على محيا عمار أوسيم مدرب الخريطيات بعد الخسارة أمام العربي، فقد عبر عن خيبة أمله من النتيجة لكن في الوقت نفسه أبدى ارتياحا للروح القتالية للفريق، وأضاف في المؤتمر الصحافي: «قاتلنا كل المباراة لكي نظفر بنقطة، وكان المنافس أفضل لكن في بعض الفترات لم يكن أفضل منا، ولم أشاهد فارقا كبيرا بين فريق له 16 نقطة وفريق لديه 9 نقاط فقط خاصة وأنه سبق له الفوز على لخويا، كما قدم مباراة كبيرة أمام السد ولم أكن أتوقع أن فريقي سيقدم هذا الأداء بالنظر إلى الفوارق الكبيرة بين الفريقين. حصلنا على فرص لتسجيل الهدف الثاني فيما تلقينا هدفا بطريقة مضحكة توفق فيها، وبطبيعة الحال أشعر بخيبة أمل بسبب ما حدث بالنظر إلى مجريات المباراة وبعد التعادل خاصة لأننا كنا قريبين من تسجيل هدف التعادل. لعبنا أمام فريق جيد لم نسمح بأن يظهر إمكانياته على حسابنا كما اعتاد ذلك في المباريات السابقة، ومسيرتنا ستكون جيدة لو تمكنا من اللعب بالطريقة القتالية التي لعبنا بها أمس. بعد الهدف الثاني أشركنا لاعبا آخر في الوسط، وقد كنا نطمح للفوز لكننا لا نملك لاعبا في الاحتياط يمكن أن يغير النتيجة».

تشكيلة الفريقين

الخريطيات:
الحارس أحمد سفيان، عبدالله البطاط، دومينجوز سانتوس، محمد عبدالرحمن، يحيى كيبي، حسن عبدالفتاح، محمد سلام (وليد جاسم- 88)، محمد عبدالرب (أنور ديبا- 75)، محمد سويد، محمود سعد، عبدالعزيز الأنصاري.
المدرب: أوسيم عمار.

 العربي:
الحارس مسعود زراعي، عادل لامي، عبدالله معرفية، علي جاسمي، مصعب محمود (محمد سالم- 88)، سيرجيو دوترا (يوسف أحمد– 75)، عبدالله العريمي (عمر العمادي- 68)، رود فاني، باولو سيرجيو، أحمد شهداد، سيد أشكان.
المدرب: جيانفرانكو زولا.

بطاقة المباراة
الحدث: دوري نجوم قطر (الجولة الثامنة).
المكان: ملعب العربي.
الزمان: الخميس 5 نوفمبر 2015 الساعة 18.30.
النتيجة: الخريطيات– العربي 1- 2 (0-1).
الأهداف: باولو سيرجيو (د.27- 80) للعربي، يحيى كيبي (د.57) للخريطيات.
الإنذارات: عبدالعزيز الأنصاري ودومينجوس سانتوس من الخريطيات، وباولو سيرجيو من العربي.
الحكام: سعود العذبة (ساحة)، جمعة البورشيد، عبدالعزيز الشمري (حكمان مساعدان)، محمد الشمري (حكم رابع).